وزير خارجية المغرب: جنوح العالم الإسلامي للسلم واستتباب الأمن في الشرق الأوسط على أسس عادلة خيار استراتيجي ثابت

TT

جدد محمد بن عيسى، وزير الخارجية والتعاون المغربي اول من امس بنيويورك، التزام العالم الاسلامي بالسلم والاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط.

وقال الوزير بن عيسى خلال اجتماع وزراء خارجية البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي عقد بنيويورك على هامش الدورة61 للجمعية العامة للأمم المتحدة، «إن جنوحنا للسلم واستتباب الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط على أسس دائمة وعادلة خيار استراتيجي ثابت».

وأضاف الوزير بن عيسى أن الحلول «القائمة على الانفرادية والقوة والإذعان لن يكون مآلها سوى الفشل والعجز عن انهاء هذا النزاع المعقد»، مذكرا بأن القضية الفلسطينية وقضية القدس الشريف تظلان على رأس أولويات وانشغالات منظمة المؤتمر الإسلامي.

وقال إن الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، يبذل كل الجهود ويحث الأطراف الدولية الفاعلة على الدفع بعملية السلام في أفق قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، مما سيسمح لجميع دول المنطقة بالتعايش في أمن واستقرار وسلام.

وفي معرض حديثه عن الإرهاب، الذي يشكل إحدى القضايا المدرجة على جدول أعمال اجتماع المنظمة، دعا بن عيسى الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى إبراز الصورة الحقيقية للإسلام. وقال «إن المغرب الذي لم يدخر جهدا للإسهام الملموس في الجهود الدولية الهادفة إلى القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة والمتناقضة مع تعاليم ديننا السمحة، يشدد على أمانتنا في إبراز الصورة الحقيقية للإسلام وتحصين أجيالنا الصاعدة ضد تيارات التطرف والانغلاق». وأضاف أن الأمر يتعلق أيضا «بالتصدي للأفكار المسيئة لعقيدتنا تجسيدا لالتزاماتنا الجماعية وخاصة في نطاق متابعة أهداف البرنامج العشري المعتمد في القمة الإسلامية الثالثة الطارئة بمكة المكرمة في ديسمبر (كانون الاول) 2005.

واعتبر بن عيسى أن اقتلاع جذور الإرهاب يظل رهينا باعتماد سياسات تنموية بشرية طموحة قادرة على محاربة البطالة والفقر والأمية والإقصاء الاجتماعي.

وبعد أن ذكر بالأهمية التي يوليها المغرب للتعاون جنوب ـ جنوب لاسيما مع الدول الافريقية، دعا الوزير بن عيسى منظمة المؤتمر الإسلامي إلى المشاركة الفعالة في تعزيز هذا التعاون «الذي نراهن عليه في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين ظروف العيش على امتداد عالمنا الإسلامي، وذلك بروح من التكافل والتآزر المتجذرة في وجداننا وثقافتنا وتقاليدنا الأصيلة». كما دعا بن عيسى إلى المساهمة النشطة في إنجاح مسلسل إصلاح وتقويم المنظومة الأممية، بما يجعلها أكثر ارتباطا بالمبادئ والأسس التي قامت عليها وأكثر تجاوبا مع التوازنات القارية والجهوية المنشودة.