الشرطة الكندية تعتذر من كندي سوري الأصل اتهمته بالإرهاب

TT

قدم رئيس الشرطة الملكية الكندية أول من أمس، اعتذارا الى المواطن المواطن الكندي السوري الأصل ماهر عرار الذي سلمته الولايات المتحدة الى سورية حيث اعتقل وعذب، اثر تسريب معلومات خاطئة من الشرطة الكندية الى الأميركيين.

وتوجه جوليانو زاكاردلي إلى ماهر عرار، قائلا خلال تقديم شهادته حول القضية امام لجنة برلمانية، «اود ان أقول لك ولزوجتك علنا، انني آسف بصدق بسبب الدور الذي لعبته الشرطة الملكية في الظلم الرهيب، الذي تعرضتم له والعذابات التي عانيتم منها انت وعائلتك».

وأضاف «يبدو اننا أوصلنا معلومات غير دقيقة الى الأميركيين، بيد انه عندما كان عرار في نيويورك، عدنا وأبلغنا الأميركيين ان المعلومات غير دقيقة، وحاولنا تصحيحها». وكان هذا اول تصريح علني لرئيس الشرطة حول هذه القضية. ونشر تحقيق الاسبوع الماضي توصل في خلاصاته الى ان الشرطة الكندية، نقلت الى السلطات الاميركية معلومات غير دقيقة تصف عرار بأنه «متطرف اسلامي يشتبه بأنه يقيم علاقات مع القاعدة». وقال زكارديلي أكد أن لا نية لديه بالاستقالة، بسبب ما جرى على الرغم من المطالبة له بالاستقالة. لكن اعتذاره إلى عرار كان واضحا وصريحا: «أود أن أستغل هذه الفرصة، لأعرب علنا لك ولزوجتك وأولادك عن أسفي الحقيقي، لكل ما اتخذته الشرطة من اجراءات قد تكون ساهمت في الظلم الرهيب الذي اختبرته والألم الذي تحملته وعائلتك». كما قال إنه يقبل بالكامل التوصيات الـ23 التي رفعها تقرير في قضية عرار. وقد كشف تحقيق علني بأن عرار اختلط اسمه في بحث عن مشتبه بأنهم إرهابيون بعد هجمات سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة. وينتقد التقرير بشدة الشرطة لنشرها معلومات خاطئة عن عرار، وهو مواطن كندي من اصل سوري. كما يفيد التقرير بأن المزاعم التي ربطت بين عرار وتنظيم «القاعدة» ساهمت في ترحيله من جانب السلطات الأميركية إلى سورية عام 2002. وقد تم سجنه لعام في سورية وتعرض للتعذيب حسب قوله قبل أن يتمكن المسؤولون الكنديون من التوصل إلى اطلاق سراحه.

ورأى القاضي دنيس اوكونور ان هذه المعلومات ساهمت «منطقيا» بالقرار الأميركي لطرد عرار من اراضي الولايات المتحدة، حيث كان موجودا، الى سورية، رغم ان المسؤولين الكنديين لم يشاركوا مباشرة في قرار الطرد.

وقال القاضي الكندي «الحقيقة الرهيبة انه في اطار الملاحقات القضائية التي تستهدف اولئك الذين يرغبون في تدمير طريقة عيشنا، يلحق الأذى بأبرياء في إطار البحث عن الذين يمكن أن يهاجمونا. هذا ما حصل في هذه الحالة».

وفي ستمبر 2002 اعتقلت السلطات الاميركية ماهر عرار وهو مهندس كندي من اصل سوري، 36 عاما، حين كان في توقف في نيويورك عائدا من رحلة الى تونس. وبعد 11 يوما من التوقيف رحلت السلطات الاميركية عرار الى سورية، حيث اعتقل وعذب على مدى حوالى سنة، قبل ان يتمكن من العودة الى كندا. وطلب عرار من رئيس الوزراء الكندي اعتذارا علنيا، بيد أن الأخير لم يلب طلبه.