رئيس الوزراء البريطاني: من الصعب علي ترك منصبي.. لكن لا بديل

جهود للصلح بين بلير وبراون.. بعد زلة لسان من زوجة الأول

TT

قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس انه يجد من الصعب عليه التخلي عن منصبه، الا انه اقر بأن استقالته المرتقبة في غضون عام «هي الأمر الصحيح فعله». وذكر بلير بما حققته حكومته العمالية خلال ثلاث فترات في الحكم، مشيرا الى ان الأمر الوحيد الذي يهمه بخصوص إرثه السياسي هو فوز حزب العمال بفترة رابعة. وقال بلير في المؤتمر السنوي لحزب العمال المنعقد في مانشستر أمس: «الحقيقة انك لا تستطيع ان تترك. طبعاً، يصعب الذهاب، لكن الصحيح أيضا هو أن تفعل ذلك، بالنسبة للبلد، ولك، وللحزب».

ونفى بلير ان تكون سياسة حكومته الخارجية، بما فيها المتعلقة بالحرب في العراق، هي السبب في الإرهاب. وقال في آخر مؤتمر لحزب العمال يشهده كرئيس للوزراء، إن الإرهاب «ليس ذنبنا. انه ليس نتيجة سياستنا الخارجية، انه تعد على طريقة عيشنا». وأضاف: «لن نكسب الحرب (على الإرهاب) اذا استسلمنا أمام دعاية العدو الذي يريد ان نكون المسؤولين بأي شكل كان». وتابع بلير قائلاً: «إنها ليست حربنا ضد الإسلام. انها حرب يشنها متطرفون قاموا بتحريف الدين الإسلامي الحقيقي. ونحن جميعا، الغربيين والعرب، المسيحيين والمسلمين، الذي نضع قيم التسامح والاحترام والتعايش السلمي فوق هذا الحقد الطائفي، علينا ان ننضم لبعضنا البعض من اجل هزمهم».

وأقر بلير الذي يواجه انتقادات حادة بسبب تحالفه مع واشنطن «انه من الصعب أحيانا ان يكون المرء الحليف المقرب» للرئيس جورج بوش. وأضاف في كلمته امام المؤتمر أمس: «نعم انه من الصعب احيانا ان نكون الحلفاء المقربين للولايات المتحدة. نعم يمكن لأوروبا ان تكون لغزا سياسيا بالنسبة لدولة أبية وذات سيادة كبريطانيا، لكننا في الحقيقة لا يمكننا ان ننجز ما نصبو اليه سواء من مفاوضات تجارية أو مسائل الاحتباس الحراري او الإرهاب او القضية الفلسطينية من دون أميركا أو أوروبا».

وحث بلير أعضاء حزبه على التركيز على الإصلاحات من اجل الفوز في الانتخابات المقبلة عام 2009. وقال ان «أساس الأصوات لهذا الحزب ليس في المعاقل أو المناطق الفقيرة أو أي منطقة للتأييد. أساس الأصوات هو الريف». لكن محاولاته لتوحيد الحزب في المؤتمر المنعقد في شمال انجلترا واجهت صعوبات، بعد تفجر خلاف جديد، بينه وبين وزير خزانته غوردون براون، في معركة خلافته في قيادة حزب العمال. وكان بلير قد اجبر على الإعلان الشهر الحالي بأنه سيستقيل في غضون عام، راضخا للضغوط التي يتعرض لها كي يتنحى ويفسح الطريق أمام براون لتولي رئاسة الوزراء.

واستغلت وسائل الإعلام البريطانية أمس أنباء عن انتقادات مزعومة وجهتها زوجة بلير الى براون. فقد أفادت قناة «بلومبيرغ» التلفزيونية بأن شيري بلير اتهمت براون بالكذب حين قال أمام المؤتمر أول من أمس ان العمل مع بلير كان شرفا كبيراً. ونفت شيري بلير صحة هذه الأنباء. وكتبت صحيفة «الغارديان» أمس ان ما قالته شيري بلير «افسد نهار براون». كما ذكرت «الديلي تلغراف» أن تعليق شيري بلير «نسف فكرة الوحدة داخل حزب العمال الذي كان يحاول براون التأكيد عليها عبر التشكيك في صدقه».

وقال بيتر ماندلسون المقرب من بلير والذي يشغل حاليا منصب مفوض شؤون التجارة بالاتحاد الأوروبي إن هناك جهودا حقيقية تجري لرأب الصدع بين معسكري بلير وبراون. وقال ماندلسون لهيئة الاذاعة البريطانية «غوردون براون أعتقد أنه كان يستطيع وكان يجب أن يكون الزعيم عام 1994 ولم يتصالح تماما مع نفسه قط لأنه لم ينجح في هذا». وامتدح ماندلسون براون بوصفه «فائزا»، مضيفا: «أريد أن يكون الزعيم القادم بمثل نجاح الأخير، واذا كان هذا هو غوردون براون فأعتقد أنه سيكون ناجحا».

وقال جون هاتون، وزير العمل والمعاشات، لهيئة الإذاعة البريطانية انه سيكون أمرا صحيا بالنسبة لحزب العمال أن تجري انتخابات «قوية» على القيادة، إلا انه أحجم عن قول ما إذا كان سيخوض السباق. وأضاف «لن أجيب عن هذا السؤال الآن». وتظهر استطلاعات الرأي أن كثيرا من الناخبين يعتقدون بأن ديفيد كاميرون الزعيم الشاب لحزب المحافظين المعارض الرئيسي سيكون رئيس وزراء أفضل من براون الذي يفتقر الى الكاريزما التي يتمتع بها بلير.