أبو مازن يوفد ممثلا للقاء هنية لإنهاء أزمة حكومة الوحدة

مستنكفا من التواصل مع قادة «حماس» تعبيرا عن غضبه من تصريحاتهم واتهاماتهم له

TT

لا يزال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) يشعر بالمرارة ازاء ما اسماه مصدر فلسطيني لـ«الشرق الأوسط» احساسه بالخذلان، وهو في نيويورك، من تصريحات رئيس الوزراء اسماعيل هنية التي كرر فيها رفض شروط الرباعية للتعامل مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية، اضافة الى التصريحات التي تحدث فيها وزير شؤون اللاجئين عاطف عدوان اول من امس عن 1.2 مليار دولار في حساب الرئاسة التي اتهمها بعدم دفع راتب شهر، كما وعد رئيس الوزراء، وذلك لتشويه مصداقيته في الشارع الفلسطيني.

ورغم المحاولات التي قامت بها الحكومة الفلسطينية لتفادي ازمة حقيقية وحل المشكلة باسرع وقت كما قال مصدر مقرب من الحكومة لـ «الشرق الأوسط» فإن ابو مازن اصر على موقفه ورفض التوجه الى غزة، لكنه في الوقت نفسه ابقى على شعرة معاوية من خلال قرار ايفاد روحي فتوح رئيس المجلس التشريعي السابق، ممثلا عنه، الى غزة ليواصل المحادثات بشأن تشكيل حكومة الوحدة.

وقال المصدر «ان الرئيس زعلان من تصريحات قادة حماس اثناء وجوده في نيويورك، التي ترفض الاعتراف باسرائيل، اضافة الى اتهام الدكتور عدوان اول من امس للرئاسة بإعاقة صرف رواتب الموظفين». وحسب المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، «فان اتصالات بدأت «اول من امس» بين حماس والحكومة من جهة والرئاسة، لتفادي ازمة حقيقية واستدراك الامر وحل المشكلة».

وكان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة قد قال لوكالة الصحافة الفرنسية ان الرئيس عباس اوفد امس «روحي فتوح مبعوثا خاصا للقاء هنية وقادة حركة حماس في غزة في محاولة لانهاء الخلاف والتوصل الى اتفاق» حول حكومة الوحدة الوطنية.

غير ان مصدرا فلسطينيا مسؤولا اكد لـ «الشرق الأوسط» انه رغم التوقف الظاهري في اللقاءات إلا أن اتصالات تجري على عدة مستويات بين ممثلين عن حركتي «حماس» و«فتح»، مؤكداً ان اطرافا عربية تلعب دورا في التوسط بين الجانبين. وأشار المصدر الى أنه تم العثور على صيغة للجسر على المواقف بين الجانبين في كل ما يتعلق بالموقف من الاتفاقيات الموقعة. وحسب المصدر فإن من الواضح أن احترام الاتفاقيات الموقعة لا يعني بحال من الاحوال أن تكون الحكومة الفلسطينية ملزمة بها. واشار المصدر الى موقف حكومة ارييل شارون الاسرائيلية السابقة من خطة خريطة الطريق التي اعترفت بها بعد أن اضافت عليها 14 تحفظاً. وحول الموقف من المبادرة العربية توقع المصدر أن يجد الطرفان مخرجاً بأن ينص البرنامج السياسي للحكومة المقبلة على احترام «الشرعية العربية»، بدون الاشارة الى المبادرة العربية. وحول ما جاء في خطاب ابو مازن في الامم المتحدة الذي قال فيه إن أي حكومة وحدة ستشكل ستعترف باسرائيل، قال المصدر إن ابو مازن يعي قبل غيره أنه لن يجد أي طرف فلسطيني يمكن ان يشارك في حكومة تتطوع للاعتراف بإسرائيل.

من ناحية ثانية اتهم الناطق باسم «حماس»، مشير المصري، أطرافاً فلسطينية بمحاولة الوصول إلى اتفاق سياسي جديد برؤية أميركية بعد ان رفضت إدارة الرئيس جورج بوش وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني. وقال النائب المصري: «هناك تيار يسعى إلى استدراجنا إلى برنامجه الذي سقط في الانتخابات التشريعية، وهو البرنامج القائم على منظومة الاعتراف بإسرائيل». وأضاف «هذا التيار يسعى إلى جرنا إلى هذا البرنامج من خلال خلق حالة من الإرباك وتسميم الأجواء وخلط الأوراق، في سعيه إلى إفشال جهود تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، فيدخل في خضم الحديث عن حل البرلمان أو حجب الثقة عن الحكومة». واعرب محمد عوض أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني عن أمله أن تشكل حكومة الوحدة الوطنية خلال أسبوع، موضحا أن الخلافات بشأنها غير جوهرية ويمكن تجاوزها من خلال التفاهم بين الرئاسة والحكومة والفصائل الفلسطينية. واتهم عوض بعض الاطراف التي «لا تريد أن يكون هناك توافق داخلي وتحاول فرض أجندة خارجية»، مشيرا إلى أن جميع الفصائل الفلسطينية مدركة لخطورة هذا التوجه وتعمل على عدم تحقيقه من خلال التأكيد على حتمية الوحدة الوطنية في كافة المراحل النضالية، وخاصة في المرحلة الحالية.