مستوطنون يهود يخطفون طفلة فلسطينية من طولكرم

TT

دخل مجموعة من المستوطنين اليهود المسلحين إلى مدينة طولكرم الفلسطينية، واقتحموا بيتا فيها، وخطفوا طفلة في السادسة من العمر وعادوا إلى إسرائيل، وقالوا إن الطفلة سلمت إلى والدتها اليهودية لتعيش معها. فيما لجأ والد الطفلة الفلسطيني إلى القضاء، مطالبا بإعادتها إلى حضانته. وقد وقع الحادث في الليلة قبل الماضية، لكن جذوره تعود إلى «حرب» تخوضها منظمة يهودية متعصبة، تدعى «يد لأحيم» (يد للأخوة)، ومهمتها إعادة النساء اليهوديات المتزوجات من عرب هنّ وأولادهن، باعتبار أن كل طفل يولد لأم يهودية، هو يهودي صرف، ولا يجوز إبقاؤه لدى والده غير اليهودي. وقد تدخلت هذه المنظمة لدى الأم اليهودية، التي كانت متزوجة من مواطن فلسطيني في طولكرم عمره 38 عاما، وتبين انه متزوج من امرأة فلسطينية قبلها، وله منها أربعة أولاد. في البداية عاشت معه في إسرائيل، ولكن سلطات الأمن الإسرائيلية، بدأت تلاحق الفلسطينيين المتواجدين في إسرائيل، فاضطرا إلى الانتقال إلى طولكرم. فتدخلت المنظمة اليهودية المذكورة، وراحت تمارس الضغط عليها للطلاق، وفي النهاية اتفقت مع زوجها على مغادرة طولكرم، والاستقرار في مدينة باقة الغربية، وهي مدينة عربية داخل إسرائيل. ولكن بعد سنة ونصف السنة دب الخلاف بين الزوجين، وتوصلا إلى الطلاق. فقامت المنظمة اليهودية بترتيب عملية الخطف، وفق خطة بوليسية متكاملة. ويعتقد والد الطفلة أن الجيش الإسرائيلي، ساعد في تنفيذ عملية الخطف، إذ لا يمكن أن تتم عملية كهذه من دون تسهيلات. فقد اهتدوا أولا إلى هاتف البيت. ثم قدموا أنفسهم على أنهم تنظيم سلام إسرائيلي، يساعد العائلات الفلسطينية المحتاجة وأن طبيبا ينوي زيارتهم للاطلاع على أحوالهم فأعطوه عنوان البيت الدقيق. وجاءوا بسيارة مدنية من إسرائيل، مما يعني انهم اجتازوا أكثر من حاجز عسكري. ودخلوا إلى قلب مدينة طولكرم وهم مسلحون، واقتحموا البيت وأشهروا الأسلحة وخطفوا الطفلة، وغادروا من دون أن يعترض طريقهم أحد. وقد خطفوا معهم والد الطفلة أيضا، بعد أن قيدوا يديه بالأغلال. ثم قذفوه في كرم زيتون بعد أن فكوا يديه وأعطوه مبلغا من المال يعينه على العودة إلى البيت (13 دولارا). لكنه توجه إلى مركز الشرطة لتقديم شكوى.