التنظيمات المسلحة تهدد أهم شريان اقتصادي عراقي

«الشرق الأوسط» ترافق قوات التحالف في دوريات الحماية حول ميناء البصرة

TT

منذ الغزو الأميركي للعراق والإطاحة بالنظام العراقي السابق برئاسة صدام حسين، وآبار النفط العراقية تتعرض للتهديد والتخريب من آن لآخر، وغدت هدفا سهلا لتنظيمات مسلحة تبحث عن أية وسيلة لتأزيم الوضع الاقتصادي والسياسي في العراق.

ويشكل ميناء البصرة شريانا رئيسيا ليس لتصدير النفط العراقي فحسب، بل لاقتصاد البلاد بأكمله، باعتبار أن الميناء الذي يقع في جنوب البلاد (شمال الخليج) يصدر أكثر من 85 في المائة من النفط العراقي الذي يبلغ نحو مليوني برميل يوميا. ووسط إبحار أكثر من 100 مركب صيد، تسعى قوات التحالف للحيلولة دون اقتراب أي من هذه المراكب والزوارق باتجاه منطقة الميناء، الذي هو عبارة عن أنبوب نفط يتم من خلاله ضخ النفط للناقلات العملاقة، فيما يكون مصدر الأنبوب في البر العراقي عبر الميناء الرئيسي الذي بدوره يضخ النفط في أنبوب يمر تحت مياه البحر باتجاه الجزء الآخر من الميناء القابع على بعد 12 ميلا من الاراضي العراقية.

«الشرق الأوسط» رافقت قوات التحالف خلال قيامها بمهمتها اليومية عبر دوريات تقوم بها 7 زوارق بحرية مجهزة بكافة التجهيزات التي تساعدها في السيطرة على المنطقة البحرية. ومن أجل تحقيق هذا الهدف عمدت قوات التحالف إلى تكوين منطقة عازلة تصل إلى 2 كيلومتر حول الأنبوب النفطي، ومنعت السفن والزوارق من الاقتراب من هذه المنطقة، فيما تقوم الزوارق خلال دورياتها على مدار الأربع والعشرين ساعة بالتأكد من أن تلك السفن والزوارق لا تتجاوز المنطقة المحظورة، وفي حال قيامها بذلك يتم تحذيرها بمكبرات الصوت باللغات العربية والإنجليزية والفارسية.

وكان هجوم سابق على الميناء قد تسبب في مقتل وإصابة سبعة من المارينز الأميركيين في هجمات متزامنة استهدفت ميناء البصرة في عام 2004، عندما اعترضت قوات التحالف ثلاثة زوارق مفخخة في اللحظة الأخيرة بينما كانت تقترب من مصبين نفطيين في جنوب العراق، وبعد أن اعترض فريق من ثمانية أفراد احد الزوارق المحمله بالمتفجرات، انفجر الزورق عندما هم الجنود بتفتيشه، وبعد 20 دقيقه على الحادث سمع دوي انفجارين لزورقين آخرين في الميناء، وأدى انفجار احد الزوارق الي انقطاع التيار الكهربائي وتوقف شحن النفط الخام من ميناء البصره، وتسبب الحادث أيضا في إخلاء شحن النفط بعد الانفجار الذي أدى الى وقوع أضرار في غرف الفنيين والعمال، في حين انفجر زورق آخر قرب ميناء خور العمية بعد أن اعترضته فرق الحماية.

وتسيطر قوات التحالف حاليا على المنطقة البحرية الواقعة شمال الخليج، للمراقبة والدفاع عن أي محاولات هجومية من قبل التنظيمات المسلحة التي تعتبر ميناء البصرة على وجه الخصوص، هدفا خصبا بالنسبة إليها، إلا أن قوات التحالف، بالإضافة إلى القوات العراقية التي تساهم أيضا في حماية شريانها الاقتصادي المهم.

وبالرغم من المحاولة اليتيمة التي هددت فعليا بتفجير الميناء في عام 2004، إثر محاولة زورقين تابعين لإحدى التنظيمات المسلحة استهداف الأنبوب الرئيسي للميناء، فإن مسؤولي قوات التحالف لا يعتقدون أن هذا كفيل بالتخفيف من حدة الإجراءات الأمنية المشددة للحيلولة دون اقتراب أي زورق أو مركب من منطقة العزل.

وتتكون قوات التحالف في شمال الخليج من القوات البحرية البريطانية والأميركية والاسترالية (التي تتولى الرئاسة حاليا) والماليزية، بالإضافة إلى القوات البحرية العراقية والكويتية، وتأمل قوات التحالف في تسليم القوات البحرية العراقية المهمة في «أقرب فرصة»، إلا أن قائد قوات التحالف الجنرال الاسترالي لوك وود قال إن ذلك مرهون بتحديث البنية التحتية للقوات البحرية العراقية، وكذلك الموانئ العراقية على الخليج، إلا أن لوك أكد على «كفاءة البحرية العراقية وإمكانية إدارتها للمنطقة ومراقبتها بكفاءة تامة».