«منتديات» ثقافية تسعى لإعادة الجمهور إلى صالات السينما في مدن العراق

دور العرض تحولت إلى مستودعات أو تعرضت للتدمير عمدا

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: تسعى منتديات سينمائية بدأت انشطتها في عدد من المدن العراقية، الى إعادة تواصل الجمهور مع الفن السابع الذي شهد تراجعا خلال الفترة الماضية بسبب الوضع الامني فضلا عن غياب دور العرض التي تحولت الى مستودعات او تعرضت للتدمير عمدا.

وبرزت منتديات «أصدقاء السينما» و«صحبة السينما» في الآونة الاخيرة بمبادرة عدد من المثقفين المهتمين بالشأن السينمائي في محافظات ذي قار والديوانية (جنوب)، حيث يسود الهدوء محافظات الجنوب بشكل عام. وقال رئيس منتدى «اصدقاء السينما» في الناصرية (375 كلم جنوب بغداد) احمد ثامر جهاد، ان «الفن السينمائي يمثل رافدا مهما للثقافة المعاصرة، وله دور مؤثر في رسم معالم الحياة، وهذا ما دفعنا الى تأسيس المنتدى بمبادرة شخصيات ثقافية».

وأضاف «بعض منظمات المجتمع المدني ساهمت بتقديم الدعم المادي للمنتدى الذي يتخذ من قاعة للنشاط المدرسي مقرا في الوقت الحاضر ومكانا للعرض ايضا». ويقوم المنتدى بعرض افلام سينمائية عالمية وأخرى عراقية تنتمي لمراحل انتاج مختلفة، وذلك مرة كل اسبوعين بحضور عدد كبير من متابعي النشاط السينمائي والمهتمين به من مثقفين ونقاد.

وتابع جهاد أن «الحضور اللافت الذي شهدته العروض التي قدمها المنتدى، دفعنا للتفكير بتخصيص أيام يكون فيها العرض فقط للعائلات التي تجد في هذا النشاط متنفسا لها». وكان في محافظة ذي قار، وكبرى مدنها الناصرية، صالتان للعرض تعودان الى خمسينيات القرن الماضي هما الاندلس والبطحاء، وقد تحولتا حاليا الى محلات تجارية بحيث لم يعد في الناصرية اية صالة خاصة بالسينما.

ومن الافلام التي عرضت ضمن فعاليات المنتدى فيلم «كراش (تصادم)» الحائز ثلاث جوائز أوسكار هذا العام.

ويحرص مسوؤلو المنتدى على إقامة أمسيات تخصص للنقد السينمائي في ختام كل عرض. وفي محافظة الديوانية (180 كلم جنوب بغداد)، بادر عدد من المثقفين الى إنشاء منتدى سينمائي أطلق عليه «صحبة السينما»، ويهدف أيضا الى تفعيل المشهد الثقافي السينمائي من خلال عرض مجموعة من الأفلام العراقية القديمة، فضلا عن أعمال سينمائية تعود لتجارب شبابية من الداخل والخارج.

يشار الى ان التراجع السينمائي طال الصالات سواء في العاصمة او باقي المدن، فقد بدأت السينما تتراجع حين تحولت صالاتها الى أماكن للعرض المسرحي ابان التسعينيات عندما فرضت العقوبات الدولية على العراق نتيجة غزوه للكويت. وتابع جهاد «منذ عدة أعوام فقدنا سحر الصالات السينمائية، فالظروف والأحداث التي مرت بها البلاد منذ الثمانينات أدت الى اهتزاز الوعي السينمائي وغياب الذوق الحقيقي بعد ان بدأ جيل من الشباب وخصوصا في تلك الفترة الانخراط في مشاهدة افلام سطحية وهزيلة».

وأضاف «تسعى المنتديات الى اعادة صياغة علاقة جديدة بين النشاط السينمائي وجيل الشباب على أسس فنية راقية». وبفضل تلك العروض المسرحية التي يصفها المثقفون العراقيون بأنها «سطحية وهزيلة»، بدأ رواد السينما يغادرون صالات العرض.ويعتبر الواقع السينمائي الآن جزءا من المشهد الثقافي العراقي الذي تعترضه المصاعب المالية وغياب المستلزمات الابداعية والفنية بسبب الاوضاع السائدة، حيث تسعى المؤسسات الحكومية المعنية ومنها دائرة السينما والمسرح الى التغلب عليها. يشار الى ان السينما العراقية يعود تاريخها الى ما قبل سقوط النظام الملكي، حيث شهد عام 1957 ولادة اول فيلم مهم بعنوان «سعيد أفندي» للمخرج كاميران حسني. وبدأت دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة إعادة الروح الى الانشطة السينمائية وبإمكانات متواضعة على صعيد تنظيم عروض اسبوعية كل اثنين في بغداد يقوم بمتابعتها جمهور من محبي السينما وطلاب من اكاديمية الفنون الجميلة ومثقفون.

كما قامت الدائرة بتنظيم المهرجان الاول للفيلم التسجيلي مطلع العام الحالي، حيث تم عرض تجارب اخرجها عدد من الشبان.