خبراء أمنيون: الجماعة السلفية الجزائرية تعتمد على مئات العناصر في كل بلد أوروبي

TT

يرى خبراء أمنيون ان في وسع الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية التي أعلنت رسميا الخميس الماضي ولاءها لأسامة بن لادن ان تعتمد في اوروبا على مئات العناصر الذين رصدتهم الشرطة بصورة إجمالية.

واعلنت الجماعة «مبايعة» اسامة بن لادن مؤكدة في بيان نشر الخميس الماضي على الإنترنت سنواصل جهادنا في الجزائر جنودا تحت إمرته يضرب بنا في سبيل الله من يشاء ويرمي بنا في سبيل الله حيث يشاء»، وذلك بعد ان اعلن المسؤول الثاني في «القاعدة» ايمن الظواهري انضمامها الى التنظيم.

والجماعة السلفية التي ورثت ولو جزئيا الشبكات اللوجستية وشبكات الدعم التي انشأتها الجماعة الاسلامية المسلحة السابقة، لا تزال تملك عناصر وخلايا في فرنسا والدول المجاورة، ولو أن الشرطة تراقب عددا من افرادها.

واوضح لوي كابريولي الذي رأس قسم مكافحة الارهاب في جهاز مكافحة التجسس الفرنسي بين عامي 1998 و2004 «لا بد ان «للجماعة» مئات الناشطين والمناصرين في كل من بلدان اوروبا الغربية».

واضاف ان الجماعة «امنت لهم المسكن وراقبتهم عن كثب لفترة طويلة وقد لا يكون هذا الامر دقيقا اليوم وعلى الاخص بالنسبة للشبان المتحمسين للجهاد في العراق».

ورأى انه «بعد ان اكتسبت الجماعة السلفية الآن المكانة التي يضفيها انضمامها الى القاعدة، فان الناشطين سيستعيدون رؤية لعملهم بعد ان كانوا مشتتين، وهذا يبعث على القلق. فمن الممكن ان تجتذب الجماعة التيارات المغربية برمتها متخطية بذلك الجزائر». وقال قاض باريسي متخصص في قضايا الارهاب ان «المجموعات التي قد تشكل خطرا على فرنسا تتوزع على ثلاث فئات؛ اولها قدامى الجماعة السلفية الذين كانوا ضالعين في ملفات ارهابية ومن الممكن ان يشكلوا مجددا مجموعة».

وتابع القاضي الذي طلب عدم كشف اسمه «هناك ثانيا بعض شبان الضواحي من الجانحين التقليديين ربما جندهم بعض القدامى في السجن او تحولوا الى التطرف خلال رحلات الى الجزائر او المغرب. وثمة اخيرا شبان مغاربة أتموا دروسهم في الجزائر او المغرب وعادوا الى الاراضي الفرنسية».

وتحدثت وحدة تنسيق مكافحة الارهاب في مذكرة نشرتها صحيفة «لو فيغارو» اخيرا عن «اربعين خلية تشكلت على اساس روابطها بالمناطق العراقية والباكستانية ـ الافغانية والساحلية ـ المغربية». ويقدر عدد عناصرها في فرنسا ببضع عشرات الاشخاص يعتبر معظمهم مقربين من الجماعة السلفية.

ويرى الصحافي حسن زروقي مؤلف كتاب «الشبكة الاسلامية في اوروبا والجزائر» ان «ثمة قدامى من الجماعة السلفية في كل انحاء اوروبا. بعضهم لم يعد يزاول نشاطه، والبعض الآخر يبقى ناشطا. ودعوة الظواهري قد تحث جهاديين من الشبان لا ينتمون الى شبكة معينة على التحرك».

واضاف ان «وضعهم صعب في فرنسا. فهامش تحركهم محدود ومعظمهم معروفون ولا مصلحة لهم في ارتكاب اعتداءات هنا. وفي مطلق الاحوال، فقد اوضحوا في بيانهم الخميس انهم يحصرون الجهاد في الجزائر. لكن من الممكن ان يستخدموا فرنسا قاعدة خلفية لتقديم مساعدة لوجستية لناشطين جهاديين آخرين».