السنيورة يدعو لوقف النزاعات الداخلية وعدم تحويل لبنان ساحة للصراعات الخارجية

TT

دعا رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الى وقف النزاع الداخلي، واشتراك الجميع في عملية بناء ما دمرته اسرائيل، مشددا على «عدم تحويل لبنان ساحة للصراعات الخارجية وتصفية الحسابات».

ورأى السنيورة في كلمة ألقاها في حفل افطار اقامه غروب يوم امس في السراي الحكومي للمرجعيات الدينية والسياسية، وحضرها رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون «ان الصمود الاسطوري للبنان خلال الحرب الأخيرة فرض ويفرض على جميع اللبنانيين تكاليف ومسؤوليات، بقدر الصمود في وجه العدوان».

وقال: «ان ما يجمع اللبنانيين اكثر بكثير مما يفرقهم، فنحن مجمعون على العيش المشترك والانتماء العربي، وبناء الدولة التي تجمع ولا تفرق، تحمي ولا تخون، وهذا يتمثل بدستور الطائف الذي علينا السير لاستكامل تطبيقه»، مشددا على «ان الدولة القادرة التي نعمل على بنائها سيكون من مسؤولياتها حماية جميع اللبنانيين بمفردها وصون الكرامة والسيادة الوطنية»، واعتبر «ان لا شروط على الدولة ولا على مؤسساتها، صحيح ان ثمة اختلاف بين الافرقاء السياسيين، لكن المشاركة الفعلية تكون بالعودة الى الطائف». وأضاف السنيورة «علينا اعادة اعمار وبناء الاقتصاد اللبناني ومشاركة الجميع في بناء دولتهم، وعدم تعريض الوطن لتجارب اضافية، والمخاطر على الوطن لا تأتي من الخارج فقط، بل ايضا من الانقسام الداخلي، ونحن سنعمل على اعمار منازل المواطنين التي دمرت وبناء البنى التحتية والاقتصاد الوطني للوصول الى وطن لا يأمن فيه ابناؤه فحسب، بل يتعلمون وبكبرون ولا يتعرضون فيها الى تجارب اضافية».

من جهة اخرى يبقى السجال في لبنان مستمرا حول الحكومة الحالية وأدائها خلال وبعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان وبعدها بين من يعتبر أنه كان دون مستوى تضحيات اللبنانيين وصمود المقاومين وعدم المبادرة حتى الآن لمعالجة ما خلفته هذه الحرب من دمار، وبالتالي ضرورة تغييرها للإتيان بحكومة وحدة وطنية لمواجهة التحديات، وبين فريق يتمسك بحكومة فؤاد السنيورة، رافضا أي تغيير أو تعديل حكومي. وفيما اعتبر الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي «ان ما نشهده حاليا من نهج غير مسبوق في الأداء السياسي زعزع ثقة المواطن اللبناني بدولته ومسؤوليه»، رد عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا على منتقدي المطالبين بتغيير الحكومة قائلا «ان هذه الحكومة ليست حكومة استقلالية بل هي حكومة مستقلة عن الشعب اللبناني ومستقيلة من معالجة كل الأزمات التي يعانيها».

وقال ميقاتي، أمام زواره في طرابلس أمس «ان ما نشهده حاليا من نهج غير مسبوق في الأداء السياسي زعزع ثقة المواطن اللبناني بدولته ومسؤوليه، وترك انطباعات سلبية جدا على صورة لبنان في الخارج، في حين ان المطلوب اعطاء الاولوية المطلقة لمصلحة الوطن والمواطن بعيدا عن الأنانيات والانفعالات الشخصية». وأضاف «بات ملحا علينا جميعا، مسؤولين وسياسيين، ان نقف وقفة ضمير لتقويم مجمل أدائنا السياسي منذ الاستقلال حتى اليوم، ولكي نطرح السؤال الأساسي: هل ان ما قمنا به يصب في خانة الايجابيات ام السلبيات لوطننا؟ وهل اننا استحققنا فعلا نعمة الانتماء الى بلد فريد ومميز بكل معنى الكلمة؟».