تقرير: «سي آي إيه» تأكدت من عدم وجود علاقة بين صدام و«القاعدة»

TT

جاء في تقرير اصدرته لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الاميركي ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه) ابلغت في سبتمبر (ايلول) 2002 من عضو رفيع المستوى في الحكومة العراقية السابقة ضمن المجموعة المقربة من صدام حسين بأنه لم تكن هناك علاقة للعراق في ذلك الوقت او في أي وقت سابق بأسامة بن لادن، وأن صدام كان يعتبره عدوا لنظامه الحاكم. وعلى الرغم من ان الرئيس الاميركي جورج بوش ومسؤولين كبارا في ادارته كانوا يشيرون باستمرار الى وجود علاقة بين صدام حسين وتنظيم «القاعدة»، فإن هذه المعلومات الاستخباراتية لم ترسل فيما يبدو الى البيت الابيض، او كبار المسؤولين في دوائر صنع السياسات في ادارة بوش.

وكان السيناتور الجمهوري بات روبرتس واثنان من زملائه في اللجنة قد كشفا النقاب عن هذه المعلومات لأول مرة في تقرير لهما حول العراق الاسبوع الماضي، ورد في قسمه تحت عنوان «الآراء الإضافية» ان المسؤول العراقي المذكور، الذي كان عضوا في الحكومة العراقية السابقة، قال ان «لا علاقة للعراق سابقا او حاليا او حتى مستقبلا بتنظيم «القاعدة» بقيادة اسامة بن لادن» وانه في واقع الأمر «عدو قديم للعراق». وقال بوش لمجموعة من المراسلين في 25 سبتمبر (ايلول) 2002، بعد ايام فقط من تلقي وكالة الاستخبارات المركزية هذه المعلومات من المصدر العراقي المشار اليه: «القاعدة تختبئ وصدام حسين يعمل علنا، إلا ان الخطورة تكمن في احتمال عملهما سويا بالتنسيق مع بعضهما بعضا. الخطورة تكمن ايضا في ان تصبح «القاعدة» امتدادا لجنون صدام حسين وكرهه وقدرته على توسيع دائرة اسلحة الدمار الشامل حول العام. لا يمكن التمييز بين «القاعدة» وصدام حسين عندما نتحدث حول الحرب ضد الارهاب».

وطبقا لروبرتس وزميليه الجمهوريين، فإن وكالة الاستخبارات المركزية لم ترسل الى الجهات المعنية هذه المعلومات الاستخباراتية حول عدم وجود علاقة بين صدام حسين وتنظيم «القاعدة» لأنها «لم تتضمن أي شيء جديد». إلا ان معلومات اخرى جرى الحصول عليها في ذلك الوقت تقريبا من نفس المصدر العراقي، وهي معلومات مشابهة لما كان يردده مسؤولو الادارة الاميركية، تم إرسالها فورا الى الجهات المعنية بغرض «تنبيه» الرئيس بوش وكبار المسؤولين في دوائر صنع السياسات. وكشف أعضاء في اللجنة ان تقريرا استخباراتيا سريا أورد ادعاءات من نفس المصدر العراقي قال فيها ان «العراق ليس لديه اسلحة نووية، إلا ان صدام كان يعمل سرا لتطوير سلاح نووي، وان لديه مخزونا من الاسلحة الكيماوية». من جانبه قال بول جيميغليانو، المتحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية، انه لا يستطيع تقديم أي معلومات اضافية حول الوضع بخلاف المعلومات الواردة في تقرير مجلس الشيوخ، لكنه اضاف قائلا ان «قرارات الوكالة ذات الصلة بإرسال المعلومات الاستخباراتية الى الجهات المعنية لا تحكمها اعتبارات سياسية». اعضاء اللجنة لم يدلوا من جانبهم بأية تفاصيل حول ما ورد في التقرير واكتفوا فقط بالتأكيد على ان المعلومات الاستخباراتية الخاصة بالعلاقة بين اسامة بن لادن وصدام حسين كانت موجودة لدى مسؤولين كبار داخل الوكالة وان قيودا كانت مفروضة على الإطلاع عليها. وقال ضباط سابقون في الوكالة انه لا يعرف مصير هذه المعلومات، رغم ان مساعدين لمديرها السابق جورج تينيت قالوا انهم لا يتذكرون ما اذا تلقوا بالفعل المعلومات الاصلية. وقال مساعد سابق انه لم يحدث ان حجبت معلومات عن البيت الابيض، رغم ان هناك جدلا واسعا داخل الوكالة حول العلاقة بين صدام حسين وتنظيم «القاعدة» لأنها كانت موضوعا لتساؤلات متكررة من مسؤولين في إدارة بوش من بينهم نائب الرئيس، ديك تشيني، ومدير موظفيه، لويس ليبي (سكوتر).

يذكر ان المسؤول العراقي البارز، الذي لم يرد اسمه في تقرير مجلس الشيوخ، هو ناجي صبري، وزير الخارجية خلال تلك الفترة. وكان ضابط في وكالة الاستخبارات المركزية قد نجح بعد محاولات استغرقت شهورا من سؤال ناجي صبري عبر وسيط موثوق لدى الوكالة عندما كان صبري في مدينة نيويورك في 19 سبتمبر 2002.

*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ(«الشرق الأوسط»)