ملايين اليمنيين اقترعوا للرئيس بحماية 89 ألف رجل أمن

آلاف المراقبين الدوليين والمحليين شهدوا الانتخابات الرئاسية والمحلية

TT

ادلى امس ملايين الناخبين اليمنيين في أمانة العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات بأصواتهم في صناديق الاقتراع لاختيار مرشحهم لمنصب رئيس الجمهورية ومن يمثلهم فى الانتخابات المحلية بالمحافظات والمديريات في ثاني انتخابات رئاسية ومحلية مباشرة في البلاد منذ اعادة تحقيق الوحدة عام 1990. وللمرة الاولى في تاريخ اليمن واجه الرئيس صالح (64 عاما) اربعة مرشحين ابرزهم الوزير والنائب السابق المستقل فيصل بن شملان، مرشح اللقاء المشترك الذي يضم خمسة احزاب معارضة.

وشهدت المدن والقرى اليمنية اجراءات امنية مشددة وصفت بأنها لم يسبق لها مثيل حيث قدرت اعداد الكوادر الامنية المكلفة بحماية اللجان الرئيسية والفرعية بـ 89 الف جندي وضابط من قوات الشرطة والجيش.

وتوافدت اعداد غفيرة من المواطنين منذ الصباح الباكر وقدرت هيئات محايدة نسبة الحضور بأكثر من خمسة وسبعين بالمائة وسط تكثيف انتخابي من المتنافسين في جميع الدوائر الامر الذى دفع نائب السفير الاميركي لدى اليمن بالاشادة بالتجربة اليمنية واصفا اياها بالجدية وانها تختلف عن كافة التجارب في منطقة الشرق الاوسط.

وقد ادلى الرئيس علي عبد الله صالح مرشح حزب المؤتمر الشعبي العام بصوته فى المركز الانتخابي أ الدائرة 11 بأمانة العاصمة وقال عقب ادلائه بصوته «اليوم هو عرس الديمقراطية الحقيقى ونحن نؤسس لمستقبل اليمن الجديد في اطار التداول السلمي للسلطة وأن الشعب اليمني هو الفائز الاول والأخير في هذه التجربة».

وشهدت الدوائر الانتخابية مشاحنات طفيفة بين المتنافسين كما انفجرت قنبلة في منطقة شبوه وانقلبت سيارة جنود بمنطقة وافادت تقارير ان احد الجنود راح ضحية الحادث. كما اتسمت الساعات الاولى بنشر الشائعات من الجانبين، وركزت المعارضة في بياناتها على حالات عنف واجراءات تعسفية من جانب مؤيدي حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم .

ومن جانبه نفى عبده محمد الجندى رئيس لجنة الاعلام والتوعية باللجنة العليا للانتخابات ما تردد حول سقوط ضحايا في منطقة شرغب او اية مناطق اخرى مؤكدا على واقعة القبض على احد المشتبه بهم بمنطقة ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء مشيرا الى ان التحقيقات لم تثبت بعد ان كان من العناصر المتطرفة ام لا . وكان مسؤول امني قال ان السلطات اعتقلت امس في صنعاء رجلا يشتبه بانه «عضو في القاعدة» بحوزته قنابل يدوية ومتفجرات كان يعتزم استخدامها لتنفيذ اعتداءات في العاصمة اليمنية. وقال المسؤول طالبا عدم كشف اسمه ان «الرجل اعتقل ظهرا في ساحة التحرير في وسط صنعاء وفي حوزته قنابل ومتفجرات». واضاف «بحسب العناصر الاولى للتحقيق كان الشخص يخطط لتنفيذ عمليات ارهابية في العاصمة». واوضح «يشتبه بانه عضو في القاعدة».

واكد الجندي ان عدد المراقبين الدوليين الذين حصلوا على موافقات وصل الى 349 مراقبا اضافة الى 45 الف مراقب محلي من الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني كما بلغ عدد الاعلاميين العرب والأجانب الوافدين لتغطية الحدث 129 اعلاميا اضافة الى 98 اعلاميا محليا.

وقد بدا من الوهلة الاولى التنافس الشديد بين علي عبد الله صالح مرشح حزب المؤتمر الشعبي العام وفيصل بن شملان مرشح تجمع احزاب اللقاء المشترك المعارض رغم الفارق الشاسع لصالح مرشح الحزب الحاكم، غير أن الانتخابات المحلية ربما تسير فى الاتجاه المغاير بسبب اعتمادها على القبلية وتركيز اللقاء المشترك عليها تحت شعار ما لا يدرك كله لا يترك كله.

