بولندا أول دولة من «الأطلسي» تقرر إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان

كابل تندد بتصريحات للرئيس الباكستاني حول طالبان

TT

نددت وزارة الخارجية الافغانية بتصريحات أدلى بها الرئيس الباكستاني برويز مشرف واعتبر فيها ان حركة طالبان اصبحت اكثر خطورة من تنظيم القادة بسبب دعم الافغان، في حين اعلنت بولندا امس عن اعتزامها ارسال قوات اضافية الى افغانستان، لتكون بذلك اول دولة من حلف شمال الاطلسي تقرر مثل هذه الخطوة. واتهمت وزارة الخارجية الافغانية في بيانها الرئيس مشرف بالتخلي عن التعهد الذي قدمه في كابل الاسبوع الماضي بالكف عن توجيه اللوم فيما يتعلق بطالبان التي صعدت الى السلطة بدعم من اسلام آباد. وقال البيان: «اننا نعبر عن الاسف لتصريحات الرئيس مشرف التي ساوى فيها بين طالبان والبشتون»، مضيفا ان «البشتون لعبوا دورا مهما في اعادة السلم الى افغانستان». وتابع البيان: «كما كان الحال في الماضي، لا تزال طالبان تحصل على الدعم من خارج أفغانستان. ومثل هذا الدعم هو العامل الوحيد الذي يساعدهم على الحاق الاضرار والمعاناة بأفغانستان».

وكان الرئيس مشرف قال في بروكسل يوم الثلاثاء الماضي ان طالبان باتت أكثر خطورة من القاعدة بسبب التأييد الواسع النطاق لها بين الافغان. واضاف امام اعضاء البرلمان الاوروبي ان مقاتلي طالبان أعادوا تنظيم أنفسهم في جنوب أفغانستان. وبدورها، قالت وزارة الخارجية الباكستانية ان تصريحات الرئيس مشرف في بروكسل اسيء فهمها. وقالت متحدثة باسم الخارجية الباكستانية ان الرئيس مشرف لم يقل ابدا ان السكان البشتون جزء من طالبان. وعادة ما يتهم بعض قادة أفغانستان اسلام آباد بعدم بذل ما يكفي من الجهود لوقف نشاط طالبان، الا ان باكستان تؤكد انها تبذل أقصى ما في وسعها. وفي بروكسل رفض الرئيس الباكستاني هذه الانتقادات وقال: «يجب ألا يلومنا أحد أو يشكك في أننا لا نفعل ما يكفي»، مشيراً الى ان بلاده نشرت 80 ألف جندي على الحدود مع افغانستان لتعقب المتشددين.

وتواجه قوات حلف شمال الاطلسي مقاومة شرسة من طالبان، تكثفت مع تولي الحلف المسؤولية الامنية عن جنوب أفغانستان في يوليو (تموز) الماضي. وطالب القادة العسكريون للحلف بارسال تعزيزات. وقالت بولندا امس انها سترسل ألف جندي في فبراير (شباط) المقبل للانضمام الى مفرزتها الحالية في أفغانستان والمؤلفة من ألف جندي. وبذلك تكون بولندا أول دولة من الحلف تلتزم بارسال مزيد من الجنود لقوة الحلف البالغ قوامها 20 ألف جندي في البلاد.

واعلن متحدث باسم حلف شمال الاطلسي من بروكسل امس ان الحلف ارجأ عدة اسابيع على الاقل البت في موضوع ارسال قوات اضافية، وقال المتحدث جيمس اباثوراي للصحافيين: «لم يقدم اي عرض رسمي» في الاجتماع الذي عقد اول من امس في مقر قيادة الحلف في مونس جنوب بلجيكا.

لكن المتحدث اكد في الوقت نفسه ان عملية «ميدوزا» التي اطلقت منذ الثاني من سبتمبر (ايلول) الحالي ضد حركة طالبان في جنوب افغانستان ليست في خطر وتشكل «نجاحا». واضاف المتحدث ان قائد قوات الحلف الجنرال جيمس جونز «واثق من ان هناك قوات كافية على الارض لتنفيذ» العملية الجارية.

وكان الجنرال جونز طالب بعد عودته من افغانستان الاسبوع الماضي بارسال حوالي الفي رجل بشكل عاجل معترفا بأن مقاومة حركة طالبان اكبر مما كان متوقعا.

واضاف هذا المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان «هناك حدودا لما يمكن ان يفعله الحلفاء لكن لا تضامن الحلف في خطر ولا الحلف الاطلسي في خطر». ورأى مصدر دبلوماسي آخر في الحلف انه «لا يمكن اتخاذ قرار في اسبوع واحد حول ارسال تعزيزات لمهمات قتالية»، ملمحا الى ان الاجراءات يمكن ان تستغرق اسابيع.

وقد رفضت دول تساهم بقوات كبيرة عادة في عمليات عسكرية وموجودة في افغانستان اصلا مثل تركيا واسبانيا وايطاليا وفرنسا، مسبقا ارسال جنود لتعزيز قوات الحلف في الجنوب الافغاني نظرا لمشاركتها في عدة عمليات خارجية في البلقان والشرق الاوسط وافريقيا. الا ان اباثوراي اكد ان «اشارات ايجابية» صدرت عن المشاركين في الاجتماع في مونس في ما يتعلق «بارسال قوات» في وقت لاحق الى افغانستان. وتابع ان الامين العام للحلف الاطلسي ياب دي هوب شيفر «يأمل في التوصل الى نتائج سريعة» و«سنواصل الضغط على الدول الاعضاء»، مشيرا الى ان وزراء الدفاع سيناقشون هذه المسألة في اجتماعهم من 28 الى 30 سبتمبر الحالي في بورتوروز في سلوفينيا.