طرد صدام من قاعة المحكمة للمرة الثالثة

وصف المحكمة بـ«البائسة».. والقاضي رفع الجلسات إلى 9 أكتوبر

TT

للمرة الثالثة على التوالي، طرد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أمس من قاعة المحكمة خلال محاكمته بتهمة ارتكاب أعمال إبادة جماعية بعد مشاحنة مع القاضي.

وسادت حالة من الفوضى قاعة المحكمة عندما حاول صدام التعليق أمام القاضي محمد العريبي على مداخلة للمدعي العام منقذ الفتلاوي، والذي كان ينتقد استعمال فريق الدفاع تعبير المتمردين في وصف المقاتلين الاكراد (البيشمركة). وسرعان ما منع القاضي صدام من الاسترسال في الحديث، طالبا منه الجلوس. ورد صدام مخاطبا القاضي «لكنك سمحت للمدعي العام ان يعلق على كلام قاله المتهم... هل هذه العدالة التي تطالب بها... بئس العدالة».وكان صدام قد احتج في جلسة سابقة للمحكمة من استخدام لفظ البيشمركة في الاشارة الى المقاتلين الاكراد الذين كانوا يعارضون حكمه. وطلب صدام آنذاك من فريق دفاعه ومن المحكمة استخدام تعبير المتمردين. وتعني كلمة البيشمركة في اللغة الكردية الفدائي او المضحي بالنفس.

ورد القاضي مخاطبا صدام «ألفت نظرك الى عدم استعمال الألفاظ النابية... أنت متهم... يجب أن تحترم المحكمة».

بعدها قال القاضي بعد ان احتدم النقاش داخل القاعة «قررت المحكمة إبعاد المتهم صدام حسين من قاعة المحكمة». وعندها احتج مساعدو صدام الستة المتهمون في قضية الإبادة الجماعية في حملة الأنفال، والموجودون داخل القاعة، على تصرف القاضي، وأمكن سماع المتهمين وسط حالة الفوضى وهم يرددون «كلنا نريد الخروج».

وأشارت وكالة رويترز الى ان القاضي رفض طلب المتهمين بالخروج وأمرهم بالجلوس، لكن المتهمين رفضوا الانصياع لقرار القاضي مصرين على الخروج من قاعة المحكمة. ووسط الفوضى العارمة قال القاضي مخاطبا المتهمين الذين كانوا واقفين «لا أعرف كيف أتعامل معكم، طلبت منكم الالتزام بآداب المحكمة».

ورد سلطان هاشم وزير الدفاع السابق، وهو أحد المتهمين، مخاطبا القاضي «أنت من لا يلتزم بآداب المحكمة». وبعد ملاسنة أخرى جرت بين القاضي وبين هاشم قرر القاضي طرد وزير الدفاع السابق من قاعة المحكمة. ولم يتمكن القاضي من السيطرة على سير الجلسة وأعلن بعدها «رفع الجلسة لمدة ساعة للاستراحة».وكان القاضي قد أمر بطرد صدام في الجلستين الماضيتين بعد مشاحنة بين الطرفين كان صدام يعترض في الأولى على استبعاد القاضي السابق للمحكمة عبد الله العامري بسبب قوله لصدام «لم تكن دكتاتورا». ويمكن أن يواجه صدام والمتهمون الستة حكما بالإعدام شنقا فيما يتعلق بمقتل ما يقدر بنحو 180 ألف قروي كردي في حملة الانفال عام 1988 من بينهم آلاف قتلوا بالغاز السام.

واستهل القاضي الذي يحاكم الرئيس العراقي المخلوع بتهم ارتكاب إبادة جماعية جلسة امس، بتوجيه محاضرة صارمة لصدام، طلب منه خلالها أن يضبط سلوكه وإلا طرد من قاعة المحكمة.وقال القاضي لصدام إنه متهم داخل المحكمة، وان له حقوقا وعليه واجبات، وان بإمكانه الدفاع عن نفسه واستجواب الشهود، وانه مستعد للسماح له بذلك. واستطرد أن هذه محكمة وليست منبرا سياسيا. وحذر القاضي الرئيس المخلوع من أن ابداءه عدم الاحترام للمحكمة يضر بقضيته.

وبعد انصاته لتوبيخ القاضي، أخرج صدام ورقة وسمح له القاضي بالبدء في قراءة بيان منها. لكن القاضي أغلق مكبرات الصوت، وهو ما منع صدام من ايصال صوته الى المنطقة المخصصة للصحافيين.

وأدلى سبعة من شهود الإثبات بإفاداتهم خلال الجلسة، وهي الثانية عشرة منذ بداية المحاكمة في القضية. وقد بدأت أولى جلسات المحاكمة أمام المحكمة الجنائية العليا في 21 أغسطس (آب) الماضي. ويواجه صدام وابن عمه علي حسن المجيد المعروف باسم «علي كيمياوي» تهما بالإبادة الجماعية. ويواجه المتهمون الخمسة الآخرون تهما بالقتل الجماعي وبارتكاب جرائم ضد الانسانية. وانسحب فريق الدفاع بالكامل الأسبوع الماضي بعد إقالة العامري، غير أن المحكمة عينت محامين آخرين محل فريق الدفاع السابق.