وزير الشؤون الإسلامية السعودي يدعو الفاتيكان إلى الاعتذار

قال انه كانت هناك على مدى عدة عقود لجان للحوار بين الإسلام والمسيحية

TT

أعرب وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ عن استيائه وأسفه الشديدين لما استمع المسلمون الى ما ذكره بابا الكنيسة الكاثوليكية في احدى الجامعات الالمانية، وما نقله نسبة عن الاسلام ورسول الاسلام انه كانت له دعوات شريرة اساءت الى العالم، ورسخت العنف في العالم، مؤكدا ان هذا القول لا شك انه ينبئ عن عدم فهم لحقيقة الاسلام، وعن تأثر بما قاله من جهل حقيقة الاسلام في الكتب التي نقل منها في كلمته، وما تضمنته من اساءة بالغة للاسلام، ولرسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

وقال الوزير: ان مصدر خطورة هذا الكلام انه نقل بعناية، واختير ايضا في معرض لقاء في جامعة علمية يتسم الالقاء بالمنهجية وبالدقة، ولذلك فنحن نعبر عن استيائنا البالغ لهذه الاساءة للاسلام وللمسلمين، ولحقائق الدين الاسلامي، كما نعتبر ان فيه اثارة للضغائن واذكاء لموجات الكراهية، والبغضاء بين الناس في العالم، وهو الأمر الذي يرفضه شرعنا الحنيف ورسولنا الكريم الذي اكد ـ عليه الصلاة والسلام ـ بأن يقول الناس بعضهم لبعض بالحسنى، كما قال الله تعالى: «وقولوا للناس حسنا» ونادى فيها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالعدل مع القريب والبعيد، مشيرا الى ان الاسلام بعيد كل البعد عن الدعوات الشريرة التي نسبها بابا الفاتيكان لرسول الاسلام وللاسلام كدين وعقيدة، ولا شك ان اية دعوة من مرجع ديني في ديانته بهذا الكلام الذي يثير الكراهية، فهي دعوة مجددة لاذكاء روح العداوات في العالم، وهذا عكس ما يسعى اليه العقلاء في المسيحية، ويسعى اليه الساسة الذي تهمهم الانسانية الا يوقعوا الضغائن والكراهية بين الناس بسبب اختلاف الدين.

وأبدى استغرابه من انه على مدى عدة عقود من الزمن كانت هناك لجان للحوار بين الاسلام والمسيحية عبر الازهر، وعبر رابطة العالم الاسلامي، وعبر مؤتمر العالم الاسلامي، وبين الفاتيكان، وكانت هذه اللقاءات بهدف ايضاح الصورة للجانبين، صورة الاسلام كما اتضحت فيها ما نرغب ان يكون، ولذلك فاننا ندعوا جميع علماء الاسلام ودعاة الاسلام الى مزيد من التعريف والدعوة الى الاسلام، لانه مع ثورة المعلومات، ومع ظهور حقائق الاسلام في فتاوى علمائه الربانيين، والمجامع العلمية الرئيسية في العالم الاسلامي، فاننا لا نزال نرى جهلا كبيرا بالاسلام، ورسالة الاسلام، ورسول الاسلام في الغرب، وهذا يجب ان يصد بالتعريف، ويجب ان يصد ايضا بالوقوف وقفة محمودة عند الله ـ جل وعلا ـ ثم عند عباده، بأن يحمي حمى الاسلام، وحمى القرآن، وحمى رسول الاسلام ـ صلى الله عليه وسلم.

ودعا الشيخ صالح آل الشيخ المؤسسات العلمية في الغرب التي نطق بابا الفاتيكان بهذه الكلمة في جامعة من جامعاتها ان تقوم بدورها في ايضاح حقيقة الاسلام، كما عرفتها هي من واقع منهج البحث العلمي، ومن واقع البحوث التحليلية التي يكون فيها الباحث بعيدا عن التأثيرات السياسية، او التأثيرات الاستعمارية، او التأثيرات العنصرية او المذهبية. معربا عن اسفه ان في هذا القول يمثل اذكاءا لروح التعصب المسيحي ضد الاسلام والمسلمين، حيث انه معلوم ان الكاثوليكية يدين بها مئات الملايين في العالم.

وأضاف انه «إذا جاء بالمقابل في المسلمين من يذكي روح العداوة أيضا بمثل هذه الأعداد الكبيرة، فسوف تكون هناك أمور لا تحمد عقباها، ولهذا ندعو في هذا المقام الى ان يقدم الفاتيكان اعتذاره الصريح عن هذه الإساءة البالغة، والكلام واضح، ولا يمكن أن يساء فهمه، أو أن يساء تفسيره، ولا بد أن يعتذر، وأن يقول كلمة ثناء على الإسلام، وعلى رسول الإسلام، صلى الله عليه وسلم، وأن يعلن بأن الإسلام لا يقر أي نوع من أنواع الأفكار الشريرة، أو الدعوات الشريرة التي جاءت في كلمة البابا».

وناشد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المؤسسات والمراكز والهيئات الإسلامية «مضاعفة جهدها والقيام بدورها خير قيام بتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين، وإبراز سماحة الدين الإسلامي، ويسره، والذب عن الإسلام وعن رسولنا عليه أفضل الصلاة والتسليم»، مشيرا الى أن «من الأهداف الرئيسية للمؤسسات الإسلامية، وخاصة الموجودة في الغرب نشر الدين الإسلامي، والدفاع عنه، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين، من خلال العلماء والدعاة، وعقد المؤتمرات والندوات العلمية، وتوثيق الصلات مع المؤسسات العلمية في الدول الغربية، وإقامة برامج علمية مشتركة لتوضيح الصورة الحقيقية لدين السماحة والإنسانية، وتدشين الحملات الإعلامية باللغات الأوروبية للتعريف بدين الإسلام ورسوله وعقيدة التوحيد», سائلا الله جل وعلا «أن يعلي منار الإسلام، وأن يكف شر من أراد به سوءا وصلى الله وسلم على نبينا محمد».