مائة ألف مصل في الجمعة الأولى من رمضان في الأقصى

إحصائية: 3733 قتيلا فلسطينيا منذ بدء الانتفاضة مقابل1001 قتيل إسرائيلي

TT

أشارت إحصائيات نشرتها أمس منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية، الى أنه منذ بدء الانتفاضة قبل ست سنوات، قتل في الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني 4734 شخصا، 3733 منهم فلسطينيون و1001 إسرائيليون. وأن 1812 من الشهداء الفلسطينيين يعتبرون مدنيين، لم يشاركوا في أية نشاطات مسلحة وبينهم 767 طفلا. فيما بلغ عدد المدنيين الإسرائيليين 697 شخصا بينهم 119 طفلا، وعدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا بأيدي الفلسطينيين بلغ 314 جنديا. وقالت «بتسيلم»، وهي مركز معلومات إسرائيلي يختص في رصد حقوق الإنسان الفلسطيني، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اغتالت 208 ناشطين فلسطينيين في التنظيمات المسلحة، وان المستوطنين اليهود المستعمرين في المناطق الفلسطينية قتلوا 41 مدنيا فلسطينيا، بينما قتلت قوات الشرطة الإسرائيلية 60 فلسطينيا داخل إسرائيل.

وناشدت المنظمة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بإبقاء المدنيين خارج الصراع، باعتبار أن قتل المدنيين هو جريمة حرب، كما ناشدت الحكومة الإسرائيلية الكف عن الممارسات الإجرامية والعقوبات الجماعية. وضربت مثلا على ذلك في قيام الطائرات الإسرائيلية بقصف محطة توليد الكهرباء في غزة قبل أربعة اشهر، وقالت: إن هذه جريمة حرب بكل المقاييس، والفلسطينيون لم يتمكنوا بعد من تصليح الدمار، وطالبت الحكومة الإسرائيلية بإرسال خبرائها للمساعدة على إعادة نور الكهرباء إلى غزة فورا، حيث أن الدمار الذي أحدثته يشوش على حياة الفلسطينيين ويتسبب في مآس اجتماعية. وكانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي لفني، قد أطلقت تصريحات، أمس، يستدل منها على انها تشعر بضرورة إحداث انعطاف في السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين وتجاه كل جوانب الصراع. وقالت في لقاء مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نشر أمس، إن على إسرائيل التصرف بنوع من المسؤولية والحكمة وإيجاد صيغة للتحالف مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ومع القادة العرب المعتدلين في مصر والأردن ودول الخليج والمغرب العربي، من أجل تسوية الصراع ومواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة من طرف المتطرفين، مثل إيران وحلفائها. ودعت رئيس الحكومة ووزير الدفاع في إسرائيل إلى التحرك فورا لإزالة النقاط الاستيطانية غير الشرعية (102 نقطة استيطان جديدة أقامها المستوطنون اليهود على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية من دون قرار حكومي). وقالت إن هذا الموضوع يلحق الضرر بإسرائيل في الخارج ويمس سلطة القانون في إسرائيل نفسها. من جهة ثانية، وعلى الرغم من إجراءات المنع الإسرائيلية الصارمة، تمكن نحو100 ألف مصل فلسطيني من المشاركة، أمس، في صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى. وكان أغلب المصلين من أهل القدس الشرقية ومن مواطني إسرائيل (فلسطينيي 48)، وعدد قليل من أهل الضفة الغربية الذين استطاعوا تخطي الحواجز العسكرية أو ممن تجاوزت أعمارهم 45 عاما، وسمحت لهم القوات الإسرائيلية بدخول القدس عبر معابر محددة.

وتجمع معظم المصلين في المسجد الأقصى المبارك في المسجد القبلي الكبير والمسجد الأقصى القديم والمصلى المرواني، وفي أروقة المسجد المسقفة، وتحت أشجار الزيتون والسرو المنتشرة في أنحاء المسجد الاقصى، وذلك بسبب حرارة الشمس العالية، فيما اضطر آلاف المصلين من الصلاة تحت وهج الشمس المحرقة، أما النساء فأدّين الصلاة في مسجد قبة الصخرة والأروقة الغربية للمسجد الأقصى. وكانت مدينة القدس ومحيط المسجد الأقصى قد شهدا وجودا عسكريا إسرائيليا مكثفا، حيث تجمع آلاف العناصر من الشرطة والقوات الخاصة على مداخل مدينة القدس وعلى مداخل البلدة القديمة في القدس، وفي جميع أزقتها وعلى أبواب المسجد الأقصى المبارك، فيما فرضت حصارا محكما على الضفة الغربية، ومنعت أهل الضفة الغربية من الوصول الى المسجد الأقصى المبارك. ولم تسمح القوات الإسرائيلية إلا لمن تجاوز سنه 45 عاما وأحيانا لمن تجاوزت أعمارهم 50 عاما، من تجاوز المعابر الموصلة الى القدس، وذلك على عكس ما نشرت الشرطة الإسرائيلية أنها ستسهل وصول المصلين إلى المسجد الأقصى.