الجيش الإسرائيلي ينسحب اليوم إلى ما وراء الخط الأزرق

عزل بلدة الغجر بالأسلاك الشائكة تحت أعين جنود الـ«يونيفيل»

TT

يفترض ان تستكمل القوات الاسرائيلية انسحابها من باقي الاراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها منذ حرب يوليو (تموز) التي شنتها على لبنان، بحسب ما تبلغه رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة من قائد القوات الدولية «اليونيفيل» في الجنوب الجنرال آلان بلليغريني وفق ما اعلن مصدر حكومي لبناني امس، الا ان اللافت كان قيام جيش الاحتلال بعزل بلدة الغجر بشقيها السوري واللبناني عن الاراضي اللبنانية وتحويلها الى ثكنة عسكرية.

وقبيل تنفيذ الجيش الاسرائيلي انسحاباته من المواقع الحدودية والعودة الى ما وراء الخط الازرق، قام الجنود الاسرائيليون بمضايقاته لسكان القرى الحدودية والصحافيين اللبنانيين والعرب الذين يقصدون البلدات الجنوبية التي ما زالت تحت الاحتلال.

في غضون ذلك واصلت قوات «اليونيفيل» المعززة استعداداتها اللوجستية للبدء بعملية الانتشار في البلدات والمواقع التي سينسحب منها الجيش الاسرائيلي اذا ما التزم الموعد الذي حددته القيادة العسكرية أي بعد ظهر اليوم الاحد تمهيداً لتسليمها الى الجيش اللبناني الذي يستعد للانتشار في جميع البلدات والقرى الحدودية للمرة الاولى منذ ثلاثين سنة. وقالت مصادر سياسية لبنانية لـ«الشرق الأوسط»: «ان الوجود العسكري الاسرائيلي في الاراضي اللبنانية له اهداف سياسية أبرزها الضغط على لبنان لتعديل مطالبه من اسرائيل». وأكدت «ان التقارير العسكرية الموجودة لدى الحكومة اللبنانية تشير الى وجود مئات الجنود الاسرائيليين على الاراضي اللبنانية مزودين بعشرات الدبابات والملالات، واذا اتخذت اسرائيل قراراً نهائياً بسحب وحداتها من لبنان فان الامر لا يستغرق سوى بضع ساعات نظراً لعدم وجود آليات وتجهيزات كبيرة او اجهزة رادار على الاراضي، علماً ان كل المعدات والآليات تعمل في الوقت الحاضر بشكل غير ثابت.

في المقابل، لم تغب طائرات الاستطلاع الاسرائيلية عن سماء القرى اللبنانية الحدودية المتآخمة للخط الازرق، وشوهدت ايضاً قوافل سياحية لمئات الاسرائيليين في مستعمرة المطلة، وقد اقترب عدد منهم من السياج الشائك الفاصل بين لبنان واسرائيل.

واعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان ان «طائرة استطلاع اسرائيلية خرقت الاجواء اللبنانية صباح امس من فوق البحر مقابل صور ونفذت طيراناً دائرياً فوق المناطق الجنوبية قبل ان تعود ظهرا في اتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة».

وكان الناطق الرسمي باسم القوات الدولية المعززة في جنوب لبنان ميلوش شتروغر قد امل في أن «تنهي القوات الاسرائيلية انسحابها من الجنوب غداً «اليوم» كما اعلن في اسرائيل اول من امس». وقال في تصريح: «من الممكن ان يتم الانسحاب الاسرائيلي في هذا الموعد وما زلنا نعمل مع جميع الاطراف لتسهيل العملية وانجازها في اقرب وقت».

ودعا النائب في كتلة «امل» علي خريس الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي الى «وضع حد فوري للعدو الاسرائيلي لوقف خروقه البرية والجوية والتعدي السافر على لبنان وسيادته واجباره على الانسحاب من كامل التراب الوطني الى ما بعد الخط الازرق». واعتبر ان «اسرائيل تعرقل تنفيذ القرار 1707 وتتجه في لبنان والمنطقة الى الاتجاه غير الصحيح الذي لن يكون لمصلحة احد من الاطراف لانه لا يمكن السكوت عن هذه الخروق التي توجت باعادة المضخات المائية الى نبع الوزاني لتجر المياه الى داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة».

وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قد اكملت امس عملية عزل بلدة الغجر المحتلة بقسميها السوري واللبناني بشكل كامل وحولت الاجراءات المتخذة البلدة الى اشبه بثكنة تحيطها الاسلاك الشائكة والخنادق والسواتر الترابية، في خطوة حاولت اسرائيل انجازها قبل يوم واحد من قرار انسحابها من الجنوب اللبناني بشكل كامل.

ومن الاجراءات التي تقوم بها قوات الاحتلال اقامة سواتر ترابية حول الاطراف الشرقية والشمالية والغربية للبلدة، وأضيفت على بعد امتار قليلة منها اسلاك شائكة بارتفاع ثلاثة امتار، فيما حفر خندق بعمق مترين على طول المسافة المحاذية للاسلاك الشائكة وعلى مسافة عشرة امتار منها، وباتت احياء البلدة معزولة عن الاراضي اللبنانية وخاضعة لسيطرة عسكرية اسرائيلية كاملة. واللافت ان الاجراءات الاسرائيلية انجزت على مرأى من جنود الكتيبة الهندية التابعة لقوات «اليونيفيل» الذين كانوا يراقبون الاشغال من موقعهم الذي يبعد 500 متر عن بلدة الغجر المحتلة ويكتفون بالتسجيل والمراقبة عبر المناظير.