طالبان تتبنى هجوم هلمند الانتحاري.. ومقتل إيطالي قرب كابل

إحالة جندي هولندي إلى المحاكمة رفض السفر إلى أفغانستان

TT

قال مسؤولون ان 18 شخصا قتلوا في تفجير انتحاري امس خارج مكتب حاكم اقليم هلمند في جنوب أفغانستان في الوقت الذي قتل فيه جندي ايطالي في انفجار وقع قرب كابل. وأسفرت حملة طالبان المكثفة التي تستهدف الحكومة والقوات الاجنبية التي تدعمهما هذا العام عن أسوأ أعمال العنف منذ الاطاحة بالحركة عقب هجمات 11 سبتمبر (ايلول). وقال مسؤول ان الانفجار الانتحاري وقع في الوقت الذي كانت تمر فيه قوات أجنبية عبر لشكركاه عاصمة اقليم هلمند. وقال متحدث باسم قوات حلف شمال الاطلسي ان جنودا من الحلف كانوا موجودين في المنطقة في ذلك الوقت ولكن أيا منهم لم يصب بأذى. وقرب كابل انفجرت قنبلة على جانب الطريق مما أسفر عن مقتل جندي ايطالي من حلف شمال الاطلسي واصابة اثنين من اقرانه بجروح خطيرة.

وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن الهجومين. وقبل عامين كانت التفجيرات الانتحارية نادرة في أفغانستان ولكن البلاد شهدت هذا العام عشرات من مثل هذه الهجمات التي تستهدف الحكومة والقوات الاجنبية. ومن بين القتلى في الانفجار الذي وقع في هلمند ستة من أفراد الشرطة والجيش. وقال مسؤولون ان باقي القتلى من المدنيين وكان كثيرون منهم يصطفون لانهاء الاوراق اللازمة للسفر للحج.

وقال محمد أيوب وهو مسؤول في الشرطة في لشكركاه «كان هجوما انتحاريا في طريق أمام مكتب الحاكم». وأعلن قارئ محمد يوسف المتحدث باسم طالبان المسؤولية قائلا ان الانتحاري من اقليم هلمند. ووقع تفجير انتحاري في سوق بنفس البلدة مما أسفر عن سقوط 17 قتيلا يوم 28 أغسطس (آب) الماضي. وأعلن متحدث آخر باسم طالبان المسؤولية عن الانفجار الذي وقع الى الجنوب من كابول واستهدف حاملة جند مدرعة. وقال حلف شمال الاطلسي ان خمسة جنود أصيبوا.

وأثارت أعمال العنف هذا العام مخاوف في البلاد التي تمثل ساحة معارك محورية في الحرب على الارهاب. وتلاشى التفاؤل الذي أعقب الانتخابات الناجحة التي أجريت في 2004 و2005. وتحتفظ الولايات المتحدة التي كانت تأمل في خفض حجم قواتها بأفغانستان بنحو 20 ألف جندي في البلاد. ويحتفظ حلف شمال الاطلسي الذي يقوم بأكبر عملية برية بالنسبة له بعدد مماثل ويسعى الى زيادة حجم قواته.

وأعلن حلف الاطلسي أن 20 من أعضاء طالبان قتلوا في اشتباكات في اقليم أرزكان بجنوب البلاد امس الاثنين. وقال مسؤول في اقليم بكتيكا على الحدود مع باكستان ان مواد ناسفة كانت بحوزة انتحاري انفجرت على سبيل الخطأ مما أسفر عن مقتله وستة آخرين من شركائه.

وزادت قوة طالبان بسبب صلتها بتجارة المخدرات المنتعشة ودعم من تنظيمات متشددة في باكستان. ويقول محللون انها تستغل أيضا مشاعر الغضب من الفقر والفساد في البلاد. وفي حين أن طالبان زادت من نشاطها فقد تكبدت خسائر بشرية هائلة. ولقي أكثر من الفين حتفهم هذا العام طبقا لاحصاءات من حلف شمال الاطلسي والجيش الأميركي والحكومة الافغانية. وترفض طالبان هذه الارقام. ومن جهة اخرى قالت امس مصادر محكمة ارنم الهولندية امس ان النيابة العامة قد تقدمت بطلب لاحالة جندي سابق في الجيش الهولندي يدعى جاكوب.ل، 24عاما، الى المحاكمة لرفضه الالتزام بمهام خدمته بعد ان رفض السفر الى افغانستان ضمن قوات بلاده التي تشارك في مهمة لحلف شمال الاطلسي في اقليم ارزوغان جنوب البلاد في اطار تحرك اطلسي جديد لنشر الامن في مناطق جديدة من افغانستان.

وتعتبر تلك هي الحالة الثانية التي ترفض السفر ضمن القوات الهولندية فقد رفض جندي آخر يدعى جيثرو 20 عاما السفر في نفس المهمة وقد اصدرت وزارة الدفاع الهولندية قرارا بطردهما من الخدمة العسكرية وتقرر احالتهما الى الفحص من جانب اطباء نفسيين.

وقالت وسائل الاعلام الهولندية امس ان اقصى عقوبة في تلك الجرائم هي الحبس لمدة عامين ونقلت عن محامي الدفاع عن احد الجنديين قوله ان موكله رفض السفر لانه تعرض لضغوط من جانب عائلته لرفض السفر وانه كان يخشى من ان يصاب بالتوتر العصبي ويصبح مصدر خطر على زملائه الآخرين.

وفي مانشستر (بريطانيا) اكد وزير الدفاع البريطاني ديس براون امس ان افغانستان ليست «مهمة في طور الفشل» في مسعى لتبرير التدخل البريطاني في افغانستان حيث لا تزال مقاومة طالبان فيها شديدة.