البشير: نرفض قوات الأمم المتحدة.. والمنظمات اليهودية والصهيونية وراء تحريك ملف دارفور

يزور القاهرة اليوم لإطلاع مبارك على تطورات الأزمة

TT

جدد الرئيس السوداني عمر البشير رفض حكومته القاطع لنشر قوات دولية تابعة للأمم المتحدة في دارفور، متهما المنظمات اليهودية والصهيونية بتحريك ملف دارفور. ويزور البشير القاهرة اليوم لإطلاع الرئيس المصري حسني مبارك على التطورات الخاصة بالأزمة في الاقليم.

وقال البشير في مؤتمر صحافي عقده بمقر الأمم المتحدة في نيويورك «نحن في السودان رفضنا تماما تحويل القوات الأفريقية إلى قوات دولية وطالبنا بالتركيز على اتفاقية السلام ومعاقبة العناصر التي بدأت القتال ضد حركة تحرير السودان».

وانتقد البشير في مؤتمره الصحافي الذي عقده قبل إلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الجهات التي تطالب بنشر القوات الدولية في دارفور قائلا «إن القوات الدولية هي التي أصبحت موضوع الحديث بدلا من السلام في دارفور».

وأعرب البشير عن قناعته بأن المنظمات اليهودية والصهيونية وراء تحريك ملف دارفور قائلا «هناك محاولات لاستهداف السودان وثرواته وتقسيمه، وهناك خطة لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة لإضعافها وتفتيتها من أجل حماية أمن إسرائيل». ورأى أن المظاهرات التي انطلقت بمناسبة يوم التضامن مع دارفور في 50 مدينة «تمت بترتيب وتنظيم وتمويل من قبل المنظمات اليهودية والصهيونية في العالم» وقال «عندما صدر قرار مجلس الأمن 1706 احتفلت أكثر من 150 منظمة يهودية بصدور القرار». وانتقد المنظمات الإنسانية الدينية وغير الحكومية التي تنشط في دارفور واعتبر انها بالغت كثيرا في وصف الوضع والحالة في دارفور، وقال «الوضع الإنساني في دارفور لم يسجل أية حالة مجاعة ولا حالة مرضية ولا حالة وفيات خاصة بين الأطفال، وهذا حديث المنظمات الطوعية من أجل جلب الدعم والعون لها». وتجاهل البشير تقارير الأمم المتحدة وتقارير وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية يان ايغلاند عن خطورة تدهور الوضع الإنساني في دارفور.

واعتبر الرئيس السوداني الذي شارك في أعمال الدورة الحادية والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن قرار مجلس الأمن 1706 يفرض وصاية على السودان ويهمش دور الحكومة السودانية ومؤسساتها الأمنية والقضائية، وقال «إن المهام الممنوحة لقوات الأمم المتحدة هي في الحقيقة نفس مهام قوات الاحتلال في العراق وهي تلغي الدولة تماما وتهمش دورها لتكون القوات الدولية المسؤولة عن حفظ الأمن والسلام».

وأعرب عن قناعته بأن الوضع في جنوب وغرب دارفور يتميز بالأمن والاستقرار، وأن نصف الجزء الشمالي من دارفور يعاني من مشاكل بسبب رفض بعض الفصائل وعلى رأسها جبهة الخلاص لاتفاقية السلام في دارفور التي تم توقيعها في أبوجا، واتهم إريتريا وتشاد بتمويل وتسليح الفصائل التي تعارض اتفاقية السلام. وفي كلمته أمام الجمعية العامة قال البشير إن القرار 1706 الذي يطالب بنشر قوات دولية «من شأنه تقويض جهودنا الإقليمية لتنفيذ اتفاق أبوجا لتعارضه نصا وروحا مع تلك الاتفاقية، بل وضع بلادنا تحت وصاية تلك الأطراف». وحرص الرئيس السوداني على استعراض النزاع في دارفور الذي بدأ صراعا محليا ومحدودا على حد تعبيره، ومضى في القول «إنه نتيجة للتدخلات الخارجية التي حولت الصراع المحلي إلى صراع مسلح اضطر الحكومة إلى التدخل لحماية المدنيين وممتلكاتهم وتوصلنا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار»، واتهم المتمردين بمواصلة أعمال العنف ورفض الاتفاقية التي تم التوصل إليها في الشهر الماضي. وأعرب عن قناعته بأن قرار مجلس الأمن يلغي مؤسسات الشرطة ومؤسسات القضاء في دارفور ووصف القضاء في السودان بالمستقل والنزيه. ولم يعارض البشير استمرار وجود قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور، وفي الوقت ذاته أشار إلى الجهود الرامية إلى إضعاف هذه القوات وقال «هناك خطة لإضعاف هذه القوات ووقف الدعم لها وتحويلها إلى قوة عاجزة عن أداء مهامها». وأكد البشير أن وجود قوة الاتحاد الأفريقي بتفويض من الحكومة السودانية وقال «لذا فانها لا تستطيع أن تمنح تفويضا لقوات الأمم المتحدة ولا تستطيع قيادة قوات من خارج أفريقيا»، مؤكدا في الوقت ذاته أن الخرطوم لا تعارض توسيع قوة الاتحاد الأفريقي وتقديم الدعم المادي واللوجستي والعسكري لها، كما حرص على رفض توسيع انتشار قوة الأمم المتحدة الموجودة في الجنوب لمراقبة تنفيذ اتفاق السلام الشامل لنشرها في دارفور. وأوضح قائلا «إن هذه القوات قد دخلت إلى جنوب السودان وحددنا مهامها وأماكن انتشارها ونظامها الخاص ولكن القرار 1706 قد مدد مواقع انتشار هذه القوات وهذا ما نرفضه»، وشدد بالقول «نرفض تمديد وجود هذه القوات خارج جنوب السودان أو تغيير مهامها ولا يمكن تعديل اتفاق وجودها خارج الجنوب إلا بموافقة الطرفين الموقعين على اتفاقية السلام الشامل».

وعن قرار الرئيس الأميركي جورج بوش بتعيين أندريو ناسوس مبعوثا خاصا له إلى دارفور، اعتبر البشير هذا القرار خاصا بالإدارة الأميركية وهو شأن داخلي محلي، ولكنه استدرك قائلا «سندرس هذا الموضوع في الخرطوم ونتخذ القرار بناء على مصلحة السودان».

من جهة أخرى يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك اليوم مع الرئيس السوداني عمر البشير الذي سيصل إلى القاهرة في زيارة قصيرة تعد الأولى له هذا العام، ويطلع الرئيس السوداني نظيره المصري على التطورات الخاصة بأزمة دارفور التي اتخذت منعطفا جديدا خلال الأيام الأخيرة بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم 1706 الخاص بإرسال قوات حفظ سلام دولية إلى الإقليم والذي ترفضه الحكومة السودانية، وكذلك بعد اتهام الولايات المتحدة للخرطوم بارتكاب عمليات إبادة في دارفور.