«النانوتكنولوجي» لغة المستقبل في الولايات المتحدة

جسيمات قابلة للدخول إلى الخلايا البشرية وتثير ردود فعل في التربة وتتدخل في العمليات البيولوجية

TT

تعتبر الولايات المتحدة في طليعة البلدان المتقدمة في حقل النانوتكنولوجي، الذي يعد علما جديدا بدأ يزدهر في جعل الأجهزة الكبيرة صغيرة بشكل كبير، لكنها لا تعطي اهتماما كافيا للمخاطر البيئية والصحية وسلامة الحياة التي بدأت تفرزها المنتجات ذات الأحجام الصغيرة، حسبما قال تقرير نشره «مجلس البحوث الوطني» المستقل أول من أمس.

وحذر التقرير من أنه إذا لم يتم ملء الفراغات القائمة ضمن المعرفة المتعلقة بسلامة النانوتكنولوجي، فإن كل الحقل يمكنه أن يتبخر نتيجة لعدم ثقة الجمهور به.

وجاء في التقرير أن «هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن لجسيمات النانو المعالجة هندسيا، تأثيرات على صحة الحيوانات المختبرية. إنه من باب الاحتراس تبني بعض الإجراءات الاحترازية لحماية سلامة وصحة العاملين والجمهور والبيئة».

وتم إعداد التقرير المتكون من 176 صفحة تحت اسم «قضية الحجم» تحت رعاية «ناشونال اكاديميز»، وهي هيئة تقدم الاستشارة للكونغرس في ما يخص القضايا العلمية. وركزت على «المبادرة الوطنية للنانوتكنولوجي» والتي تنسق وتضع الأسبقيات الخاصة بالبحث في مجال النانوتكنولوجي.

وتبلغ مقاييس المواد المستخدمة في هذه الصناعة أصغر من 1 بالمليون متر. وفي هذا القياس تبدأ حتى المواد التقليدية تتصرف بطريقة غير تقليدية. وبعض المواد التي لا تدير الكهرباء في حجومها الطبيعية تصبح محركة للكهرباء بشكل ممتاز، حينما تصغر حجومها كثيرا. لكن جسيمات النانو «التي هي أصغر بكثير عما هي عليه في الوضع العادي» قابلة للدخول إلى الخلايا البشرية وتثير ردود فعل كيميائية في التربة، وتتدخل في العمليات البيولوجية والبيئية.

ويستنتج التقرير أن جهود البحث الأميركية حيوية وأقوى مما هو موجود في العالم، على الرغم من أن بلدانا قليلة أخرى قريبة من اللحاق بالولايات المتحدة. ومن بين أكثر الاحتياجات غير الملباة حتى الآن، هو وجود تعاون أقوى مع مؤسسات التعليم والعمل لدعم هذا القطاع بالمهارات التي هو في حاجة إليها من علماء وتقنيين، حسبما جاء في التقرير.

ويعبر التقرير عن قلقه حول غياب التركيز على مستوى فيدرالي على للصحة والسلامة بما يتعلق بالنانوتكنولوجي. وفي جلسة الاستماع التي نظمتها لجنة العلوم التابعة لمجلس النواب، انتقد الجمهوريون والديمقراطيون معا، إدارة بوش على عدم امتلاكها لخطة لمعرفة أكثر للمخاطر الناجمة عن النانوتكنولوجي.

واتهم رئيس اللجنة شيروود بوهلرت إدارة بوش، بالتقاعس عن إيجاد حل «في وقت أصبح امتلاك حس طارئ بهذه المشكلة مطلوبا».

ومضى بارت غوردون كبير الديمقراطيين في اللجنة خطوة أبعد حينما وصف التقرير المختصر الذي قدمته إدارة بوش بأنه «عمل شديد الطفولية» وقال اندرو ماينارد كبير العلماء المستشارين لـ«مشروع النانوتكنولوجي الصاعد» إن الحكومة تنفق حوالي 11 مليون دولار في السنة على موضوع احتمالات الأذى التي تتسبب فيها النانوتكنولوجيا، بينما طالبت المنظمات البيئة والصناعية مبلغا لا يقل عن 50 مليونا إلى 100 مليون دولار في السنة.

وهناك حاليا ما يقرب من 300 من المنتجات الاستهلاكية موجودة ضمن مقاييس النانوتكنولوجي، حسبما قال ماينارد، وهذا يشمل اطعمة والكثير من مواد التجميل مع غياب أي وثيقة تبين إجراء جهود تتعلق بالسلامة. ومن المتوقع أن تبلغ قيمة الصناعة النانوتكنولوجية 2 تريليون دولار مع حلول عام 2014.

وكان نوريس الدرسون المفوض للقضايا العلمية في «إدارة الغذاء والدواء»، قد كلف بإعداد تقرير الإدارة الأميركية للكونغرس، وقال إن الهدف من وثيقته هو أن تكون «خطوة أولى».

وحينما سأله بوهلرت إن كان قد فهم أن ما هو متوقع منه ومن فريقه أكثر بكثير مما قدمه، أجاب قائلا «إن رسالتنا عالية وواضحة».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)