بلير ينشر كتيبا عن سياسته الخارجية يطالب بتعاون بين «قوى الاعتدال»

تحت عنوان «تحالف دولي لقيم عالمية»

TT

اطلقت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت كتيباً بقلم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مساء أول من أمس تحت عنوان «تحالف عالمي لقيم عالمية». ويأتي هذا الكتيب في خطوة جديدة لبلير لتوضيح سياسته الخارجية ويطالب بالدعم الداخلي والخارجي لها بعد ارتفاع الاصوات المعارضة لسياسته الخارجية في الاونة الاخيرة، وعلى رأسها الحرب في العراق. واكد بلير: «نحتاج الى بناء تحالف بين قوى الاعتدال لتصور مستقبل يتمتع فيه المسلمون واليهود والمسيحيون، العرب والغرب، الدول الغنية والدول النامية، بالعيش في سلام وتناغم».

ويأتي في الكتيب الذي يشرح في 34 صفحة نظرة رئيس الوزراء البريطاني للسياسة الخارجية وسبل التعاون العالمي من اجل مكافحة التطرف ومنع النزاعات. وخص الكتيب العالمين العربي والإسلامي ومناشدة «المعتدلين من المسلمين واليهود والمسيحيين» حول العالم لمكافحة التطرف الذي توسع منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001. واضاف: «ما كان يمكن لنا اختيار الامن كساحة للمعركة (بعد احداث 11 سبتمبر)، لكننا اخترنا الدفاع عن القيم». وأضاف: «سنكسب هذه الحرب فقط باثبات ان قيمنا اقوى وافضل واكثر عدلاً من الجهة الاخري»، التي وصفها بـ«الفكر المتطرف». وبالنسبة الى العراق، كرر بلير اعترافه بالانقسامات والمعارضة لقرار خوض الحرب، الا انه طالب باجماع جديد لمساندة العراق «وولادة الديموقراطية فيه».

واكد ضرورة التمسك بعمل قوات التحالف في العراق وافغانستان، بالاضافة الى «محاربة الفقر وتدني الوضع البيئي والظلم بنفس العزم الذي نتبناه للحفاظ على طريقة عيشنا». وكتب بلير الكتيب بحس شخصي، معترفاً بـ«اخطاء» اثرت على سياسته الخارجية خلال السنوات التسع لحكمه، ولكنه اكد انه «لم تغير هذه الاحداث من معتقداتي بل رسختها». وعلى الرغم من ان الكتيب يجمع بين كل اطراف السياسة الخارجية البريطانية، الا انه لا يقدم حلولاً جديدة ويكرر ما قاله بلير في السنوات الماضية. وقال بلير في المقدمة «هذا الكتيب مبني على سلسلة من الخطابات التي القيتها في مارس (اذار) هذا العام». وفي حفل استقبال بمقر وزارة الخارجية، دعت بيكيت الى مساندة سياسة بلير الخارجية، مؤكدة انها ليست مبنية فقط على القوة بل على مراعاة المصاعب التي تواجه العالم من تغيير المناخ الى تهريب الاسلحة والمخدارت. واعتبرت الوزيرة ان «الامن العالمي ينهار» وعلى القوى العالمية الاتحاد للحفاظ على الامن العالمي. وأضافت ان «اعتماد السياسة الخارجية ليس سهلاً او بسيطاً ولكن نحاول بناء حلول طويلة الامد لمعالجة المشاكل التي نواجهها الان وفي المستقبل».