تصريحات وزير الداخلية الفرنسي الداعمة لبوش في واشنطن تثير جدلا قويا في باريس

TT

ما زالت الزيارة التي قام بها نيكولا سركوزي، وزير الداخلية والمرشح الأكثر حظا عن اليمين الفرنسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة في ربيع عام 2007 الى الولايات المتحدة الأميركية، وتصريحاته في نيويورك وواشنطن تثير سيلا من التعليقات والانتقادات التي صدر أعنفها عن كبار قادة الحزب الاشتراكي بسبب تأييدها الواضح لسياسة بوش في الشرق الأوسط، ولما تضمنته من انتقادات ضمنية للسياسة الفرنسية الرسمية بحيث ظهر وكأن لباريس دبلوماسيتين: واحدة يعبر عنها قصر الإليزيه ووزارة الخارجية، والأخرى يعكسها وزير الداخلية. ومع تزايد الانتقادات، دخل وزير الخارجية، فيليب دوست بلازي، على خط الجدل لتهدئة الموقف وللتأكيد أن لفرنسا سياسة واحدة. ومعلوم أنه كلما برزت اختلافات في تصريحات المسؤولين الفرنسيين حول السياسة الخارجية، تؤكد الأوساط الرسمية أن فرنسا «تتكلم بصوت واحد».

وأعرب دوست بلازي عن «اندهاشه» من الضجة المثارة حول تصريحات سركوزي في نيويورك وواشنطن، مؤكدا أن «لا تغيير» في السياسة الفرنسية إزاء واشنطن.

وكان الرئيس بوش قد استقبل سركوزي في البيت الأبيض، مما اعتبرته أوساطه نوعا من التشريف و«تكريسه» كرجل دولة مؤهل لتحمل أعباء أعلى المناصب في فرنسا. ومنذ أسابيع، يتسابق المرشحون يمينا ويسارا من أجل حضورهم الخارجي.

وكان سركوزي، في تصريحاته الأخيرة، قد ميز موقفه عن الموقف الرسمي الفرنسي إن بشأن إيران وملفها النووي أو بشأن «حزب الله» الذي يعتبره منظمة إرهابية أو بشأن الموضوع الفلسطيني ـ الإسرائيلي وإصراره على تقديم نفسه «صديقا لإسرائيل».

واتهم لوران فابيوس، رئيس الحكومة الاشتراكي السابق والساعي الى الحصول على ترشيح حزبه للانتخابات الرئاسية، سركوزي بأنه يسعى للحلول محل توني بلير كتابع ومؤيد دائم لسياسة الرئيس بوش في أوروبا. وكذلك اتهمت سيغولين رويال، المرشحة الاشتراكية الأقوى حظا، سركوزي بأنه يسير بشكل «أعمى» وراء سياسة بوش خصوصا في الشرق الأوسط. وقال فابيوس: «لسنا بحاجة، في الوقت الذي يخرج فيه بلير من المسرح لقائد فرنسي يحل محله ويكون تابعا لبوش في أوروبا». واتهم فابيوس وزير الداخلية بالقيام بـ«رحلة انتخابية» الى الولايات المتحدة وهو ما يؤكد عليه القادة الاشتراكيون و اليساريون بشكل عام.

وتتخوف أوساط عربية في باريس من وصول سركوزي الى رئاسة الجمهورية ولما يمكن أن ينتج عن ذلك من تحولات في سياسة فرنسا الخارجية وخصوصا العربية، علما أن للرئيس شيراك صداقات عربية مهمة مع السعودية والإمارات ولبنان المغرب ومصر وغيرها.