محام أميركي يتخوف على الصحة العقلية لموكله السعودي في معسكر غوانتانامو

المحامي كاتزنلسون لـ «الشرق الأوسط» شاكر عبد الرحيم في الحبس الانفرادي في معتقل «إيكو» منذ عام كامل

TT

قال محام اميركي امس انه تقدم بشكوى امام محكمة فيدرالية اميركية في منطقة كولومبيا بواشنطن احتجاجا على احتجاز موكله السعودي لاكثر من عام في الحبس الانفرادي في معسكر غوانتانامو. وأوضح المحامي زخاري كاتزنلسون مستشار مؤسسة ريبريف الحقوقية بلندن التي تعنى بحقوق المعتقلين في معسكر الاسر الاميركي في كوبا، ان موكله السعودي شاكر عبد الرحيم معتقل في الحبس الانفرادي في معسكر «ايكو» منذ سبتمبر (ايلول) 2005. وكشف لـ «الشرق الأوسط» عن وجود معتقل جزائري من الذين كانوا يقيمون في البوسنة قبل تسليمهم الى السلطات الاميركية اسمه صابر الاحمر في معسكر «ايكو» في الحبس الانفرادي. واوضح ان موكله السعودي يوم الاحد المقبل سيكون قد مر عليه عام كامل في الحبس الانفرادي في معسكر غوانتانامو. واشار الى ان موكله لم ير منذ عام سواه شخصيا عند زيارته الى غوانتانامو قبل شهر والحراس ومحاميه الاميركي كلايف سميث. وكانت منظمة العفو الدولية و«ريبريف» الحقوقية دشنتا حملة واسعة في لندن العام الماضي، لإغلاق معتقل غوانتانامو الأميركي في خليج كوبا، حيث عرضتا معاناة أسرى سابقين وحاليين في القاعدة الأميركية. واعرب المحامي الاميركي زاخاري عن مخاوفه على صحة موكله العقلية بسبب استمرار حبسه في زنزانة مساحتها 2 في 2.5 متر مربع. وقال ان الزنزانة خشبية وليست مثل زنزانات معسكر دلتا، ويوجد بها تواليت وصنبور مياه ومرتبة للنوم ونسخة من القرآن الكريم، ولكن موكله يعاني من الوحدة الشديدة. واوضح ان شاكر عبد الرحيم المعتقل السعودي الذي كان يقيم في بريطانيا قبل سفره الى باكستان واعتقاله هناك يعتبر حاليا غير مستقر عقليا. وزعم ان ضباط الشرطة العسكرية والحراس يوم 8 يونيو (حزيران) أي قبل يوم واحد من انتحار ثلاثة من السجناء في غوانتانامو (سعودي ويمنيان) اعتدوا على موكله بالضرب لانه رفض اعطاء نسخة من بصماته والسماح بأخذ لقطة لشبكية العين ضمن اجراءات الامن الجديدة بالمعسكر. وحصلت «الشرق الأوسط» امس على نسخة من الافادة القانونية المقدمة من المحامي الاميركي زاخاري وهو في نفس الوقت يدافع ايضا عن حقوق المعتقل الليبي عمر الدغايس الى محكمة كولومبيا الفيدرالية. وتقول الافادة ان المعتقل السعودي في الحبس الانفرادي منذ 24 سبتمبر (ايلول) 2005، رغم ان قوانين معسكر الاسر الاميركي تصر على ان قوانين العقاب في الحبس الانفرادي لمدة شهر واحد فقط. واوضحت الافادة على لسان المعتقل شاكر عبد الرحيم ان سبعة من ضباط البحرية الاميركية شاركوا في الاعتداء عليه بالضرب لمدة ساعتين ونصف. وتحدث عن الاضاءة المبهرة لزنزانته طوال الليل وشعوره بالبرد احيانا من اجهزة التكييف التي لا تتوقف، دون تزويده بغطاء او بطانية، ثم ايقاف اجهزة مبردات الهواء فجأة مما يجعله يعيش في داخل فرن في اجواء كوبا الاستوائية. ويتحدث المعتقل السعودي اللغة الانجليزية بطلاقة، ويطلق عليه الحراس «البروفسور». وقال محاميه زاخاري لـ «الشرق الاوسط» ان ما يتعرض له موكله من معاناة يعتبر انتهاكا صارخا لبنود الاتفاقية الثالثة من معاهدة جنيف، التي تصر على المعاملة الانسانية لحقوق السجناء. ومن جهته قال الكابتن دان باير المتحدث باسم معسكر غوانتانامو انه لا توجد أي انتهاكات في معاملة 450 من سجناء القاعدة وطالبان المحتجزين في غوانتانامو. ورفض ان يتحدث عن حالات فردية. والمعتقل السعودي شاكر امير بحسب وثاق قضائية حصلت عليها «الشرق الاوسط» عاش في بريطانيا منذ عام 1996، ويبلغ من العمر38 عاما، ومتزوج من سيدة بريطانية، ولديه منها اربعة اطفال. وتقول الوثائق ان عبد الرحيم كان يعمل في منظمة إغاثية في افغانستان، عندما تم اعتقاله في شهر يناير (كانون الثاني) عام 2002، قبل ترحيله الى غوانتانامو. وأنجبت زوجته البريطانية طفلها الرابع في شهر يونيو (حزيران) 2003، بينما كان زوجها في المعسكر الاميركي.

ويقول شاكر ضمن وثائق قضائية عن المعتقلين تلقتها «الشرق الاوسط» من المحامي كلاف سميث الذي يدافع عن 40 معتقلا في معسكر غوانتانامو انه عاش في السعودية حيث كان يرعى اعمال والده التجارية ثم ذهب الى الولايات المتحدة حيث عمل في مجال الفندقة، ثم عاد الى بريطانيا وكان يعيش في منطقة توتينغ بجنوب غربي لندن قبل ان يتوجه الى افغانستان للعمل في منظمة اغاثية في شهر يوليو (تموز) عام 2001، وكذلك للبحث عن مدرسة اسلامية لاطفاله.

واعتقلت قوات التحالف الشمالي الافغاني عبد الرحيم في منطقة جلال اباد بعد سقوط حركة طالبان الاصولية نهاية عام 2001. الا ان اغرب ما كشفت عنه الوثائق القضائية هو بيع الرهينة شاكر عبد الرحيم عدة مرات بعد اسره على يد قوات التحالف الشمالي قبل ان يتم بيعه لاخر مرة للاميركيين الذين دفعوا فيه خمسة الاف دولار، حيث تم ارساله الى قاعدة باغرام قبل ان يعاد ارساله مرة اخرى الى قاعدة غوانتانامو الاميركية مع اسرى تنظيم القاعدة وحركة طالبان. ويوجد في غوانتانامو معتقلون عاشوا في بريطانيا مثل السعودي شاكر عبد الرحيم من دون ان يحصلوا على جنسيتها، وهم جمال عبد الله، الاوغندي الذي توجه عام 1993 للعيش في بريطانيا مع والدته الحاصلة على الجنسية البريطانية بعد وفاة والده، وبشر الراوي وجميل البنا «ابو انس الفلسطيني» وكلاهما اعتقل في غامبيا على بعد الاف الاميال من افغانستان.