أكبر تنظيم مسلح في الجزائر يعلن مبايعته لابن لادن.. والظواهري يهدد فرنسا

مصالح الأمن الجزائرية تحقق حول خلية تجند مقاتلين للعراق

TT

أكد أكبر تنظيم مسلح في الجزائر انضمامه رسمياً الى تنظيم «القاعدة» بزعامة أسامة بن لادن، وذلك بعد ايام على اعلان المسؤول الثاني في القاعدة عن الانضمام.

وقال زعيم «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» عبد المالك دروكدال (المدعو ابو مصعب عبد الودود): «يسرنا ان نزف بشرى انضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى تنظيم قاعدة الجهاد ومبايعتها إمارة وجنودا لأسامة بن لادن». واضاف دروكدال في بيان نشر الليلة قبل الماضية على الانترنت «لقد ثبت لدينا أن إخواننا في تنظيم القاعدة وعلى رأسهم أسامة بن لادن هم القيادة المؤهّلة في هذا الزمان لجمع شتات المسلمين وقيادتهم لخوض معركة الإسلام المعاصرة» ولذلك «قررنا أن نبايع أسامة بن لادن ونواصل جهادنا تحت إمرته». وخلص البيان قائلا ان اسامة بن لادن «لن يجد منا إلا السمع والطاعة ولن يرى منا إلا ما يسره».

وكان المسؤول الثاني في «القاعدة» ايمن الظواهري قد اعلن في شريط فيديو بث الاثنين الماضي عن انضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال الى تنظيم القاعدة، قائلاً: «ان اسامة بن لادن كلفني ان ابشر عامة المسلمين واخواني المجاهدين في كل مكان بانضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال الى قاعدة الجهاد» و«نسأل الله ان تكون الجماعة شوكة في حلوق الصليبيين الاميركان والفرنسيين واحلافهم وغما وهما وكمدا في قلوب المرتدين ابناء فرنسا الخونة، ونسأله ان يوفق اخواننا في الجماعة السلفية للدعوة والقتال للنكاية في اركان التحالف الصليبي وخاصة في زعيمتهم العجوز اميركا الفاجرة». وفي شريطه الذي بث تزامناً مع الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر (ايلول)، اطلق الظواهري تهديدات جديدة الى الدول الغربية وحلفائها ملمحا الى ان الخليج واسرائيل سيكونان الهدف المقبل للشبكة.

وكانت الجماعة السلفية للدعوة والقتال قد تشكلت عام 1998 من قبل منشقين عن «الجماعة الاسلامية المسلحة»، المجموعة التي ارتكبت أفظع العمليات الارهابية في الجزائر خلال التسعينات من القرن الماضي. وترفض الجماعة السلفية الآن ميثاق السلم والمصالحة الذي يدعو المسلحين لوقف اعمالهم الارهابية مقابل عفو مشروط عنهم.

وفي شأن ذي صلة، أنهت مصالح الأمن الجزائرية سلسلة تحقيقات حول نشاط خلية تجند جزائريين للقتال في العراق، بالتنسيق مع ناشطين ينتمون إلى «تنظيم القاعدة في العراق». وكشفت المعطيات الاولية عن إيفاد 50 جزائريا على الاقل إلى العراق منذ منتصف 2004، عشرة منهم قتلوا في عمليات انتحارية استهدفت قوات أميركية.

وقال مصدر قضائي جزائري لـ «الشرق الأوسط» إن مصالح الأمن أحالت أحد أفراد الخلية إلى قاضي التحقيق لدى محكمة الجزائر العاصمة، لتبلغه بالتهم الموجهة ضده تحسبا لبرمجة محاكمته. ويتعلق الأمر بمجيد تواتي، الذي يشار إليه بأنه من أبرز عناصر الخلية. وأمر قاضي التحقيق بوضعه في الحبس المؤقت بسجن «سركاجي» بأعالي العاصمة. وذكر المصدر أن نفس القاضي سيستمع خلال الأيام المقبلة لثلاثة أعضاء آخرين من نفس الخلية هم: محمد بوخاتمي ومحمد أمين عجين وزين الدين بلعسل. وكان الاشخاص الاربعة قد اعتقلوا بين مارس (آذار) ويونيو (حزيران) الماضي بمدينة تيارت (250 كلم غرب العاصمة الجزائرية) التي يتحدرون منها.

وأوضح المصدر القضائي أن التحريات أفضت إلى أن شقيق تواتي فجَر نفسه بالعراق العام الماضي، بواسطة حزام ناسف، دون توضيح مكان وزمان الحادثة التي قتل فيها نفسه. وقد نظمت «خلية التجنيد للقتال بالعراق» لقاءات عديدة بحي باش جراح بالعاصمة المعروف بكونه معقلا للإسلاميين منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي، وداهمت قوات الأمن بيتا لأحد المتعاونين مع الخلية مطلع العام الجاري واعتقلت الكثير من الأشخاص بشبهة توفير الإيواء لأفراد المجموعة.

وأفاد المصدر القضائي أن الخلية كانت على اتصال مع ممثل لأبي مصعب الزرقاوي (قائد القاعدة في العراق سابقاً والذي قتل في غارة اميركية) بغرض تجنيد أصوليين جزائريين للقتال في صفوف المسلحين. وتابع المصدر أن الخلية تلقت مبالغ مالية من نفس التنظيم لتغطية نفقات السفر إلى العراق عبر الأراضي السورية، ولم يذكر المصدر قيمة المبالغ كما تحفظ عن ذكر طريقة ومكان تحويلها إلى الجزائر.

وتجري السلطات الجزائرية مراقبة شديدة على قوائم الأشخاص الذين درجوا على السفر إلى سورية، وهم في غالبيتهم تجار شنطة وزبائن لدى تجار الأقمشة والملابس في العاصمة دمشق منذ سنوات طويلة، حيث تتسلم من شركة الخطوط الجوية الجزائرية أولا بأول أسماء المسافرين، ولم يحدث أن اعتقلت أحدهم بشبهة الإعداد للانتقال إلى العراق. وتتهم السلطات أفراد الخلية بـ «المشاركة في منظمات مسلحة تنشط بالخارج»، وهي تهمة يستثنيها «ميثاق السلم والمصالحة الوطنية». وتنفي عائلات الأشخاص الأربعة التهم الموجهة إليهم، وقد راسلت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة طلبا للإفراج عنهم.

وحرصت المصادر على استبعاد أية علاقة بين الخلية التي كان يشرف عليها مصري معروف حركيا باسم «أبو جهاد»، والتي فككتها مصالح الأمن العام الماضي واعتقلت المصري. وأثبتت التحريات أن «أبو جهاد»، جند جزائريين للقتال بالعراق من ثروة كوَنها من المتاجرة بالخردوات في الجزائر التي دخلها مطلع تسعينات القرن الماضي. ويقبع حاليا في السجن بتهمة «المشاركة في منظمة إرهابية تنشط بالخارج». وكان رئيس الحكومة السابق أحمد أويحيى أعلن أن الرعايا الاجانب المسجونين بتهم الإرهاب، سيرحلون إلى بلدانهم فور إنهاء مدة العقوبة.