أصبح شينزو ابيه، بتوليه منصبه الجديد أمس، أصغر رئيس وزراء للبلاد حيث للسياسة أصول وتقاليد خاصة، طبعت الديمقراطية الانتخابية بمذاق ياباني مميز.
وهو ينتمي إلى عائلة سياسية عريقة، ولكتلة قوية في الحزب المهيمن على السلطة في اليابان على امتداد اغلب الفترات منذ منتصف عقد الخمسينات من القرن الماضي. ولد شينزو ابيه في مدينة ناغاتو الصغيرة، بمحافظة ياماغوتشي (في أقصى جنوب غربي جزيرة هونشو، كبرى جزر الأرخبيل الياباني)، عام 1954، لعائلة إقطاعية وسياسية ثرية. فوالده شينتارو ابيه كان زعيماً للكتلة الحزبية التي قادها ابنه قبل انتخابه زعيماً الحزب الديمقراطي الحر ومن ثم رئيساً للحكومة.
كذلك برز شينتارو ابيه كأحد المرشحين الكبار لمنصب رئيس الوزراء لكنه توفي قبل تحقيق مرامه مع أنه عمل وزيراً للخارجية بين 1982 و1986 في حكومة ياسوهيرو ناكاسوني. أما جده لأبيه واسمه كان آبيه فقد لمع عضواً متمكناً ونافذاً في البرلمان، أما لجهة الأم فهو حفيد رئيس الحكومة السابق نوبوسوكي كيشي (ساتو) رئيس وزراء اليابان بين 1957 و1958، الذي هو في الوقت نفسه أخو إيساكو ساتو الذي تولى بدوره رئاسة وزراء اليابان بين 1964 و1972 بلا انقطاع. تلقى شينزو ابيه، تعليمه الجامعي في جامعة سايكاي بالعاصمة طوكيو وتخرّج عام 1977 مجازاً في العلوم السياسية، ثم تابع تعليمه العالي لبعض الوقت في جامعة كاليفورنيا الجنوبية في لوس انجليس بالولايات المتحدة.
عام 1979 بعد عودته من الولايات المتحدة عمل في القطاع الخاص موظفاً بشركة كوبي ستيل، إحدى كبريات شركات الصناعة الثقيلة في اليابان، لكنه غادرها عام 1982 ليدخل سلك السياسة والعمل الحكومي، متقلباً ومتدرجاً في عدد من الوظائف الحكومية والحزبية ضمن الحزب الديمقراطي الحر.
وعام 1993 دخل مجلس النواب (الداييت) عن الدائرة الأولى (دائرة العائلة) في محافظة ياماغوتشي لأول مرة، حائزاً أكبر عدد من الأصوات في تاريخ المحافظة، وذلك بعد سنتين من وفاة والده بداء السرطان. ومنذ ذلك الحين شق طريقه بسرعة داخل الحزب والكتلة البرلمانية التي سبق لوالده ـ ومن قبله رئيس الوزراء السابق تاكيو فوكودا أن قادها، وهي التي خرج منها لاحقاً رئيس الوزراء المنتهية ولايته جونتشيرو كويزومي ـ وهي تعد إحدى الكتلتين الأكبر داخل الحزب مع الكتلة التي سبق ان قادها من رؤساء الوزارات الأقوياء كل من كاكوي تاناكا ونابورو تاكيشيتا وريوتارو هاشيموتو.