مساعد أنان: القوة الدولية في لبنان نموذج لما يجب تجاه الأزمات

قال إن الأمم المتحدة لا تريد فرض حل على السودان

TT

نيويورك ـ أ.ف.ب: يرى الفرنسي جان ماري غيهينو مساعد الامين العام للامم المتحدة المكلف عمليات حفظ السلام، ان المهمة الدولية الجديدة في لبنان وقوامها قوات اوروبية تشكل نموذجا لما يتحتم القيام به لمواجهة الازمات.

وقال غيهينو في مقابلة أجرتها معه وكالة الصحافة الفرنسية «اننا بصدد نشر قوة ذات مدلول كبير جدا، لأن مجموعة كبيرة من الدول التي كانت تبقى حتى الآن خارج مهمات حفظ السلام تعود مجددا الى الالتزام»، معقبا «انه حدث يرتدي أهمية تاريخية».

وتابع «قمنا بانتشار في مهلة زمنية قصيرة بعد أسبوعين من نزاع، وهو أمر غير مسبوق في السنوات الماضية»، مضيفا ان «هذا يثبت أن الأمر ممكن عندما نمتلك الإرادة السياسية».

ويشارك 2450 جنديا ايطاليا وألفا جندي فرنسي و1100 جندي اسباني في قوة الطوارئ الدولية في لبنان «يونيفيل» المعززة، المكلفة مساعدة بيروت على ضمان الامن على حدودها عملا بقرار مجلس الامن 1701 الذي وضع حدا لحرب استمرت 34 يوما بين اسرائيل و«حزب الله» الشيعي اللبناني.

كما ستنضم الى يونيفيل قوات صغيرة او وحدات بحرية من دول اخرى مثل بنغلادش وبلجيكا وبريطانيا والدنمارك وفنلندا وألمانيا واليونان واندونيسيا وماليزيا والنيبال والنرويج وبولندا والبرتغال وقطر والسويد وتركيا.

وقال غيهينو «إن طلبي الأول الى المجتمع الدولي هو ان توظف في عملية سياسية القدر نفسه من الطاقة والالتزام الذي وظفته في نشر هذه القوة».

وشدد المسؤول الدولي على ضرورة إحراز تقدم في ملفات أخرى في الشرق الاوسط وفي طليعتها النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، فضلا عن المسألة اللبنانية السورية والمسألة الاسرائيلية السورية والملف النووي الايراني.

كذلك تواجه الامم المتحدة تحديا كبيرا في السودان، حيث تسعى لتعزيز قوتها المنتشرة حاليا وقوامها 12273 عنصرا لرفع عديدها الى 17 ألف جندي دولي و3300 شرطي، حتى تحل محل القوة التابعة للاتحاد الافريقي في إقليم دارفور، فيما ترفض الخرطوم ذلك.

وقال غيهينو «اننا لا نسعى لفرض حل. نحن بحاجة الى موافقة الحكومة السودانية» لنشر قوة في هذا البلد.

وتجد الامم المتحدة نفسها في دارفور كما في مناطق اخرى، في مواجهة معضلة تكمن في التوفيق ما بين نشر قوات ميدانية تعكس تنوع دولها الاعضاء وتتمتع في الوقت نفسه بقدرة على التحرك وبتجهيزات متطورة، وهي مواصفات لا يمكن ان تقدمها سوى الدول المتطورة.

وأضاف المسؤول «ان بعثة السلام تتطلب جنودا على الارض، لا يمكن القيام بمهمة حفظ سلام بمجرد وجود طائرات استطلاع وتكنولوجيا متطورة».

ورأى ان عمليات حفظ السلام في عالم منقسم حول الثروات، تشكل مهمة مثلى للجمع ما بين طاقة الدول النامية على تقديم العديد وما يمكن للدول المتطورة أن توفره على صعيد التكنولوجيا المتطورة.

وأوضح أن بعثات السلام التي تقارب ميزانيتها السنوية خمسة مليارات دولار، تمول الولايات المتحدة منها 27%، تعتبر مكلفة، غير انها «لا تمثل سوى 5.0% من النفقات العسكرية العالمية».

وتنشر الأمم المتحدة أكبر بعثاتها الدولية الـ18 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث قام 21279 جنديا دوليا، بضمان الأمن خلال الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 30 يوليو (تموز).

وحققت القوات الدولية نجاحات مهمة في سيراليون وليبيريا وبوروندي، غير انها عرفت ايضا نكسات خطيرة من أبرزها فشلها في منع وقوع الإبادة في رواندا عام 1994 ومجزرة سريبرينيتسا في البوسنة عام 1995، كما اتهمت بارتكاب تعديات جنسية على فتيات في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 2005 مما أساء الى صورتها.