المحافظ شينزو إبيه يشكل حكومته بعد انتخابه رئيساً لوزراء اليابان

يعتزم مراجعة الدستور «السلمي» لبلاده .. وتحسين العلاقات مع الصين

TT

عين مجلس النواب الياباني امس زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، شينزو ابيه، 52 عاما، رئيساً للحكومة خلفا لجونيشيرو كويزومي الذي كان قرر العام الماضي في اوج شعبيته التخلي عن السلطة عقب ولايتين على رأس نفس الحزب الذي يملك اغلبية مريحة في البرلمان.

وحصل ابيه، الذي ينتمي الى تيار المحافظين الجدد، امس على 339 صوتا من اصل 476، كما حصل على اغلبية اصوات مجلس الشيوخ حيث يملك حزبه اغلبية مريحة ايضا. وعند اعلان تعيينه رئيسا للحكومة انحنى شينزو ابيه الملقب بـ«الامير» لثرائه، امام النواب بهدوء. وبعيد تعيينه، اعلن ابيه عن حكومته التي تولى فيها البيروقراطي اكيرا اماري حقيبة الاقتصاد والتجارة والصناعة وعالم يدعى كوجي اومي وزارة المالية.

وكان اومي، النائب البالغ من العمر 73 عاما سكرتير دولة للعلوم في 2001 و2002 وسكرتير دولة لاوكيناوا «الارخبيل الواقع في اقصى جنوب اليابان» واراضي الشمال «الاسم الياباني لجزر كوريل التي ضمتها روسيا في 1945». أما اماري، السناتور البالغ من العمر 57 عاما فكان وزيرا للعمل احد عشر شهرا في 1998 و1999. واستكمل ابيه فريقه الاقتصادي بتكليف هيروكو اوتا، 52 عاما، المحللة المعروفة السياسة الاقتصادية والميزانية. وقرر الابقاء على تارو اسو وزيرا للخارجية في حكومته.

وكان شينزو ابيه أعاد اول من امس تشكيل قيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم الذي تسلم رئاسته قبل اسبوع حيث عين المقربين منه من المحافظين الجدد في المناصب القيادية عشية وصوله الى منصب رئاسة الوزراء في اليابان. وسلم منصب الرجل الثاني في الحزب لاحد المقربين منه المخضرم هيدانو ناكاغاوا، 62 عاما، الذي كان ناطقا سابقا باسم الحكومة وصحافيا اقتصاديا يمينيا عرف بعلاقاته الوثيقة مع عدد من المسؤولين الصينيين.

وإبيه الذي يحظى بشعبية هو رمز الجيل الجديد من رجال السياسة اليابانيين الذين ولدوا بعد الحرب العالمية الثانية، ويأمل في مراجعة الدستور السلمي لسنة 1947 للنهوض بيابان «قوية وذات علاقات طبيعية» على الساحة الدولية. وقد حدد خمس سنوات لتحقيق هذا المشروع العزيز على قلبه منذ دخوله المعترك السياسي، ولكنه يثير جدلا سياسيا في بلد لا يزال يتمسك جزئيا بالنزعة السلمية.

ويعد ابيه قليل الخبرة السياسية نسبيا، فهو لم يشغل في 13 عاما من تاريخه السياسي الا منصبا رفيعا واحدا حين عينه كويزومي متحدثا وامينا عاما للحكومة في اكتوبر (تشرين الاول) 2005. واتاح له هذا المنصب الاستراتيجي ان يكون يوميا على اتصال بوسائل الاعلام بدون ان يكون مستهدفا سياسيا.

وسيكون عليه ان يواجه ملفات صعبة. ويمارس رجال الاعمال ضغوطا مكثفة على شينزو ابيه لتحسين العلاقات مع الصين وهي اول شريك تجاري لليابان، والتي تأثرت سلبا في عهد كويزومي. وقد دعت بكين امس ابيه الى تحسين العلاقات بين القويين الآسيويين العظميين التي تضررت بسياسة سلفه. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية ان «الموقف الصيني لم يتغير حاليا» و«نأمل ان يتمكن القائد الجديد لليابان من تحسين العلاقات الصينية اليابانية».

ووعد إبيه، المحاط بمختصين في الصين، بالعمل على اعادة اطلاق القمم الثنائية بين البلدين التي توقفت منذ اكثر من عام. لكنه سيواصل منح الافضلية للتحالف مع الولايات المتحدة وذلك باسم أمن اليابان.

ويعود الفضل في شعبية شينزو الى الخط المتشدد المؤيد لفرض عقوبات، الذي يتبناه ضد كوريا الشمالية الشيوعية. في الشأن الداخلي يأتي شينزو في ظل اقتصاد عائد بقوة الى النمو غير انه يرث ايضا دينا عاما خياليا تبلغ نسبته اكثر من 170 بالمائة من الناتج الاجمالي المحلي. ويرى محللون ان رئيس الوزراء الجديد سيتمكن بصعوبة من فرض توجهاته السياسية قبل اول اختبار انتخابي له لدى انتخاب اعضاء مجلس الشيوخ في يوليو (تموز) 2007 حيث لا بد له من الانتصار الذي يمثل الوسيلة الوحيدة لتثبيت شرعيته.