عباس: لا تقدم في مفاوضات حكومة الوحدة

«حماس» تؤكد وجود أزمة وخلاف حول المبادرة العربية

TT

نفى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس في الدوحة تحقيق اي «تقدم» في المفاوضات مع حركة «حماس» لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال عباس ردا على أسئلة الصحافيين حول نتائج المفاوضات في غزة بين حركتي «فتح» و«حماس» لتشكيل حكومة وحدة وطنية «لا نستطيع القول إن هناك تقدما في إي اتجاه».

واختتم عباس امس زيارة رسمية لقطر. وحول لقاء محتمل له مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت صرح «قلنا انه لا شروط مسبقة لهذا اللقاء، ولكن لا بد من التحضير الجيد له، قرب الموعد او بعده يتوقف على التحضيرات التي ذكرتها لأننا نريد لقاء مدروسا وليس لقاء علاقات عامة». ونفى الرئيس الفلسطيني ضمنا المعلومات الصحافية التي تحدثت عن مساع قطرية لتسهيل عقد اجتماع في الدوحة بينه وبين رئيس المكتب السياسي في حركة «حماس» خالد مشعل.

وقال «أنا ألتقي مع رئيس وأركان الحكومة» القطرية، نافيا ايضا معلومات اخرى حول مبادرة قطرية لـ«تليين موقف حماس».

وأكد عباس ان «العرب جميعا وبينهم قطر حريصون على سماع كل التفاصيل، وقد حدثتهم بشفافية عالية، ونحن لا نطلب تدخلا أو أي شيء». ووصل الرئيس الفلسطيني مساء الأربعاء إلى الدوحة حيث اجتمع بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وقالت الرئاسة الفلسطينية إن عباس أطلع أمير قطر على الجهود المتواصلة لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وتعثرت المفاوضات بين «فتح» و«حماس» بسبب رفض الأخيرة الاعتراف بإسرائيل والاتفاقات الموقعة سابقا بين الدولة العبرية والفلسطينيين، الأمر الذي يطالب به المجتمع الدولي لرفع الحصار عن الحكومة الفلسطينية.

وصرح ماهر مقداد المتحدث باسم «فتح» أول من أمس أن «الحديث عن حكومة وحدة وطنية أصبح غير جدي الآن»، مضيفا «ان المشاورات بين فتوح و«حماس» في غزة «لم تنجح في التوصل الى قواسم مشتركة».

من جانب آخر ذكرت مصادر إعلامية فلسطينية أمس أن مبعوث الرئيس الخاص روحي فتوح غادر مدينة غزة إلى رام الله، في أعقاب فشل مشاوراته مع قادة حركة «حماس» للتوصل لاتفاق أو قواسم مشتركة بشأن البرنامج السياسي لحكومة الوحدة الوطنية.

وقال ماهر مقداد، الناطق الإعلامي باسم حركة «فتح»:«إن مغادرة فتوح جاءت بعد تراجع «حماس» عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في السابق بين الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة إسماعيل هنية، معتبراً في الوقت ذاته أن هذا الفشل أعاد الجهود الخاصة بحكومة الوحدة إلى المربع الأول وجعل الحديث عن حكومة الوحدة أمر غير جدي».

فيما أكد قيادي في حركة «حماس» أمس وجود أزمة في ما يتعلق بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، مؤكدا أن الخلاف الخاص بموضوع المبادرة العربية للسلام بحاجة الى مزيد من المشاورات للتوصل إلى اتفاق. وأقر خليل الحية رئيس وفد «حماس» للمشاورات مع روحي فتوح، المبعوث الخاص للرئيس الفلسطيني، لوكالة الصحافة الفرنسية باستمرار وجود «أزمة داخلية (حول تشكيل حكومة الوحدة) ولكن بالحوار يمكن ان يتم تجاوزها».

وأضاف ان «حماس»: «أبلغت روحي فتوح التزامها بحكومة الوحدة الوطنية ومحددات البرنامج السياسي المتفق عليها بين الرئيس (محمود عباس) ابو مازن ورئيس الوزراء إسماعيل هنية باستثناء الخلاف حول المبادر العربية».

وشدد الحية، وهو رئيس كتلة حركة «حماس» في المجلس التشريعي، على «الحاجة الى مزيد من المشاورات والبحث لإنهاء الخلاف»، رافضا تصريحات المتحدث باسم «فتح» حول فشل المشاورات بين «حماس» وفتوح.

وكان محمود عباس قد أكد بعد مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك السبت الماضي في القاهرة أن الحوار مع «حماس» حول حكومة الوحدة الوطنية «عاد الى نقطة الصفر».

وأعرب عن أسفه لحصول «تراجعات» من قبل حركة «حماس»، خصوصا في ما يتعلق بموافقتها على مبادرة السلام العربية التي تدعو الى انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي العربية المحتلة.

وتعثرت جهود تشكيل حكومة وحدة وطنية بعدما طلبت «حماس» تعديل فقرة في الاتفاق الذي تم التوصل اليه حول برنامجها تتضمن موافقة على مبادرة السلام العربية.

وعلى خلفية الخلاف، تظاهر الآلاف من عناصر وأنصار «حماس» أمس في مخيم جباليا لدعم الحكومة الفلسطينية التي تقودها «حماس» كما افاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

وانطلقت عدة مسيرات من المساجد في شمال قطاع غزة وجابت الشوارع الرئيسية وأزقة مخيم جباليا قبل ان تتمركز في ساحة «الشهداء» وسط المخيم.

وقال مشير المصري المتحدث باسم حركة «حماس» وأمين سر المجلس التشريعي «إن هدف هذه المظاهرة الحاشدة والغاضبة هو رفض الحصار الظالم على شعبنا وعلى الحكومة ورفض محاولات الانقلاب الداخلية وتأكيد على أننا لن نعترف بشرعية الاحتلال».

وأضاف المصري «هناك تيار يسعى الى محاولات الانقلاب لأهداف فئوية»، في اشارة ضمنية الى حركة «فتح»، وتابع «لن نكترث بهذه الأصوات النشاز».

ورفح المتظاهرون رايات «حماس» الخضراء ولافتات كتب على بعضها «لا للتنازل عن الحقوق الثابتة» و«كلنا فداك يا حكومتنا الرشيدة»، وكتب على لافتة أخرى «فليسقط كل المتآمرين على حكومتنا وعلى حركتنا». وحمل بعض المشاركين صورا لإسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني والقيادي البارز في «حماس» وكتب عليها «كلنا فداك يا أبا العبد ».

وردد المتظاهرون في هذه التظاهرة التي نظمتها «حماس» وبينهم اكثر من ألف امرأة هتافات تؤيد الحكومة وتهاجم «المتآمرين» على «حماس».