حوار مباشر بين المغرب وجبهة البوليساريو حول مشروع «حكم ذاتي» في الصحراء

ولد الرشيد: الأميركيون يؤيدون موقفنا.. وأتطلع إلى اللقاء مع الرئيس بوتفليقة

TT

كشف مسؤول مغربي بارز النقاب عن حوار مباشر يجري حالياً مع جبهة البوليساريو بشأن مشروع «حكم ذاتي» موسع في الصحراء الغربية اقترحه العاهل المغربي الملك محمد السادس في وقت سابق.

وقال خلي هنا ولد الرشيد رئيس المجلس الاستشاري الصحراوي (هيئة شبه رسمية) إنه يتطلع كذلك الى اللقاء مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لحث الجزائر على المساعدة في تطبيق مشروع الحكم الذاتي.

وقال ولد الرشيد، الذي كان يتحدث خلال لقاء خاص مع الجالية المغربية في واشنطن الليلة قبل الماضية حضرته «الشرق الاوسط» إن ثلاثة اتجاهات تبلورت داخل جبهة البوليساريو تجاه مشروع «الحكم الذاتي»، الاتجاه الاول يرفض المشروع ويضم قيادة البوليساريو وبعض القيادات الوسيطة واسماهم «المستفيدون من النزاع» وقدر عددهم بحوالي الف شخص، الاتجاه الثاني الذي يعتقد ان المغرب غير صادق في طرحه للمشروع ومرد تشكك هؤلاء تراكمات ومعالجات الماضي، أما الاتجاه الثالث فهو يؤيد اقتراح الحكم الذاتي.

وقال ولد الرشيد، وهو من أبرز القيادات الصحراوية، انه يتحاور يومياً عبر اتصالات هاتفية مع الصحراويين في مخيمات تندوف (شرق الجزائر) لاقناعهم بجدية الطرح المغربي، وعندما سئل هل ذلك يشمل البوليساريو أجاب «نعم... نجري اتصالات مباشرة وغير مباشرة».

وانتقد ولد الرشيد بكيفية غير مباشرة المعالجات السابقة للنزاع، وقال إن الصحراويين تعرضوا للتهميش في الماضي وابعدوا عن مواقع القرار، وان المجلس الاستشاري الصحراوي الذي عينه العاهل المغربي في مارس (آذار) الماضي ويضم 141 من قيادات القبائل والمجتمع المدني والسياسي في الصحراء، طلب منه انجاز ثلاثة أهداف هي طي صفحة الماضي وتثبيت الحق المغربي في الصحراء، ثم اقتراح «شكل الحكم الذاتي» الذي يرغب فيه الصحراويون، وأوضح ان هذه هي المرة الاولى التي يطلب فيها من الصحراويين ايجاد تصور لما سيكون عليه مستقبل المنطقة في إطار السيادة المغربية.

وقال ولد الرشيد إنه يحاول اقناع البوليساريو بجدية الطرح المغربي، وانه ينطلق من افتراض اساسي مؤداه الى متى يبقى صحراويون في تندوف لاجئون في الخيام حيث ظلوا هناك منذ عام 1976. وقال ولد الرشيد، الذي يبدو انه خول صلاحيات واسعة من طرف العاهل المغربي لايجاد مخرج للمأزق الذي عرفته قضية الصحراء، إن مشروع الاستفتاء اصبح غير قابل للتطبيق «سياسياً واجتماعياً وقبلياً» وان قيام دولة الصحراء لم يعد مقبولاً على الاطلاق.

وسئل ولد الرشيد حول موقف الجزائر من مشروع الحكم الذاتي فقال إن الجزائريين يلتزمون الصمت حتى الآن، وموقفهم الرسمي مفاده إن نزاع الصحراء بين المغرب والصحراويين، وقال إنه يتقبل هذه الرؤية لكن على اساس ان تسهل الجزائر الحوار بين الجانبين حول مشروع الحكم الذاتي ومساعدتهما التوصل الى حل.

واشار الى إنه خلافاً لما يروج فإن الصحراويين يؤيدون الوحدة الترابية للمغرب لكنهم كانوا مبعدين عن مراكز القرار والدفاع عن القضية.

يذكر ان ولد الرشيد نفسه، الذي كانت ترشحه اسبانيا قبل انسحابها من الصحراء عام 1975 لمنصب «رئيس جمهورية الصحراء» نأى بنفسه خلال السنوات الاخيرة من عهد الملك الراحل الحسن الثاني، عن أية مشاركة سياسية ذات بال، وابتعد عن الرباط. ويقول ولد الرشيد إن ملك المغرب جاد الآن لايجاد حل لنزاع الصحراء، وانه يرغب في طي هذا الملف كما فعل مع ملفات الانتهاكات التي عرفها المغرب في مجال حقوق الانسان وانصاف المرأة وتنظيم انتخابات نزيهة لا تشوهها التلاعبات من طرف السلطات.

وبشأن زيارته الى واشنطن رفقة وفد من المجلس الاستشاري قال ولد الرشيد الذي التقي مسؤولين في البيت الابيض واعضاء في الكونغريس من الحزبين، إنه وجد تفهماً من طرف الاميركيين، مؤكداً «الاميركيون يؤيدونا» ولم يشأ الدخول في التفاصيل.