الأمير نايف: الخطر يحيط بنا.. فإما أن نجمع أمرنا وشملنا وإما أن ننتظر ماذا يريد الله بنا

مخاطبا مديري هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

TT

وصف الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، أسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» بأنه «عميل مخابرات أجنبية» وأنه «إنسان تافه، وهو من صنع ما يسمى بالقاعدة، مستغلا وضعه المالي الجيد، لمثل هذا الأمر».

وشدد الأمير نايف في كلمة ألقاها مساء أمس أمام الملتقى الثاني لمديري هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بكافة المناطق، والذي يعقد في العاصمة الرياض، على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر «لكونه ركنا أساسيا في دولة الإسلام»، حاثا المنتسبين لهذا الجهاز على أن يعالجوا الأمور بشكل يحافظ على أسس هذه الركيزة، بدون تجاهل للمستحدثات، التي قال «إن غالبيتها سيئة جدا».

وأضاف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يتحقق بالكيفية التي يجب أن تكون، داعيا إلى التعامل بالهدوء والروية.

وعرج وزير الداخلية السعودي على مواقف بلاده تجاه بعض الأشخاص المنتمين لحركات إسلامية ممن استضافتهم بعد اضطهاد بلدانهم لهم، «مما أوقعها في الكثير من المشاكل مع الدول التي ينتمي إليها بعض هؤلاء الأشخاص»، مؤكدا أنهم «واجهوا إحسان الدولة لهم بالإساءة، وأحدثوا أشياء دخيلة على الإسلام، وعملوا على نشر أفكارهم الدخيلة في أوساط المجتمع».

وحذر الأمير نايف، من مخططات مشبوهة تحاك ضد بلده، وأن هناك بعض من يدعي الإسلام ويقول إننا مع الغرب، وقال «لسنا راضين عما نواجه في هذا العصر الشرير»، مؤكدا أن الخطر يحيط ببلاده من كل جهة «فإما أن نجمع أمرنا وشملنا، وإما أن ننتظر ماذا يريد الله بنا».

وأضاف أن السعودية صمدت وبقيت «بالرغم من كل ما يحاك ضدها، بيد أن دور المدافع صعب أن يبقى إلى الأبد»، داعيا إلى أن يتركز دور العلماء بالدفاع عن الدين والوطن، وقال إن بلاده ستبقى دولة سلفية.

وفي شأن داخلي شدد على ضرورة الوقوف في وجه الجهلاء من مدعي العلم «أو حتى من يعتقد بأنه عالم»، متسائلا عن دور الجامعات والمدارس والآباء في كشف من قال إنهم «آلاف الضالين داخل البلاد».

وكشف الأمير نايف عن وجود بعض الأشخاص «ممن له اتصالات بجهات أجنبية»، وقال «سوف نقطع ألسنتهم» أما عن دعاة التغريب، فقال «إن من يرى في الغرب الشيء الكثير، فليعش معهم، وليتدبر أوضاعهم»، لافتا إلى أن ما يعيشون فيه تأخرا وليس تقدما.

ودافع الأمير عن وضع المرأة في بلاده، متسائلا في ما إذا كان دعاة التغريب والتقدم «يريدون دفعها إلى المراقص والملاهي».

وكشف الأمير نايف عن أن أعداء ملة الإسلام استعانوا بمسلمين وعرب لإفساد الإسلام والعرب، لافتا إلى أن الشريعة الإسلامية «واضحة، ومن ضل عنها فعليه أن يهتم بشأن بيته وشأنه الخاص».

وأعلن الأمير نايف بشكل واضح أن هناك من العلماء ومن غيرهم من أصبح مخالفا للنهح الصحيح، «وسيأتي اليوم الذي سيعلن فيه كل شيء للأمة، وستسمى الأشياء بأسمائها».

وانتقد الأمير نايف ضمنا عمليات التبرع وجمع الأموال العشوائية، وقال «لو تم جمع الزكاة بالشكل الصحيح لن يكون هناك بيننا فقير». وهاجم بشدة التكفيريين «ممن أباحوا الدماء وقتل الأنفس»، وقال «هناك أموال صرفت لتستخدم ضدنا»، مشددا على الدور البطولي الذي لعبه رجال الأمن السعوديون، وقال «أبناؤكم رجال الأمن لم يقتلوا إنسانا بريئا واحدا»، لافتا إلى أن العناصر المسلحة في بلاده، كانت تدعوهم لقتل الأبرياء، «إلا أن رجال الأمن كانوا يرفضون ذلك».

وشدد وزير الداخلية السعودي على الحاجة إلى الأمن الفكري، لافتا إلى أن المعالجة الأمنية لا تكفي وحدها، وقال «لا نستطيع تطهير بلادنا من الأشرار بدون أمن فكري».

وانتقد بشدة «من يتبنون إصدار العرائض، ونشرها على صفحات الإنترنت»، وقال «إن أبوابنا مفتوحة لهم، فلماذا يلجأون إلى مثل هذه الأساليب؟»، وقال «إن الذي لا يؤمن بعقيدة هذه الأمة، فليذهب لما يريد، ويترك شيئا اسمه علم ودعوة». وشدد على أن البلاد أولى بمن يقف معها، لافتا إلى أن الجهاد الحقيقي هو داخل البلاد وليس خارجها.

وتحدث الأمير نايف عن المواطنين ممن سماهم بـ«المخالفين للعقيدة الصحيحة»، مؤكدا أن الدولة «سترعاهم وتعالجهم وتؤمن لهم الوظائف وكل المقومات الحياتية، ولكن لن تتعاون معهم».