البنتاغون يؤجل ترحيل 4 آلاف جندي في العراق لمواجهة العنف

استعجل إرسال 4 آلاف آخرين قبل موعدهم بشهر

TT

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) امس، ان الجيش الأميركي أجل رحيل الاف الجنود عن العراق، في حين يعجل بوصول آلاف اخرين، كوسيلة للاحتفاظ بمزيد من القوات على الارض لمكافحة العنف المستمر بلا هوادة.

وزادت الولايات المتحدة قواتها في العراق في الشهرين الماضيين، ليصبح لها الان 142 ألف جندي، في محاولة لوقف تصاعد العنف الطائفي، الذي زاد المخاوف من انزلاق العراق الى حرب أهلية. وقال البنتاغون ان لواء يتألف من حوالي 3800 جندي من الفرقة الاولى المدرعة بالجيش، المتمركزة في ألمانيا، كان من المقرر أن يغادر العراق في يناير (كانون الثاني) سيظل في موقعه 45 يوما اضافية، وسيغادر البلاد في اواخر فبراير (شباط).

وهؤلاء الجنود المنتشرون في منطقة الرمادي، من المقرر الان أن يخدموا حوالي 13 شهرا، وهي فترة أطول من الفترة التي تحددها سياسة الجيش، وهي 12 شهرا لفترات الخدمة في العراق بالنسبة لجنود الجيش الأميركي. وذكرت وزارة الدفاع ان «هذه الفترة تعتبر ضرورية لتمكين الفرقة من اعادة تجهيز نفسها واجراء تدريبات والاستعداد لانتشار جديد».

واعلنت وزارة الدفاع الاميركية ايضا ان لواء آخر، هو اللواء الرابع لفرقة الخيالة الاولى، سينتشر قبل 30 يوما من الموعد المقرر، على ان يبدأ الانتشار اواخر اكتوبر (تشرين الاول).

ويمكن للجيش من خلال هذين التحركين، أن يعزز مستويات القوات في العراق، من دون القيام بالفعل بنشر قوات لم يكن من المقرر نشرها. غير أن تلك الخطوات تعكس ما يصفه بعض الخبراء العسكريين بالعبء المتزايد على الجيش، والمتمثل في مواصلة ارسال أعداد كبيرة من القوات القتالية الى العراق وأفغانستان.

وقال البنتاغون، في بيان نقلته رويترز، ان «هاتين الخطوتين ضروريتان للحفاظ على هيكل القوة الحالي في العراق، حتى ربيع العام القادم». وهذه هي المرة الثانية خلال شهرين، التي يقرر فيها الجيش الأميركي ابقاء لواء في العراق، بعد الموعد المحدد لعودته للتصدي للعنف المستمر بلا هوادة في العراق، بعد مرور ثلاثة أعوام ونصف العام على الحرب.

وكان الجنرال جون ابي زيد قائد القيادة الوسطى الاميركية، التي تدير العمليات في العراق وافغانستان، قد اعلن الاسبوع الماضي ان عدد الجنود الاميركيين في العراق الذين قدر عددهم بأكثر من 140 الفا، سيبقى على حاله وقد يرتفع في الاشهر المقبلة. وقال وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد للصحافيين: «لا شك في أنه متى كانت هناك حرب تكون قوات البلدان المشاركة بها مطالبة ببذل جهود كبيرة». واضاف قائلا «من وقت لآخر.. قد يطلب من بعض الوحدات زيادة عدد أيام الخدمة في الميدان عما كان متوقعا. وعلى الجانب الآخر نقوم باحضار بعض الوحدات الاخرى قبل موعدها، وهي طريقة أخرى للتعامل مع هذه القضية». ويمكن للجيش من خلال تمديد فترة خدمة وحدة، من المقرر أن تغادر العراق، أن يحافظ على مستويات القوات أو يعززها من دون الاضطرار الى ارسال تعزيزات من خارج العراق. غير أن مثل هذه الخطوة عادة ما تثير الغضب وخيبة الامل بين الجنود وأسرهم.

وقال بعض الخبراء العسكريين: ان الحفاظ على مستويات القوات في العراق وأفغانستان أدى لوصول موارد الجيش الى نقطة الانهيار بالفعل، حيث يؤدي كثير من الجنود الخدمة مدتين أو ثلاث مدد، كما تبلى المعدات بمعدلات مثيرة للقلق.

ويعمل جنود الفرقة الاولى مشاة في الرمادي عاصمة محافظة الانبار في غرب العراق، وهي من أكثر الاماكن خطورة في البلاد. وتقضي سياسة وزارة الدفاع الأميركية بأن تخدم وحدات الجيش فترات تبلغ 12 شهرا في العراق، بينما تخدم وحدات سلاح مشاة البحرية فترات تبلغ سبعة أشهر. ويحصل الجنود الذين يخدمون أكثر من تلك الفترات على أجور اضافية.