«بن لادن آسيا الوسطى» يهدد بتصفية رؤساء أوزبكستان وتاجيكستان وقيرغيزستان

TT

هدد زعيم «الحركة الاسلامية في اوزبكستان» طاهر يولداشيف بتصفية رؤساء ثلاثة من بلدان آسيا الوسطى، اوزبكستان وتاجيكستان وقيرغيزستان، بسبب ما قال انها «جرائم ارتكبوها في حق شعوب بلدانهم». وقال يولداشيف الملقب «بن لادن آسيا الوسطى» في بيان بثه بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لهجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، من موقعه الهارب اليه في المنطقة الحدودية بين افغانستان وباكستان ان «السياسة العالمية تغيرت جذريا نتيجة إلحاق الضربة باميركا، القلعة التي كان البعض يعتبرها غير قابلة للنيل منها».

واشارت «الصحيفة المستقلة» الصادرة في موسكو امس ان تصريحات يولداشيف ليست مجرد تهديدات بل محاولة واضحة لبعث «الحركة الاسلامية في اوزبكستان» من جديد. يشار الى ان السلطة الاوزبكية كانت تمكنت من تصفية هذه الحركة في اعقاب هجمات 11 سبتمبر، وقتل عدد من رموزها؛ بينهم قائد جناحها العسكري جمعة نمنجاني. وتدرج روسيا والولايات المتحدة هذه الحركة ضمن قائمتيهما الخاصتين بالمنظمات الارهابية.

وهدد يولداشيف بتصفية الرئيس الاوزبكي اسلام كريموف بسبب ما اعتبرها اجراءات استهدفت قمع اضطرابات انديجان (شرق اوزبكستان) التي راح ضحيتها المئات من نشطاء الحركة والتنظيمات المتطرفة الاخرى في مواجهة مع القوات الحكومية في مايو (ايار) 2005. أما الرئيس التاجيكي إمام علي رحمنوف فاتهمه يولداشيف بانه وراء تشديد الضغط ضد «حزب التحرير الاسلامي»، و«حزب البعث الاسلامي» وكلاهما من المنظمات المدرجة ضمن المنظمات الارهابية في روسيا وعدد من بلدان الفضاء السوفياتي السابق. كما هدد يولداشيف بتصفية رئيس قيرغيزستان قرمان بك باقييف على اعتبار انه المسؤول عن قيام القوات الامنية بعدد من العمليات الخاصة ضد «الحزب الاسلامي التركستاني» وتصفية زعيمها رسول اخونوف، على حد قوله.

وقال الكسي مالاشينكو عضو المجلس العلمي لمركز «كارنيجي» وأحد ابرز المتخصصين الروس في شؤون الحركات الاسلامية في تصريحات نشرتها «الصحيفة المستقلة»، ان تهديدات يولداشيف يمكن اعتبارها تحديا وتهديدا للاستقرار في كل منطقة آسيا الوسطى. كما انه اختار اللحظة المناسبة لتوجيه تهديداته في الوقت الذي تحتدم فيه الخلافات بين الاطراف السياسية في قيرغيزستان في محاولة للاطاحة بباقييف ورئيس حكومته، بينما تستعد تاجيكستان للانتخابات الرئاسية.

غير ان هناك من يرى ضرورة عدم المبالغة في خطورة تهديدات يولداشيف مثل فريد احمد ضاي رئيس صندوق «آسيا ـ التحليل السياسي» الذي قال ان الحركة الاسلامية في اوزبكستان «لم تعد ذات وزن بعد تضاؤل عدد اعضائها مما يجعلها غير قادرة على بلدان اسيا الوسطى وروسيا، وكل ما يمكن ان تفعله هو ان تثير الخلافات بين بلدان آسيا الوسطى وافغانستان التي تحاول الانضمام الى التنظيمات الاقليمية لهذه البلدان». كما قال آخرون ان التهديدات يمكن تناولها في اطار محاولات البحث عن ممولين جدد لحركات متطرفة لم تعد تستميل أحدا.

ونشرت الصحيفة نبذة من سيرة يولداشيف الذي قالت انه كان على علاقة بعدد من قيادات المقاتلين الشيشانيين؛ ومنهم الرئيس الشيشاني الاسبق سليم خان يندربييف الذي لقي مصرعه في قطر وشامل باسايف الذي قتلته الاجهزة الامنية الروسية أخيرا في انغوشيتيا، الى جانب اسامة بن لادن الذي التقى به مرارا وشارك في دعم وتدريب مقاتلي «الحركة الاسلامية في اوزبكستان» من ممثلي القوميات المختلفة؛ ومنها الاوزبكية والتاجيكية والتتارية والقازاخية والموجودين حاليا في باكستان، حسب افادت «الصحيفة المستقلة».