قائد الانقلاب مسلم قريب من الملك

عين قائداً للجيش للإسهام في حل نزاع الجنوب

TT

بانكوك ـ ا.ف.ب: يعتبر الجنرال سونثي بونياراتغلين، الذي قاد الانقلاب في تايلاند، اول مسلم يتولى قيادة الجيش في البلاد حيث الغالبية بوذية، ومعروف انه قريب من الملك بوميبول. والجنرال سونثي ، 59 عاما، مقاتل سابق حائز ميداليات كثيرة وهو عسكري براغماتي وكان عارض علنا رئيس الوزراء ثاكسين شيناواترا بشأن السياسة الأمنية المعتمدة في البلاد، وكان ثاكسين هو الذي عينه قائداً للجيش.

واعتبر تعيينه قائدا عاما للقوات البرية محاولة جدية من الحكومة لايجاد تسوية للنزاع القائم في اقصى جنوب تايلاند الذي يشهد حركة انفصالية اسلامية منذ نحو ثلاث سنوات. واعتبر مناصروه آنذاك ان في وسع الجنرال سونثي المساهمة في تبديد الانطباع بان السلطات تمارس تمييزا منهجيا ضد المسلمين في الجنوب حيث يشكلون غالبية. وكان اقر قبل فترة قصيرة بان بانكوك لا تعرف فعليا من هم قادة التمرد، واوصى باجراء مفاوضات لوضع حد لاعمال العنف التي اوقعت اكثر من 1400 قتيل منذ عام 2004، غير ان وزراء مقربين من ثاكسين رفضوا مثل هذه المفاوضات. وذكر المتحدثون باسم الجنرال الليلة قبل الماضية الفساد وانقسام المجتمع والاعمال التي من شأنها الاساءة الى الملك لتبرير الانقلاب. ولد الجنرال سونثي قرب بانكوك عام 1946 في عائلة من التايلانديين المسلمين استقرت في البلاد منذ فترة طويلة، وهو تخرج في الكلية العسكرية في شولاشومكلاو وانضم الى فيلق المشاة الملكي قبل الالتحاق بوحدات المقاتلين الخاصة. وبتعيينه على رأس القوات البرية وجد نفسه متورطا، ولو رغما عنه ربما في بادئ الامر، في الازمة السياسية الخطيرة التي هزت المملكة خلال الاشهر الماضية. وكان ثاكسين، رجل الاعمال الثري والذي انتخب رئيسا للوزراء عام 2001، في خضم جدل محتدم بعد ان باعت عائلته في يناير (كانون الثاني) الماضي كل الحصص التي كانت تملكها في مجموعة عملاقة للاتصالات اسسها قبل خوض المعترك السياسي. ودعا رئيس الوزراء الى انتخابات في ابريل (نيسان) في محاولة لحلحلة الازمة غير ان المحكمة الدستورية ألغتها في مايو (ايار) بموجب مداخلة استثنائية من الملك بوميبول الذي اعتبر العملية «غير ديمقراطية» وقد قاطعت المعارضة الانتخابات. واستقبل الملك الجنرال سونثي الليلة قبل الماضية بعد اعلان الانقلاب.

وكان القائد العسكري المح في خضم الازمة في الربيع الى ان الملك قلق للغاية ازاء الاضطرابات السياسية التي لا تعرف حلا. وقال آنذاك ان «مشكلة (تايلاند) احزنت جلالته واود بصفتي احد جنود جلالته التخفيف من قلقه وسيلتزم الجيش بشكل تام باي نصيحة يقدمها لنا».

ومع تفاقم الازمة سارع الجنرال الى نفي كل الشائعات التي كانت تتحدث عن انقلاب لكن حين اعلن عن مؤامرة لاغتيال ثاكسين الشهر الماضي وتم اعتقال خمسة عسكريين، بدأ بعض الدبلوماسيين يطرحون فرضية تقول ان الطوق بدأ يشتد حول سونثي وانه قد يعمد الى التحرك.