ومن جانبها اصدرت احزاب اللقاء المشترك بيانات حول توقف عملية الاقتراع في مديرية الحدا بذمار بسبب تعنت مؤيدي حزب المؤتمر وتوقفها فى مديرية وصاب العالي بسبب اصرار عضو مجلس نواب على نقل لجنة اقتراع النساء الى منزله والتصويت داخله وأشار اللقاء المشترك فى بيان آخر الى منع مندوبيه من دخول دائرة مديرية ضوران وقال في منشور آخر ان خلافات ادت الى غضب الاهالي فى مديرية المراشي ودفعتهم الى حمل صناديق الاقتراح وحملها فوق نعش وطافوا بها المدينة وتوجهوا بها الى المقابر اشارة الى وفاة الديمقراطية وهو ما نفته مصادر مسؤولة باللجنة العليا للانتخابات.

ووسط حالة التوتر المشوب بالحذر بدا الحضور الجماهيرى المكثف احد ابرز ايجابيات التجربة اليمنية التى يتنافس فيها خمسة مرشحين على منصب الرئيس هم: على عبد الله صالح عن حزب المؤتمر وياسين عبده سعيد نعمان عن المجلس الوطني للمعارضة وأحمد عبد الله مجيد المجيدي مستقل وفيصل بن شملان عن احزاب اللقاء المشترك وفتحي العزب مستقل.

فيما يتنافس 1612 مرشحا للفوز بعضوية المجالس المحلية بالمحافظات على 431 مقعدا فى حين يتنافس 18 الفا و901 مرشح للفوز بستة الاف مقعد فى المجالس المحلية بالمديريات وجميعهم يتنازعون على 9 ملايين 247 ألف صوت انتخابي.

من ناحية اخرى اكد مصدر مسؤول من لجنة المراقبة التابعة للاتحاد الاوربي ان العملية الانتخابية شهدت تنافسا شديدا وحظيت بنسبة عالية من الشفافية وإتاحة الفرصة كاملة امام الرقباء الدوليين والمحليين وكانت المخالفات طفيفة رغم الاقبال الجماهيري الواسع.

وأشارت مصادر مطلعة الى احتمال مد فترة التصويت حتى الثامنة مساء بسبب الاقبال المتزايد من الناخبين مشيرة الى اعلان النتائج النهائية بعد 72 ساعة من الانتهاء من الاقتراع واستبعد ان تعلن مساء اليوم كما رددت بعض التيارات فى العاصمة صنعاء وذلك بسبب الطبيعة الجغرافية الصعبة لليمن ووجود العديد من المناطق التي لا تتوفر فيها خدمات اتصالية سريعة.

فيما وصف خالد الشريف رئيس اللجنة العليا للانتخابات عملية الاقتراع بأنها تسير فى مناخ هادئ قياسا بالظروف الاحتماعية الخاصة باليمن، مشيدا بالتزام المواطنين بالشعار الذى طالب به مرشح حزب المؤتمر الشعبي العام بإعلان اليمن خالية من السلاح يوم الاقتراع رغم اعترافه بمقتل مواطن يمني بمحافظة تعز.

واستبعد الشريف امكانية اعادة الانتخابات حيث ان الدستور اليمني ينص على ان الاغلبية هي 50 % زائد واحد.

لقطات

* فوجئ الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اثناء توجهه للادلاء بصوته امس فى الدائرة 11 برئيس اللجنة يطلب منه ابراز تحقيق الشخصية فرد قائلا البطاقة في السيارة غير ان رئيس اللجنة اصر على عدم منحه بطاقة الاقتراع بدون تحقيق الشخصية فقام احد مرافقيه بإحضار البطاقة الشخصية للرئيس وانتهت المشكلة .

سئل علي صالح عقب ادلائه بصوته «لمن اعطيت صوتك؟ فرد مداعبا الصحفيين «والله ما اعرف».

> قامت عناصر من المعارضة بدس بيان داخل المركز الاعلامى الذي يتواجد فيه الصحافيون بكثافة مطبوع على اوراق عليها شعار «الجمهورية اليمنية» جاء فيه ان ارهابيا كان يعتزم تفجير نفسه في لجنة ثانوية جمال عبد الناصر وانه اعترف فور القبض عليه بأنه احد عناصر القاعدة.