الهجرة غير الشرعية تكبد موسكو 8 مليارات دولار سنويا.. وتهدد الأمن القومي

انتشار ظاهرة المواجهات العرقية في روسيا

TT

قدر قسطنطين رومودانوفسكي رئيس الهيئة الفيدرالية الروسية للهجرة خسائر بلاده جراء الهجرة غير الشرعية بأنها تتجاوز 8 مليارات دولار سنويا.

وقال رومودانوفسكي في كلمة ألقاها بمنتدى خصص لمناقشة شؤون الهجرة بالامم المتحدة، إن «هذا الرقم يمثل الخسائر المادية التي تلحق بالاقتصاد بسبب عدم دفع الضرائب». وتشير معطيات الهيئة الفيدرالية الروسية للهجرة إلى أن المهاجرين غير الشرعيين يخرجون من روسيا سنويا أكثر من 10 مليارات دولار دون دفع أي ضرائب أو رسوم.

وفي نفس الوقت، لم تكد احداث كاريليا الدموية تتراجع عن صدارة صفحات الصحف واجهزة الاعلام الروسية، حتى ظهرت اخرى مماثلة في اقليم ساراتوف على ضفاف الفولغا تنذر باتساع نطاق المواجهات العرقية في وقت بدأ فيه مجلس الدوما امس بمناقشة قضية الهجرة غير الشرعية في روسيا، والتي يقول عنها البعض انها تهدد الأمن القومي للدولة الروسية. وقد نشرت شبكة «ساراتوف بيزنس كونساتينغ» الإلكترونية أخبار مواجهات شهدتها مدينة فولسك التابعة لاقليم ساراتوف بين مواطنين أرمن وروس اسفرت عن مصرع أحدهم واصابة آخرين، بينما عادت المدينة وشهدت مساء اول من امس مظاهرات جماهيرية تحت شعارات تطالب بـ«تطهير» المدينة من الغرباء، مما جعل الشرطة تسارع بتكثيف دورياتها في المدينة طوال ساعات الليل والنهار. كما قررت ادارة المدينة ترحيل كل ممثلي المناطق القوقازية بعيدا عن اسواق المدينة، تفاديا لتكرار احداث كوندوبوجا في كاريليا التي شهدت المواجهات العرقية وسقوط الضحايا، والمطالبة بترحيل القوقازيين بسبب انتشارهم وسيطرتهم على اسواق المدينة. ورغما عن ذلك فقد سارع المدعي العام للمدينة اندريه تشيرنيشوف بدحض ما يقال حول ان الصدام اتخذ طابعا عرقيا، ووصف الامر بانه مجرد شجار عادي اتسع نطاقه ولا علاقة له بالفرقة الطائفية او القومية. وكانت شرطة العاصمة الروسية قد اعتقلت اول من امس قرابة مائتي من الشباب الذين احتشدوا على مقربة من محطة مترو «دوبرينينسكايا» احتجاجا على ما وصفوه بانتشار القوقازيين في المعاهد التعليمية الروسية. ونقلت شبكة «نيوز رو» الإلكترونية عن قسطنطين رومودانفسكي مدير الجهاز الفيدرالي للهجرة قوله ان الهجرة غير الشرعية تهدد الأمن القومي للدولة الروسية، مشيرا الى اتساع نطاقها بدرجة كبيرة طول الـ15سنة الاخيرة.

وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد سبق أن حذر من اتساع نطاق الاعتداءات على الاجانب في روسيا، ووعد ببسط الحماية عليهم بعد تزايد حوادث الاعتداءات ضد الطلبة الوافدين من افريقيا واميركا اللاتينية والبلدان العربية وبلدان الكومنولث من جانب من يسمونهم «حليقي الرؤوس».