أصوليون يحتجون على دعوة وزير داخلية بريطانيا للآباء المسلمين لمراقبة إشارات الأصولية لدى أولادهم

حولوا اجتماعا في شرق لندن إلى فوضى والشرطة أخرجتهم

TT

قاطع محتجون مسلمون أمس خطابا لوزير الداخلية البريطاني جون ريد حث فيه الآباء المسلمين على مراقبة إشارات «الأصولية» لدى أبنائهم. وتحول الحدث الذي أقيم في مركز لإحدى الجاليات الإسلامية في شرق لندن إلى فوضى عندما أخرج بعض المحتجين من الحجرة واصفين ريد بأنه «عدو للإسلام».

وحضر وزير الداخلية المعروف بشدته إلى المركز في ليتونستون بشرق لندن لحث الآباء المسلمين على مراقبة «إشارات غسيل المخ» عند أولادهم وذلك في إطار الحرب العالمية ضد «الإرهاب». وشوهد أحد المحتجين وهو يتشبث ببعض الملصقات ويقول «ريد سوف تدفع الثمن».

وأثار اقتراح ريد بأن «يتجسس» الآباء على أبنائهم حنق قطاعات عديدة من الجالية الإسلامية في لندن. وكان ريد يعدد الهجمات «الإرهابية» حول العالم عندما بدأ الاحتجاج.

واتهم أبو عز الدين، القيادي المسؤول عن جماعة «الغرباء» الأصولية المحظورة في بريطانيا خليفة عمر بكري الإسلامي السوري، الشرطة البريطانية بممارسة «إرهاب الدولة» أثناء كلمة وزير الداخلية البريطاني د أمس امام زعماء المسلمين.

وصاح أبو عز الدين في ريد، واصفا إياه بأنه «عدو الإسلام»، وهاجم سياسات الحكومة في مجال مكافحة الإرهاب قبل أن يخرجه رجال الشرطة.

وقال أبو عز الدين «كيف تجرؤ على القدوم الى منطقة مسلمة. أنا هنا لإفساد الاجتماع... خسئنا جميعا للإنصات له».

واضطر ريد الى قطع خطابه عن ضرورة أن يبذل مسلمو بريطانيا مزيدا من الجهد لاستئصال المتطرفين المحتملين. وعطل محتج آخر الخطاب الذي كان الوزير يلقيه بشرق لندن لفترة وجيزة.

وقال أبو عز الدين لـ «الشرق الأوسط» في وقت لاحق عبر الهاتف بعد الاجتماع الذي حضره عدد من أئمة المساجد في بريطانيا إن «الأصدقاء الحميمين لرئيس الوزراء توني بلير غير مرحب بهم في المنطقة»، قائلا «ليذهبوا جميعا الى الجحيم». ولم يعبأ ريد بالواقعة وقال انه كان يجب أن يمكث المحتجان لمناقشة مخاوفهما بطريقة لائقة. وأضاف «يجب ألا نسمح لأنفسنا أبدا بترهيبنا أو بأن يسكتنا الصياح. هذه ليست تجربة جديدة علي».

وقال أبو عز الدين لـ«الشرق الأوسط» إن القاعة كانت صغيرة وتتسع لنجو 40 شخصا، وكان الحضور مكثفا من قبل شرطة اسكوتلنديارد. وأضاف انه شخصيا اتهم وزير الداخلية البريطاني بأنه: «طاغوت وصليبي». وأشار الى أن أنجم شودري، الأمين العام السابق لـ«المهاجرون»، كان حاضرا واتهم هو الآخر الوزير البريطاني ريد بالانحياز ضد المسلمين. وأشار الى تعاطف الجالية المسلمة في حي ليتونستون ضد زيارة وزير الداخلية البريطاني ريد. وكانت كلمة ريد تهدف الى إبداء خيبة أمل الحكومة من أن تجمعات المسلمين في بريطانيا لا تبذل جهدا كافيا لمكافحة العناصر المتطرفة الموجودة وسطها. وكان بلير قد أعلن مرارا أن الشرطة وأجهزة الأمن لا تستطيع وحدها هزيمة الإرهاب وأنها بحاجة الى مساعدة مسلمي بريطانيا البالغ عددهم 7 .1 مليون.

وأنحى قياديون وساسة مسلمون بارزون باللائمة في التطرف على السياسة الخارجية البريطانية، قائلين ان الحكومة وضعت المدنيين في بريطانيا وأماكن أخرى في خطر اكبر وهو الاتهام الذي تنفيه بريطانيا بشدة.

وتابع الرجل احتجاجه قبل أن يتم إخراجه من الحجرة، قائلا بصوت مرتفع «سيذهبون في الصباح إلى منزلك... سيقتحمون بابك أثناء نومك أنت وزوجتك ثم يسحبونك من سريرك».

وقال أحمد فرسي، رئيس تحرير صحيفة «مسلم نيوز» التي تصدر في بريطانيا، إن دعوة ريد لأولياء الأمور لـ«التجسس» على لبنائهم تشير الى أن جميع المسلمين إرهابيون محتملون.

وأضاف «ما الذي يطلب من أولياء الأمور المسلمين التجسس عليه.. أن يراقبوهم حين يتأخرون عن مواعيدهم المعتادة ثم يبلغوا شرطة مكافحة الإرهاب بشكوكهم ليتدخلوا ويستجوبوهم لمدة 28 يوما.. هذه مهزلة حقيقية». وتحدث أقارب أربعة بريطانيين نفذوا تفجيرات السابع من يوليو (تموز) في لندن عن جهلهم وصدمتهم لدى علمهم بضلوع أبنائهم في هذا الهجوم.

وكان وزير الداخلية البريطاني قد أعلن في حديث سابق أنه تم إحباط «ما لا يقل عن أربعة مخططات» منذ هجمات يوليو في العاصمة البريطانية لندن العام الماضي. وقال ريد إن الحكومة تعتقد أن أول مخطط لتنظيم «القاعدة» في بريطانيا كان عام 2000 في مدينة برمنغهام، أي قبل اجتياح العراق وهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

يذكر أن الشرطة البريطانية اعتقلت 23 شخصا بعد ما قالت إنها محاولة لتفجير عدد من الطائرات.