تحذيرات من محاولة انقلاب على الحكومة تدخل لبنان في المجهول

وزير سابق يدعو إلى حكومة اتحاد وطني

TT

استمر السجال السياسي في لبنان على خلفية التغيير الحكومي وإن بحدة أقل مما شهدته الأيام الأخيرة. وفيما اعتبرت وزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوض «ان هناك محاولة انقلاب على الحكومة»، محذرة من ان «أي انقلاب سيدخل لبنان في المجهول»، طالب الوزير السابق طلال أرسلان بـ«حكومة اتحاد وطني»، مبشرا بـ«أن العد العكسي قد بدأ لوجود حكومة كهذه متواطئة على لبنان وعلى المقاومة». وشددت نائلة معوض في حديث إذاعي أمس على ان «ما من تغيير حكومي قبل تغيير رئيس الجمهورية المطعون في شرعيته ثم المصادقة على قانون انتخابي جديد فانتخابات نيابية». وعن الحرب الأخيرة قالت «ان ما جرى هو استئثار فريق بقرار السلم والحرب بعدما ربط نفسه بأحد المحورين ما جعل لبنان أرضا مفتوحة للصراع». ودعت الى «العودة الى حوار صريح مفتوح لاعادة بناء دولة قوية غير قائمة على ازدواجية القرار وامتلاك الأسلحة وقادرة على حماية الوطن ولها مقومات». وأضافت «ان ما نريده هو استكمال الانسحاب الاسرائيلي واسترجاع مزارع شبعا وتبادل الأسرى». وشددت على «ان الحكومة أمنت وحدة اللبنانيين وحملت ومسؤولياتها خلال فترة الحرب». وحذرت من «ان لبنان اذا لم يكن موحدا سنقع في ازمة كبيرة، ومن هنا اهمية الحوار وضرورة العودة الى تطبيق الطائف». واعتبرت «ان اللجوء الى الشارع هو بمثابة الرصاصة الأخيرة على مستقبل لبنان، واستعمال الشارع ضعف لأننا لا نعرف الى اين سيؤدي، لذلك سنعمل على تنبيه الشعب اللبناني». واشارت الى «ان من راهن على ان موضوع التحقيق الدولي والمحكمة الدولية سيضيعان مع مرور الوقت كان رهانه خاطئا لأن المجتمع الدولي اثبت انه يملك نفسا طويلا بدعم لبنان والقضايا المحقة». وإذ وصفت الوضع بـ«الخطير جدا»، رأت «ان الامر لا يحتمل السجالات الحاصلة، ويجب مواجهة الازمة الاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها». وحيت معوض «صمود «حزب الله» الذي أنهى ما عرف بأسطورة الجيش الاسرائيلي»، الا انها اعتبرت ان «الصمود ليس انتصارا». وأكدت ردا على سؤال «ان القرار 1701 وضع لخدمة لبنان وليس خدمة لأي بلد آخر ومع انتهاء المرحلة الأولى من تنفيذ هذا القرار ستبدأ مرحلة تثبيت وقف النار على أسس النقاط السبع التى صنعت في لبنان مائة في المائة». وجددت رفضها لتغيير الحكومة، معتبرة «ان ما يحصل من تهديد بالنزول الى الشارع والمشاركة بالتحريض على الاغتيالات بحجة قيام حكومة وفاق وطني ما هو الا تحريض وانقلاب على اتفاق الطائف»، وإذ رفضت «أساليب الشارع والتهديد بالشارع»، دعت حزب الله «للعودة الى طاولة الحوار لافراغ ما في قلوبنا ووضع ايدينا مع بعضنا البعض من اجل بناء دولة الطائف القوية».من جهته قال ارسلان «اننا قادمون على مواجهة سياسية كبيرة، ونحن قلنا ان هذه الحكومة يجب ان تسقط في أسرع وقت. والآن أبشر الجميع بأن العد العكسي قد بدأ لوجود حكومة كهذه متواطئة على لبنان وعلى المقاومة في لبنان وعلى الوحدة بين اللبنانيين، وبالتالي هذه الحكومة أصبحت ساقطة بحكم الواقع، ولم تعد تمثل الأكثرية الشعبية الموجودة في البلد، نحن نطالب بحكومة اتحاد وطني في اسرع وقت ممكن، لأننا قادمون على استحقاقات تتطلب الفة وجمع كلمة بين اللبنانيين كل اللبنانيين، وبالتالي هذه الأكثرية الوهمية التي يتغنون بها اصبحت فارغة من المضمون واصبحت تشكل عبئاً على سلامة هذا البلد ووحدته».

كلام أرسلان جاء بعد جولة له في عدد من قرى منطقة حاصبيا أمس على رأس وفد من الحزب الديمقراطي ـ اللبناني، ومما قاله ردا على سؤال عن ما بعد حيفا سياسيا قال «ما بعد بعد حيفا نجحت والحمد لله سياسيا، لقد قلنا ولا نزال نقول، لا مجال لا من قريب ولا من بعيد للبحث في سلاح المقاومة بالشكل الذي يبحث فيه حاليا. بالنسبة لنا نحن والسيد حسن نصر الله والعماد ميشال عون والوزير سليمان فرنجية والرئيس عمر كرامي والرئيس سليم الحص وغيرنا من الشخصيات اللبنانية، ما في شك». وختم: «بكل صراحة نحن لم نعد خائفين من اسرائيل، فإسرائيل حاولت خلال 33 يوما ان تدخل الى لبنان وتجرد المقاومة من سلاحها (حسب قول أولمرت رئيس وزراء اسرائيل)، والحمد الله بامكاننا ان نقول بكل فخر واعتزاز انهم فشلوا ولم يتمكنوا من التقدم سوى امتار قليلة، وبهذه المسافة القصيرة كانت النكسة لهم كبيرة، وبالتالي لم اعد خائفا جنوبا، فالموقف الداخلي يلزمه تحصين ومراجعة، لأنه مع الأسف هناك بعض السياسيين اللبنانيين في الداخل اللبناني، «اذا بدي كون سلس بالكلمة» اقول انهم كانوا متواطئين على المقاومة في لبنان، والحمد لله انكشفوا وأصبحت كل الأمور مكشوفة ويلزمها اعادة حساب على كل المواقف السياسية».