ميقاتي يبلغ عون خشيته من أن تفتح المطالبة بحكومة اتحاد وطني بابا لـ«فراغ دستوري»

الدعوة لتغيير الحكومة اللبنانية تصطدم بمخاوف على الاستقرار

TT

كان السجال السياسي حول القضايا اللبنانية الساخنة، وخصوصاً الحوار والوضع الحكومي، موضع بحث امس بين الرئيس السابق للحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي، العماد ميشال عون. وذكر ميقاتي انه عبر للعماد عون عن خشيته من «ان تشكل فكرة تشكيل حكومة اتحاد وطني باباً لحصول فراغ دستوري» مؤكداً على «ان السنة حريصون جداً على وحدة لبنان. وان الطائفة السنية تسعى للضم لا للفرز وللجمع لا للتقسيم».

وزار ميقاتي العماد عون في منزله في الرابية (شمال بيروت). وقال عقب اللقاء: «كانت الجلسة صريحة للغاية. ولمست خلالها لدى العماد عون ارادة صادقة في التعاون مع جميع القيادات المخلصة لهذا البلد للخروج من الازمة الراهنة. وقد تبادلنا الافكار بشأن الحوار وحكومة الاتحاد الوطني. وفي رأي العماد عون ان حكومة الوفاق الوطني ستكون المكان الصحيح للحوار. وعبرت له عن خشيتي من ان تشكل فكرة تشكيل حكومة اتحاد وطني، وهي مشروعة سياسياً، بابا لحصول فراغ دستوري. وأوضح لي العماد عون ان السعي يجب ان يتم قبل تشكيل الحكومة لإزالة كل المعوقات من امام نجاح هذه الحكومة».

وأفاد ميقاتي: «لقد استوضحت العماد عون بعض المواقف الصادرة عنه او عن بعض اعضاء كتلته في ما يتعلق بدور الطائفة الاسلامية السنية تحديداً والتي اتشرف بالانتماء اليها. وأكدت له ان السنة حريصون جداً على وحدة لبنان ارضاً وشعباً وعلى التوازن الوطني الضروري بين جميع ابنائه. ان الطائفة السنية لا تؤمن بالحصص. وهي تسعى للضم لا للفرز، وللجمع لا للتقسيم. وان تراجع حدة السجال السياسي والتشنج السائد يشكل برأيي الخطوة الاولى المطلوبة من النقطة التي توقف عندها وإجراء مراجعة تقويمية هادئة وبعيداً عن الاعلام لكل تطورات مرحلة العدوان الاسرائيلي». وختم قائلاً: «ان هذا الحوار هو السبيل الوحيد المتاح امامنا لمعالجة قضايانا اللبنانية، ولا يجوز، مهما كانت الأسباب والمبررات ان نوصل الأوضاع اللبنانية الى طريق مسدود يسهل على اسرائيل النيل من لبنان وان تربح سياسياً ما عجزت عن تحقيقه عسكرياً».

في السياق ذاته، استغرب النائب وليد عيدو (تيار المستقبل) استمرار الحملة على الحكومة والرئيس فؤاد السنيورة. وقال في حديث اذاعي بث امس: «إن من يطرح إسقاط الحكومة انما يطرح إسقاط البلاد في الفراغ». وأضاف: «أن هذا الطرح يأتي بإملاء سوري بات مكشوفاً. ومن غير المفهوم ان تستمر هذه الحملة على الحكومة او على الرئيس السنيورة من قبل أطراف موجودة في الحكومة ومن قبل أطراف أخرى ترغب في أن ترى نفسها في الحكومة بأي ثمن وتحت أي شروط». وأضاف: «اليوم ما زلنا أمام احتلال وما زالت القوات الاسرائيلية موجودة في المناطق التي احتلتها، وهناك مشاكل على الحدود وحول الشريط. ونحن ما زلنا في بداية الإعمار وما زال الكثير من القضايا يتطلب نوعاً من المتابعة وخصوصاً على صعيد الاستحقاقات الداهمة وعلى أبواب الشتاء، من المدارس وغيرها، في الوقت الذي يتلهى البعض بالمطالبة بتغيير الحكومة». واعتبر ان «القول بحكومة وحدة وطنية لا يحل المشاكل، بل هو شعار حق يراد به باطل. فالحكومة (الحالية) هي حكومة وحدة وطنية، وهي تمثل كل الأطراف. واذا كان هناك طرف وحيد يقال انه غير موجود هو طرف العماد عون».

من جهته، دعا النائب السابق تمام سلام القيادات اللبنانية الى «عدم اضاعة فرص الحوار والسقوط في ما يحاك للبنان». وقال امس: «لا غنى لنا جميعاً عن الحوار ومستلزماته من افكار وآراء وطنية تأخذ في الاعتبار المستجدات الداخلية والإقليمية والدولية. ولا غنى عن التضحية من هذا الفريق او ذاك في ما يعتبره مواقف ومواقع تخصه وتعود عليه بالمكاسب على حساب الآخر او حتى على حساب الوطن».

وقال النائب هنري حلو (اللقاء الديمقراطي). عقب زيارته البطريرك الماروني نصر الله صفير أمس: «نحن ندعم الحكومة بكل أعمالها التي تقوم بها، من إعادة الاعمار الى مواضيع الأمن الى قرارات الامم المتحدة والملف الاقتصادي وتحضير المؤتمرات التي ستساعد لبنان للخروج من هذا المأزق الذي لا يمكننا الخروج منه إلا بدعم الحكومة، والحكومة فقط».