وزيرة خارجية إسرائيل: سنكون أقل ترددا في مهاجمة لبنان في المرة المقبلة

قالت إن منح شرعية دولية لحكومة وحدة فلسطينية لا تعترف بإسرائيل أخطر وضع

TT

دعت تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية الإسرائيلية، الحكومة اللبنانية الى التطبيق الكامل لقرار الأمم المتحدة الأخير الذي يطلب نزع سلاح حزب الله، وإلا فإن إسرائيل ستكون أقل ترددا في مهاجمة الدولة اللبنانية نفسها إذا بدأ حزب الله نشاطات عدائية ضدها.

وقالت ليفني في مقابلة مع محرري ومراسلي «واشنطن بوست»، إنه حينما ابتدأ القتال في يوليو (تموز) الماضي بعد أسر حزب الله لجنديين إسرائيليين فان إسرائيل استمعت إلى نداءات زعماء دوليين بعدم تقويض حكومة فؤاد السنيورة، لأن تشكيل الحكومة وخروج القوات السورية من لبنان كانا «إنجازا للمجتمع الدولي».

وكانت إسرائيل قد شنت هجوما على كل جنوب لبنان الذي يعد قاعدة حزب الله، ودمرت الجسور الواصلة بسورية وقصفت مطار بيروت. وقالت ليفني إن جهود إسرائيل لإبقاء الحملة العسكرية محدودة جعل تحقيق أهدافها صعبا.

وأضافت ليفني «كانت نتيجة ذلك هو أن العثور على هؤلاء الإرهابيين أصبح صعبا بين المدنيين، مقارنة بمهاجمة لبنان ضعيف. كان بإمكاننا تدمير لبنان خلال أيام قليلة لو أننا قررنا مهاجمة لبنان كدولة.. الآن هناك حاجة لتطبيق القرار الدولي رقم 1701 كاملا. وإذا تعرضت إسرائيل لأي هجوم، فإن ذلك سيكون مسؤولية لبنان كدولة». وقالت ليفني إنه إذا هوجمت إسرائيل «فنحن لن نبحث عن الإرهابيين المتخفين بين المدنيين. نحن سنواجه دولة لا تستطيع تنفيذ مسؤوليتها أو ربما لا تستطيع فرض سيادتها».

وحينما سئلت وبشكل محدد ما إذا كانت إسرائيل ستهاجم لبنان في حالة تعرضها لأي هجوم من حزب الله، قالت «إنها مسؤولية دولة لبنان. أنا لا أريد أن أقول ماذا سنفعل في المرة القادمة. لكننا سنأخذ بالاعتبار إن ذلك جزء من مسؤولية الحكومة اللبنانية».

على الصعيد الفلسطيني، عبرت ليفني عن قلقها من فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية بدون الاعتراف بإسرائيل. ويسعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يؤيد إجراء مفاوضات سلام مع إسرائيل إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حركة حماس التي فازت بانتخابات المجلس التشريعي أوائل هذه السنة. وأدى فوز حماس إلى قطع المساعدات الخارجية عن الحكومة الفلسطينية، مما أدى إلى جعل الأراضي الفلسطينية في وضع أكثر فقرا. وكانت حماس قد فازت في الانتخابات طبقا لبرنامج ضد الفساد المتزايد لحركة فتح التي قادت الشعب الفلسطيني لسنوات طويلة. إلا ان ليفني ذكرت ان قطع المساعدات اضعف ضعفا كبيرا جاذبية حماس التي قالت عنها انها تهدف الى تدمير اسرائيل، وهو ما يجعل من الضروري على الدول الاخرى الاصرار على ان تدين الحكومة الجديدة الارهاب وتقبل حق اسرائيل في الوجود.

وستعقد اللجنة الرباعية – المنسقة للسلام في الشرق الاوسط مكونة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا ـ اجتماعا لها يوم الاربعاء القادم في الامم المتحدة. وقالت ليفني ان الاسبوع الحالي هو اختبار مهم لعزيمة المجتمع الدولي. وأوضحت «على حماس ان تقرر ما الذي ستفعله. وعلى ابو مازن اتخاذ بعض القرارات. فهم ينظرون للخارج، واذا ما اظهر المجتمع الدولي بعض التردد، فسنواجه حكومة وحدة، وهو أخطر موقف».

واضافت ليفني «من السهل علينا مشاهدة شيء اسود، حماس، وابيض، ابو مازن، ولكن في بعض الاحيان يصبح ما بينهما، وهو الرمادي هو الاخطر» لأنه يبدو امرا مشروعا عبر وجود محمود عباس بينما تستمر حماس كحركة وميليشيات معادية لاسرائيل. «يمكنهم الحصول على شرعية، وبالتالي الحصول على الشيكات، ولكن لا يمكننا انهاء الصراع».

وفي سؤال عما اذا كانت الحكومة الاسرائيلية سترفض التعامل مع حكومة وحدة وطنية، قالت «السؤال ليس تشكيل الحكومة ولكن البرنامج».

وذكرت انه من الخطأ الاعتقاد بأن الانتخابات تغير الجماعات الارهابية. وأكدت «اؤمن ايمانا عميقا بانتشار الديمقراطية، ولكن السؤال هو ما هو افضل وسيلة لتطبيق ذلك. الفكرة ليست فكرة التصويت، صوت واحد لشخص واحد، ولكن قبول قيم الديمقراطية».

وقالت ان البعض يرى ان الحكم سيغير المتطرفين الى احزاب مسؤولة. ولكنها اشارت الى اعتقادها انه «اذا كنت حزبا سياسيا تؤمن بآيديولوجية متطرفة، فعندما تصل للسلطة ستستخدم ذلك لفرض آيديولوجيتك. وسيبدو انه مشروع لفوزه في الانتخابات».

وأشارت الى ان العديد من الدول تعمل على تقوية الجيش اللبناني في اطار جهد لتحويل لبنان الى دولة عادية. إلا ان حزب الله اقلية في الحكومة اللبنانية الآن، «وربما نواجه في يوم من الايام حزب الله بعد فوزه في الانتخابات، وبالتالي السيطرة الشرعية على الجيش اللبناني».

*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»