«العدل والإحسان» الأصولية المغربية: الهجوم على القرضاوي معركة هامشية

الرميد يرى في رد مجلس الإفتاء قدحا وذما.. والمعتصم يدعو إلى الحوار معه

TT

أثار صدور بيان هيئة الإفتاء في المغرب ردا على فتوى الشيخ يوسف القرضاوي التي تجيز اقتراض المغاربة من المصارف من أجل اقتناء السكن، ردود فعل متباينة في أوساط الأصولية المغربية، خصوصا أن البيان وصف الشيخ القرضاوي بانه «شخصية مغرورة ومتنطعة».

وبينما رفض فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان الأصولية شبه المحظورة، الإدلاء بتعليق حول الموضوع، مشددا على أن الجماعة ترفض الدخول في النقاش حول فتوى الشيخ القرضاوي بسبب أنها معركة هامشية يراد تضخيمها، وأنه كان يكفي أن يرد بعض العلماء بشكل عادي دون أن تقام كل هذه الضجة، قال مصطفى معتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري الأصولي، لـ«الشرق الأوسط» إن الشيخ القرضاوي يعد شخصية فوق القطرية بفضل موسوعيته وإشعاعه العالمي، مبرزا أنه عوض إجابته بالضجة التي أقيمت حول فتواه يجب فتح حوار معه من أجل فهم الأسباب التي دفعته الى الإدلاء بتلك الفتوى، وبالتالي لا يجب رسم حدود ترابية له.

وأضاف معتصم أن الاشكالية المطروحة في المغرب تكمن في غياب هيئات علمية مختصة اختصاصا دقيقا، ذلك انه تطرح على الساحة الآن قضايا تتطلب مستوى عاليا من التكوين في مسائل معقدة ومتشعبة يتداخل فيها الديني بالدنيوي، وأبرز معتصم أن مشكلة المصارف يجب معرفتها ومعرفة تفاصيلها الدقيقة، خصوصا أن الدولة والمجتمع متداخلان مع هذه المصارف في عدة معاملات، مما يتطلب فتح حوار بعيد عن النقاشات الحادة بين علماء مقتدرين سواء في التخصصات الدينية أو التخصصات الدقيقة، مشيرا إلى أن علماء الدين في المغرب هم أكثر جرأة في الاجتهاد والفتوى على ذوي التخصصات الدقيقة. ومن جهته، قال مصطفى الرميد، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الأصولي، إن فتوى الشيخ القرضاوي اجتهاد فقهي قابل للخطأ والصواب، موضحا أنه من حق علماء المجلس العلمي الأعلى الرد عليه علميا، كما أن من حق القرضاوي أيضا الرد عليهم. وأوضح الرميد أن المجلس العلمي الأعلى في المغرب الذي عاب على القرضاوي الخروج على أدب السلف في الإفتاء لم يلتزم بأدب الرد ولم يجنح إلى المناقشة العلمية الهادئة، وسقط في الرد بلسان القدح والذم من قبيل استخدام عبارتي «الغرور والتنطع»، مشددا على أن القرضاوي شخصية لها قدم راسخة في العلم ويمكن أن تصيب وتخطئ، ومبرزا أنه كان على علماء المغرب عدم السقوط في التجريح في شخص القرضاوي، كما عبر عن دهشته من الحماس في الرد على فتواه بهذه الطريقة.

وأشار الرميد إلى أنه كان على العلماء الرد على الشيخ القرضاوي بطريقة علمية، وتبيين وجه الشرع في أمور تخص المغاربة حتى لا يلجأ هؤلاء إلى علماء من بلدان أخرى، مشددا على أن علماء المغرب يسكتون على مسائل كثيرة مثل منع المدير العام للخطوط الملكية المغربية الجوية للعاملين بالشركة من أداء الصلاة في أوقات العمل وإلزام ربابنة الطائرات والمضيفات بالإفطار خلال شهر رمضان.