تصريحات البابا تطغى على افتتاحيات الصحف الغربية

«نيويورك تايمز» تصفها بالـ«مزعجة».. وصحف بريطانية تعتبر أنه «أسيء فهمها»

TT

لم تقتصر الانتقادات لتصريحات البابا بنديكت السادس عشر على الصحف العربية، بل حتى على عدد كبير الصحف الغربية، حيث وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية في افتتاحيتها امس تصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر حول الاسلام بأنها «مزعجة».

واعتبرت الصحيفة ان العالم يحوي «غضبا دينيا اكثر مما يحتمل»، مضيفا انه «لذلك فإنه من المزعج ان يهين البابا المسلمين، مستخدما اقتباسا من القرن الرابع عشر يصف الاسلام بأنه شرير ولا انساني». وأوضحت «نيويورك تايمز» بأن هذه «ليست المرة الاولى التي يزرع فيها البابا الشقاق بين المسيحيين والمسلمين». واضافت ان يوزف راتسينغر (الاسم الفعلي للبابا) اعلن عندما كان على رأس علماء اللاهوت في الفاتيكان عام 2004، معارضته انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي لأن «هذا البلد المسلم نقيض دائم لأوروبا».

وأوضحت الصحيفة ان «العالم يُصغي دائما بانتباه الى كلمات كل بابا. وعندما يزرع احدهم الألم عمدا او بسبب الاهمال، فان الامر يصبح مفجعا وخطيرا». ورأت انه على الحبر الاعظم «تقديم اعتذار عميق ومقنع، وان يبرهن على ان الكلمات يمكن ان تهدئ الاوضاع ايضا».

ومن الصحف البريطانية من اعتبر أن تصريحات البابا تم تحريفها وأسيء فهمها، فذكرت صحيفة «التايمز» في مقالها الافتتاحي بعنوان «البابا والنبي» عن «تصريحات» اخرجت من سياقها للتنديد بها باعتبارها «فظة» وتقديمها على انها «مثال لكراهية الاسلام في الغرب». إلا أنها في نفس الوقت ذكرت أنه ربما كان من الأحكم أن يتجنب البابا تضمين كلمته أي ملاحظة، خصوصا واحدة عن النبي محمد، يمكن ان تحرف او تفهم خارج سياقها. من جانبها، قالت «الغارديان» انه «ليس مفاجئا ان تسيء «تصريحاته» غير ان «الفاتيكان اعتذر، وهذا يجب ان يكون كافيا لما لم يكن بالتأكيد اكثر من ملاحظة غير فطنة».

واشارت صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية الى «خطأ سياسي ودبلوماسي كبير»، وكتبت الصحيفة الفرنسية اليسارية ان «البابا الجديد يقدم نفسه دائما كمبشر في اوروبا التي يهيمن عليها عدم الايمان».

من جانبه، تساءل كاتب افتتاحية صحيفة «لا ليبر بلجيك» البلجيكية هل يمكن للبابا ان يتخيل «مع عدم تأكيده في الآن نفسه على رفض الخلط بين الاسلام والتطرف، ان تظل تصريحاته بلا تبعات». أما صحيفة «دياريو دي نوتيسياس» البرتغالية فكتبت «اذا كان بنديكتوس السادس عشر يعتقد انه من خلال اتهامه الحساسيات الدينية انه يشجع على التسامح، فانه مخطئ».

وانقسمت الصحف الالمانية بين انتقاد خطاب البابا باعتباره غير ملائم والتعبير عن عدم فهم موجة الاحتجاج الصادرة عن العالم الاسلامي.

ورأت صحيفة «تاجيسزيتونغ» التي تصدر في برلين ان «بعض الاستشهادات التي أسيء فهمها حول الاسلام» استخدمت من قبل متطرفين اسلاميين «لصب الزيت على النار».