خطر «إسلامي مبهم» وراء إلغاء أوبرا موزارت ببرلين

انتقادات لقرار الأوبرا.. وجدل حول الرقابة الذاتية

TT

على خلفية موجة الاحتجاجات المكثفة التي تسببت بها رسوم كاريكاتيرية مسيئة لشخصية النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام قبل أشهر في الدنمارك، شطبت أوبرا برلين من برنامجها أوبرا الملك «ايدومينيو» لموزارت بسبب مشهد يعتقد أنه يسيء من جديد لشخصية النبي. وكانت دار أوبرا برلين تخطط لاعادة عرض اوبرا «ايدومينو» في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، إلا أنها تراجعت وشطبت الأوبرا من العروض بسبب مشهد يعتقد أنه يسيء للأديان عموما، ولشخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم والسيد المسيح وبوذا. وسبق أن أثار المشهد نقاشا دينيا حادا في الأوساط الثقافية في العرض الأولي عام 2003 بسبب مشهد الرؤوس المقطوعة. ويبدو أن القلق من إثارة مشاعر المسلمين يعود أيضا إلى سمعة هانز نوينفيلز، مخرج اوبرا «ايدومينو»، الذي وصفته العديد من الصحف الألمانية بالـ «محرض». ويخشى المشرفون على دار الأوبرا، بعد الأزمة التي أحدثتها تصريحات البابا بنديكت السادس عشر، أن يتسبب نوينفيلز بإثارة مشاعر المسلمين مجددا.

وانتقد وزير الداخلية فولغانغ شويبلة شطب «ايدومينو» من برنامج أوبرا برلين، واصفا القرار بأنه «مضحك وغير مقبول». وقال الوزير، وهو من الحزب الديمقراطي المسيحي، إن القرار مضحك و«خضوع للإرهاب» و«ضار بحرية الفن». وأيده المخرج نوينفيلز في نقد قرار وقف عرض الأوبرا وقال لصحيفة «برلينر مورجنبوست» بعدم وجوب الخوف من أحد. وذكر المخرج أنه لا يعرف ما إذا كانت الأوبرا ستعرض مجددا في المستقبل، لكن ذلك لن يغير من موقفه. وشارك بيرند نويمان، وزير داخلية ولاية برلين، بالنقد مديناً «الرقابة الذاتية» التي يضعها رئيس دار الأوبرا على نفسه.

وضع الموسيقار فولفغانغ اماديوس موزارت موسيقى أوبرا «ايدومينو» عام 1781 في محاولة منه لمعالجة موضوع الخضوع للآلهة وتعارضه مع مشاعر البشر. وتتحدث الأوبرا عن الملك «ايدومينو» ملك كريتا الذي تغرق سفينته بعد العودة من حرب طروادة. ينجو الملك من الغرق ويعد الآلهة بالتضحية برأس أول بشر يصادفه لقاء معجزة بقائه على قيد الحياة. ويصاب الملك بخيبة أمل كبيرة، ويواجهة معضلة عاطفية عظيمة، حينما يجد أن أول بشر يصادفه سيكون ابنه ايداميته. وأكد متحدث باسم شرطة برلين يوم أمس عدم وجود ما يؤكد مخاوف دار اوبرا برلين، مشيرا إلى أن التحقيقات التي أجريت كشفت بأن المسؤولين في الأوبرا اتخذوا القرار خشية من «خطر مبهم» لا أساس له.