المحاكم الإسلامية الصومالية توسع نفوذها في الجنوب وتسيطر على مناطق زراعية

وسط حشود عسكرية كينية وإثيوبية على الحدود

TT

تسلمت المحاكم الإسلامية أمس، محافظة «شبيلي السفلى» احدى أهم المحافظات بجنوب الصومال، من حاكمها «يوسف محمد سياد. وقد جرت إجراءات التسليم بشكل سلمي، بعد سلسلة طويلة من المفاوضات بين المحاكم وحاكم المحافظة يوسف سياد، الذي تسيطر ميليشيا قبلية تابعة له على المنطقة منذ عام 2002، وأزيلت الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش التابعة لميليشيا سياد، إيذانا بدخول المنطقة تحت سيطرة المحاكم. وتمت سيطرة المحاكم الإسلامية على محافظة شبيلي السفلي ومركزها مديمة «مركا» التاريخية (على بعد 120 كم الى الجنوب من العاصمة مقديشو) بشكل سلمي، وذلك بقبول حاكمها تسليم المنطقة لهم من دون قتال، وقد جرت مراسم التسليم والتسلم في مناسبة عقدت بالمزرعة الكبيرة التي كان يملكها رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمدينة أفجوي على بعد (30 كم غرب من مقديشو).

وقال الشيخ شريف شيخ أحمد رئيس المجلس التنفيذي للمحاكم الإسلامية، في خطاب ألقاه في مناسبة التسليم بحضور المئات من المواطنين بأن المحاكم الإسلامية، ستباشر من الآن جميع المهام الأمنية والإدارية لمحافظة شبيلي السفلى، وهذ المحافظة تقع في منطقة زراعية خصبة يزرع فيها أكثر من نصف انتاج الموز أهم المحاصيل المصدرة الى الخارج، كما تضم المحافظة عددا من المدن التاريخية في الساحل الصومالي أهمها «مركا» و«براوة».

وإيذانا بدخول المنطقة تحت سيطرة المحاكم الإسلامية، تمت إزالة العشرات من الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش التي أقامتها الميليشيا القبيلة في المنطقة. وكانت هذه الميليشيا تفرض إتاوات على سيارات النقل والشاحنات التي تنقل البضائع من والي المنطقة، وكانت هذه الحواجز تمثل معضلة مالية وأمنية لسكان منطقة شبيلي السفلي، خلال السنوات الماضية. وقد كان الوضع مع يوسف سياد مختلفا، فمع أنه كان واحدا من أقوى أمراء الحرب السابقين، الا أنه كان لديه ميول إسلامية، جعلته حليفا مقربا من المحاكم الإسلامية، وشارك الى جانب المحاكم في الحرب ضد تحالف أمراء الحرب، الذين كانت تدعمهم الولايات المتحدة وإثيوبيا، وأسندت المحاكمُ إلى سياد منصب مسؤول شؤون الأمن والدفاع في المحاكم الإسلامية، بعد أن تخلى عن حكم محافظة شبيلي الوسطي لصالح المحاكم الإسلامية امس.

من جهة أخرى، استولت ميليشيا المحاكم الإسلامية على بلدتين جديدتين بوسط البلاد، قرب الحدود مع إثيوبيا، وقد هاجمت ميليشيا المحاكم بلدتي جاويل وكلابير (نحو 400 كم شمال غربي من العاصمة مقديشو)، وأسفرت الاشتباكات مع ميليشيا قبلية موالية للحكومة الانتقالية في المنطقة، عن مقتل ثلاثة أشخاص وفر بعض ميليشيا القبلية الى داخل الحدود الإثيوبية. وقد أغضبت هذه الخطوة إثيوبيا، التي نشرت وحدات من قواتها بمحاذاة الشريط الحدودي مع الصومال. وفي جنوب الصومال على الحدود مع كينيا، تفيد المعلومات الواردة من هناك، بأن هناك تحركا عسكريا كينيا كثيفا في المنطقة الحدودية، وجاء ذلك بعد شيوع أنباء بأن ميليشيا المحاكم الإسلامية، تخطط للاستيلاء على المدن القريبة من الحدود.