ضباط بريطانيون رفيعون يطالبون بالرحيل من العراق

جاك سترو: الوضع في العراق «ينذر بكارثة»

TT

قالت مصادر بريطانية امس ان عددا من الضباط البريطانيين رفيعي المستوى يمارسون ضغوطا على الحكومة البريطانية لسحب جنودها من العراق بهدف نشرهم في افغانستان، وفق ما افادت صحيفة «الغارديان» امس.

وأضافت الصحيفة ان هؤلاء الضباط يريدون ان تركز بريطانيا نشاطها على ما يعتبرونه معركة مهمة ويمكن كسبها في افغانستان. وقال احد المسؤولين الرفيعين المقربين من الوزارة، فضل عدم الكشف عن هويته، ان هناك «فريقا في وزارة الدفاع يضغط بقوة في سبيل إخراج الجنود من العراق بهدف نشر المزيد منهم في افغانستان».

وتابعت الصحيفة «يشعر القادة العسكريون بنفاد صبرهم في مواجهة البطء في بناء الحكومة الوطنية الجديدة والقوات الامنية العراقية». ولفت المصدر الى مذكرة صدرت عن أحد موظفي وزارة الدفاع البريطانية جاء فيها ان «الوحدات البريطانية هي عمليا رهينة في العراق.. ونحن نقاتل (ويمكن ان نقول اننا نخسر او نتراجع) الآن على جبهتين».

وتحاول وزارة الدفاع التقليل من قيمة هذه المذكرة المنسوبة الى ضابط برتبة لفتنانت كولونيل، علما انها تستعيد آراء عدة مصادر عسكرية. وصرح عدد من المقربين من وزارة الدفاع ان النقاش «يدور بين مختلف المجموعات في الوزارة ويشارك فيه رؤساء اركان إضافة الى اعضاء قيادة الأركان الموجودين في نورثوود شمال غربي لندن».

وتتابع الصحيفة ان القادة العسكريين قلقون من «الإحصاءات التي تتحدث عن التراجع الكبير في حجم التأييد الشعبي للحرب في العراق، ومن الانعكاسات حول معنويات الجنود وقدرة الجيش على اجتذاب المتطوعين الى صفوفه». ولم تسمح الظروف حتى الساعة من تمكين القادة العسكريين من تحقيق رغبتهم في تخفيض عدد القوات البريطانية المنتشرة في جنوب العراق. وكانت الوزارة تنوي قبل عام الإبقاء على 3000 جندي فقط في الجنوب، اي اقل من نصف عدد الجنود المنتشرين حاليا. وبحسب الصحيفة، فان «القادة العسكريين اقتنعوا بأن عدد الجنود.. سيبقى على الأرجح حتى الساعة على المستوى الحالي، اقله حتى بداية العام المقبل».

من جهته، أعلن وزير الخارجية البريطاني السابق، جاك سترو، في مقابلة مع التلفزيون البريطاني ان الوضع في العراق «ينذر بكارثة»، وان الحكومة الاميركية ارتكبت «اخطاء عدة» بعد الغزو عام 2003. وقال لمحطة «بي بي سي» التلفزيونية ان «الوضع الحالي ينذر بكارثة». واضاف «اعتقد ان عدة اخطاء ارتكبت بعد العمل العسكري، ومن دون ادنى شك، من قبل الادارة الاميركية. لماذا؟ لانهم (الاميركيون) لم يأخذوا بنصائح وزير (الخارجية السابق كولن) باول». واشار الى ان «وزارة الخارجية بذلت جهودا كبيرة للتأكد من اقامة ادارة مدنية صلبة».

وكان سترو، بعد رئيس الوزراء توني بلير، الوزير البريطاني الاكثر مشاركة في قرار شن الحرب على العراق. وفي مايو (ايار) الماضي، حلت محله مارغريت بيكت على رأس وزارة الخارجية وانتخب رئيسا لمجلس العموم البريطاني. وقد اعتبر ابعاده عن وزارة الخارجية بمثابة إقصاء له. وجاءت تعليقات سترو بعد التصريحات التي ادلى بها بلير خلال المؤتمر السنوي لحزب العمال ودافع فيها عن العلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة، خصوصا حول مسألة الحرب على العراق.