هنية: حكومة الوحدة ستتعامل بالاتفاقيات مع إسرائيل «بما يخدم المصلحة الوطنية»

أبو مازن يلتقي بوش الأربعاء ويسعى لتغيير موقف واشنطن من الحكومة الجديدة

TT

في الوقت الذي شرعت فيه الاتصالات لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، شدد رئيس الوزراء الفلسطيني، إسماعيل هنية، والمرشح لتولي رئاسة الحكومة الجديدة، على أن البرنامج السياسي للحكومة القادمة لا يتضمن اعترافاً بالاتفاقيات الموقعة مع دولة الاحتلال. وفي تصريحات أدلى بها لدى وصوله الى ديوان رئاسة الوزراء في حي «الرمال الجنوبي»، غرب غزة، قال هنية إن الحكومة القادمة ستتعامل مع الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل «بما يخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية فقط». وشدد هنية على أن البرنامج السياسي لحكومة الوحدة يستند فقط الى وثيقة الوفاق الوطني التي توافقت الفصائل الفلسطينية عليها. وقال «وثيقة الوفاق الوطني لا تتحدث عن اعترافات بالاتفاقات الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي، ولكننا نتحدث اننا نتعامل مع هذه الاتفاقات بما يخدم المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، وهذا لا يعني اعترافا منا بهذه الاتفاقيات». وشدد هنية على أنه لم يشرع في الإجراءات «الدستورية» لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وأضاف أن هناك بعض القضايا التي يتوجب حسمها قبل الشروع في تشكيل الحكومة. واكد وجوب أن يكون اساس تشكيل الحكومة بناء على الأسس التي اتفق عليها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

من ناحية ثانية، قال هنية إن الاتصالات لازالت متواصلة مع ممثلي الحكومة الفلسطينية من أجل التوصل لحل لقضية الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شليط. وقال هنية الذي كان يهم بعقد اجتماع مع ممثلي الوفد الأمني المصري في قطاع غزة «نريد ان نسمع اخواننا في مصر ربما يكون لديهم شيء يريدون نقله لنا حول هذا الموضوع»، مؤكداً ان هذا الملف «يشهد حراكاً كبيراً ولكن لا أشياء محددة يمكن الحديث عنها» على حد تعبيره. وقد عقد هنية في ديوانه لقاءاً مع الوفد الامني المصري برئاسة اللواء رأفت شحادة، وضم كلاً من اللواء محمد إبراهيم والمستشار أحمد عبد الخالق. وقالت مصادر في مكتب هنية إن اللقاء تناول التطورات على الساحة الفلسطينية لا سيما آخر تطورات قضية الجندي شليط. من ناحية ثانية، ذكرت مصادر فلسطينية أن الرئيس ابو مازن سيجتمع مع الرئيس الأميركي جورج بوش الاربعاء المقبل في مسعى منه لتغيير موقف واشنطن من حكومة الوحدة الوطنية. يذكر ان الادارة الأميركية ابدت تحفظات على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، حيث طالبت بأن تعترف الحكومة بشكل صريح باسرائيل وبالاتفاقيات التي وقعتها السلطة الفلسطينية معها، وان تنبذ عمليات المقاومة ضد الاحتلال على اعتبار انها اعمال ارهابية.

واشارت مصادر فلسطينية الى أن اتصالات فلسطينية ـ أميركية جرت في الأيام الماضية لترتيب عقد لقاء بين ابو مازن وبوش. وحسب المصادر، فقد أسفرت الاتصالات عن تحديد يوم الأربعاء المقبل موعدا للقاء بين عباس وبوش. وقال نائب سفير فلسطين في واشنطن نبيل ابو زنيد أن ابو مازن سيحاول اقناع بوش بالاعتراف والتعاطي مع الحكومة الجديدة. وكان ابو مازن قد عقد صباح امس لقاء في رام الله مع القنصل الأميركي العام في القدس المحتلة. ويذكر أن ابو مازن يخطط للتوجه الى نيويورك هذا الاسبوع للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة والتي من المتوقع ان يتم خلالها تقديم مشروع سلام عربي لحل الصراع العربي ـ الاسرائيلي.

واشارت مصادر فلسطينية مطلعة أن ابو مازن سيحرص خلال وجوده في الامم المتحدة على تسويق البرنامج السياسي لحكومة الوحدة الوطنية على اعتبار أنه برنامج تصالحي ومعقول. من ناحية ثانية، رحب النائب الفلسطيني مصطفى البرغوثي رئيس قائمة «فلسطين المستقلة» بقرار الاتحاد الاوروبي الاعتراف بالحكومة الفلسطينية الجديدة، مطالباً بترجمة ذلك بقرار لاستئناف تقديم المساعدات المباشرة للسلطة الفلسطينية وممارسة المزيد من الضغوط على اسرائيل لوقف عدوانها وحصارها. واكد البرغوثي في تصريحات صحافية انه ثبت بعد قرار الاتحاد الاوروبي ان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية هو مدخل لكسر الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني سياسيا واقتصاديا وماليا، وان القوى الوطنية والاسلامية استطاعت ان تجد قاسما وطنيا واقعيا مشتركا فيما بينها، بدون ان تسمح بالتفريط في الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.