الحكومة الصومالية تطلب دعما دوليا وعربيا لتعقب الجناة في محاولة اغتيال الرئيس

نفت موافقة أميركا على مساعدتها والجامعة العربية مستعدة للتعاون

TT

قال عبد الرحمن ديناري الناطق الرسمي باسم الحكومة الصومالية الانتقالية ان بلاده ناشدت المجتمع الدولي والدول الأعضاء في الأمم المتحدة للإسراع بتقديم المساعدات الأمنية واللوجستية اللازمة لتعقب الجناة في محاولة اغتيال الرئيس الانتقالي عبد الله يوسف ومتابعة التحقيقات الخاصة بهذه المحاولة، فيما نفى أن تكون الحكومة تلقت موافقة من إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش على إيفاد وفد أمني رفيع المستوى من خبراء ومحللي وكالة المخابرات المركزية الأميركية «السي.آي. إيه» لمساعدة السلطة الصومالية على كشف الملابسات المتعلقة بمحاولة اغتيال يوسف الفاشلة قبل يومين في معقله بمدينة بيداوة الجنوبية وتقديم مرتكبيها للمحاكمة، بينما أعلنت الجامعة العربية أمس على لسان سمير حسني مسؤول ملف الصومال استعدادها للتعاون مع الحكومة الصومالية وتقديم أي دعم أمني لاعتقال مرتكبي محاولة الاغتيال التي تعرض لها عبد الله يوسف، غير أنه قال ان »الجامعة« لم تتلق طلبا من الصومال في هذا الخصوص.

وقال ديناري لـ«الشرق الأوسط» في تصريحات خاصة عبر الهاتف من مقر السلطة الانتقالية في بيداوة، إنه لم يحدث أي اتفاق بشأن وصول أي وفد أمني أميركي إلى بيداوة في هذا الخصوص، معتبرا الحديث عن توقع وصول وفد من المخابرات الأميركية إلى بيداوة عاريا تماما عن الصحة ولم يصدر عن أي مسؤول في السلطة الانتقالية.

ولفت ديناري إلى أن حكومته تفتقر إلى الإمكانيات الأمنية اللازمة للتعامل مع معطيات هذه العملية الآثمة، ولذلك فإنها تطالب المجتمع الدولي بنجدتها على الفور ودون تباطؤ. وأضاف «حتى الآن لا توجد أي مشاركة من أي نوع لأي جهاز مخابرات أجنبية سواء من الولايات المتحدة أو إثيوبيا أو غيرها من دول العالم، نحن ما زلنا لم نتلق أية ردود ايجابية».

وعقد مجلس الوزراء الصومالي أمس اجتماعا برئاسة علي محمد جيدي قرر على اثره دعوة الدول الأعضاء في مختلف المنظمات الإقليمية والدولية لمساعدة الأجهزة الأمنية الصومالية لكشف الغموض الذي يحيط بملابسات هذه العملية التي تعد الأولى من نوعها التي يتعرض لها الرئيس الصومالي وأيضا الأولى من نوعها التي تشهدها بيداوة.

وقال ديناري لـ«الشرق الأوسط» إن جيدي سيرسل اليوم خطابات رسمية إلى الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لمناشدة الدول الأعضاء في هذه المنظمات مساعدة حكومته على ضبط الأمن في بيداوة وتوفير الحماية اللازمة للسلطة الانتقالية وكبار مسؤوليها بالإضافة إلى أعضاء البرلمان والحكومة.

وأشار ديناري إلى أن التحقيقات ما تزال جارية لمعرفة من يقف وراء محاولة اغتيال الرئيس الانتقالي، لكنه رفض توجيه أي اتهام إلى أي دولة أو أي جهة قبل أن تنتهي التحقيقات وتصبح لدى حكومته المعلومات الكاملة في هذا الصدد.

وسئل ديناري عن صحة ما تردد عن تورط اريتريا في محاولة اغتيال يوسف، فقال من السابق لأوانه التعليق على هذه التكهنات بانتظار النتيجة النهائية للتحقيقات الرسمية.

وكان نائب وزير الخارجية الكيني مويس واتنيجولا قد أعلن عقب اجتماعه في نيروبي أمس مع إسماعيل هرة بوبا وزير الخارجية الصومالي أن بلاده التي تترأس الدورة الحالية لمنظمة الإيقاد سترسل وفدا إلى بيداوة لقيادة التحقيقات الجارية هناك، مشيرا إلى أن هناك تفكيرا في عقد اجتماع عاجل لمسؤولي الدول السبع الأعضاء في المنظمة للاتفاق على الآلية التي ستسير بها التحقيقات بالإضافة إلى مناقشة الترتيبات الأمنية لحماية السلطة الانتقالية بكامل أعضائها ومؤسساتها.

من جانبه أشار سمير حسني مسؤول ملف الصومال في الجامعة العربية إلى أن لدى بعض الدول العربية خبرات أمنية مهمة يمكن أن تساهم في مساعدة السلطة الصومالية على كشف غموض هذه العملية.

وأعرب حسني عن أسفه لوقوع محاولة اغتيال الرئيس الصومالي ووفاة شقيقه ضمن 11 شخصا لقوا حفتهم في الانفجارين اللذين وقعا خارج مقر البرلمان المؤقت في بيداوة، مؤكدا استعداد الجامعة العربية للإسراع بتقديم كل المساعدات الممكنة للصومال لوضع حد للفوضى السياسية والأمنية التي يعيشها منذ انهيار نظام حكم الرئيس المخلوع محمد سياد بري عام 1991.

واعتبر حسني أن تطوير الحوار بين السلطة الانتقالية والمحاكم الإسلامية هو الحل الوحيد لتسوية ملف الأزمة الصومالية بعيدا عن التدخلات الخارجية، مشيرا إلى أنه قد يكون من بين أهداف محاولة اغتيال يوسف أخيرا إفساد هذا الحوار وقطعه نهائيا.

ولفت حسني إلى أن الصومال توجد فيه مناطق كثيرة يمكن أن تتحول إلى ملاذات آمنة لجماعات إرهابية تستهدف تقويض الأمن والاستقرار في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي.