مصدر أمني اسرائيلي كبير سابق يؤكد الدعم العسكري لكردستان العراق

رغم نفي مسؤول كردي كبير

TT

رغم النفي الكردي لما جاء في تقرير بثه تلفزيون «بي بي سي» البريطاني في برنامج اخباري يومي يحمل اسم «نيوز نايت» حول قيام شركات أمنية اسرائيلية بتدريب البيشمركة الكردية على حماية المطارات ومكافحة الارهاب، أكد مصدر أمني اسرائيلي كبير سابق، وجود مثل هذا التعاون.

وقال المسؤول الامني السابق لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن بيع الأسلحة وتصدير الخبرات الأمنية الاسرائيلية الى الخارج يعتبران اليوم أكبر تجارة ناجحة في اسرائيل يتم من خلالها جني مئات ملايين الدولارات وربما بضعة مليارات. وأكد ان هذه الخبرات تباع الى العديد من الحكومات والجيوش في عشرات الدول في العالم، من آسيا حتى أميركا اللاتينية، ومن أفريقيا حتى دول شرق أوروبا. وهي تختص في حماية القصور وتدريب حرس رئاسي لتلك الدول وكذلك الشركات ولحماية مطارات وموانئ بحرية ومعابر بين الدول وتدريب الشرطة وقوات الطوارئ وحراسة البورصة والبنوك والمؤسسات المالية الأخرى وغيرها. وأكد الضابط الاسرائيلي السابق صحة المعلومات التي جاءت في برنامج «بي بي سي» لكن ناطقا بلسان الخارجية الاسرائيلية نفى أن تكون حكومة اسرائيل على علاقة بمثل هذا الأمر. وقالت الناطقة بلسان الوزارة، أميرة أورن ـ سلطاني، لـ«الشرق الأوسط»، انه في حالة وجود خبراء فعلا فإنهم يكونون مبعوثين لشركات خاصة وليس ممثلين عن الدولة أو أجهزتها. وقالت ان القانون الاسرائيلي يمنع دخول اسرائيليين الى الدول العربية المعادية، والعراق بكل أجزائه ما زال محسوبا كمنطقة خطرة أمنيا على الاسرائيليين مثل جميع الدول العربية. ونفى مصطفى سيد قادر، نائب القائد العام لقوات البيشمركة التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال طالباني، في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» نفيا قاطعا ان يكون الاسرائيليون قد اشرفوا على تدريب البيشمركة بأي شكل من الاشكال». وقال قادر الذي كان يتحدث هاتفيا لـ«الشرق الاوسط» من كردستان العراق «بحكم موقعي فإنني لا بد ان اكون مطلعا على مثل هذه الامور، لذلك اؤكد عدم صحتها بتاتا». واعتبر قادر, عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يعد الرجل الثاني في قيادة البيشمركة بعد الطالباني، «ان هذه اشاعات مختلقة ومغرضة».

وكان تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» قد بث الليلة قبل الماضية برنامجا وثائقيا بث فيه افلام فيديو لمعسكرات التدريب تعود الى عامي 2004 و2005 يبين جنودا اسرائيليين سابقين يدربون رجال البيشمركة في كردستان العراق.

واكدت القناة الثانية في تلفزيون «بي بي سي» التي بثت البرنامج ان الجنود الاسرائيليين غادروا المنطقة في 2005 بعد ان ابلغهم الاكراد بانكشاف أمرهم. واوضحت ان اسرائيل قدمت، عن طريق شركات أمنية، هؤلاء المدربين ومعدات للاتصالات والامن تبلغ قيمتها 150 مليون دولار.

وشملت التدريبات أمن المطار واستخدام المسدسات الرشاشة وعمليات اطلاق النار من وراء الابواب وعلى الحواجز وكيفية التعرف على الارهابيين في الازدحام.

وقال احد الجنود الذين شاركوا في التدريبات للمحطة، طالبا عدم كشف هويته، «كان الامر صعبا جدا ويزداد صعوبة يوما بعد يوم لأنك تعرف اين انت ومن انت وهناك دائما احتمال ان يكشف امرك».