تحقيق صحافي عن استقطاب مغاربة لـ«الجهاد» في العراق يخلق أزمة ثقة

TT

أثار تحقيق صحافي نشرته قبل أيام صحيفة «إيل بريوديكو» الصادرة باقليم كاتالونيا «شمال شرقي اسبانيا» حول استقطاب مهاجرين مغاربة من أجل الجهاد في العراق، أزمة ثقة بصفوف الجالية المغربية المقيمة بهذا الإقليم.

وذكر التحقيق أنه شهريا يغادر ثلاثة مغاربة اسبانيا قصد المشاركة في الأعمال «الجهادية» في العراق، يتم استقطابهم من الشباب قليلي التجربة ويتم إيجاد عمل لهم في مقاولات تابعة لمهاجرين مغاربة، مبرزا أنه يتم إرسالهم إلى العراق بعد التأكد من استعدادهم البدني والنفسي لـ«الجهاد».

وقال محمد الشايب، النائب في البرلمان الكتالاني من أصل مغربي، لـ«الشرق الأوسط» إن التحقيق خلق أزمة اجتماعية في اقليم كاتالونيا، وهيج الرأي العام الإسباني ضد الجالية المغربية التي تعيش فترة صعبة، مبرزا أن التحقيق كان له تأثير قوي إلى درجة أن الجميع صار يخشى وجود شبان مغاربة في الأماكن العمومية، مشيرا إلى أن الهدف من مثل هذه التحقيقات الصحافية هو خلق التشويش وترويج صورة سيئة عن المغاربة، مبرزا أنه ليس صحيحا القول إن ثلاثة مغاربة يغادرون إسبانيا كل شهر صوب العراق رغم وجود مغاربة ذهبوا فعلا إلى العراق، بيد أن الجميع يعرف هذه الحالات وبعض الأشخاص الذين يقومون بأنشطة في المساجد.

وأوضح الشايب أن الحديث عن كون ابناء المغاربة يضعون صور أسامة بن لادن، في غرف نومهم لا أساس له من الصحة، موضحا أن الأجهزة الأمنية الإسبانية تقوم بعملها وترصد أية أنشطة غير عادية. وأبرز الشايب أنه اتصل بمسؤولي صحيفة «إيل بريوديكو» من أجل الاستفسار حول المعلومات التي نشرت بها، كما تحدث مع مندوب الحكومة في اقليم كاتالونيا حول هذا الموضوع الذي خلق تشنجا اجتماعيا. من جانبه، قال أحد الصحافيين المشاركين في إعداد التحقيق لـ«الشرق الأوسط»، طلب عدم ذكر اسمه، إن الاستقطاب لتنظيم «القاعدة» في منطقة كاتالونيا لا يقتصر فقط على المغاربة وإنما يشمل أيضا باكستانيين، مضيفا أن المغاربة هم أكثر المتعاونين مع أجهزة الأمن أجل تزويدها بمعلومات حول تنظيم «القاعدة»، وهو ما يوضحه التحقيق أيضا.

وأشار المصدر نفسه إلى أنه يتم استقطاب المغاربة من قبل أشخاص يأتون من دول أوروبية أخرى ويجوبون التراب الإسباني بحثا عن شباب قادر على «الجهاد» في العراق، ويعمدون إلى اقناعهم بالمشاركة في الجهاد في أفغانستان والعراق، مبرزا أن معدل المغاربة الذين يذهبون إلى الجهاد قد يتجاوز معدل ثلاثة مغاربة كل شهر أحيانا بيد أن هذا الرقم يبقى نسبيا.