كابل: عشرات القتلى والجرحى بهجوم انتحاري أمام وزارة الداخلية

TT

قالت الحكومة الأفغانية إن مهاجما انتحاريا فجر شحنات ناسفة أمام وزارة الداخلية في كابل، أمس، مما أدى الى مقتل 12 شخصا وإصابة 42 بجروح. وتشهد أفغانستان أخطر أعمال عنف منذ الإطاحة بحركة طالبان المتشددة في عام 2001. وبينما كانت غالبية أعمال العنف في الجنوب والشرق فان الهجمات في كابل تتزايد.

وقالت الشرطة ان المهاجم شن هذا الهجوم بينما كان العاملون بوزارة الداخلية يصلون الى مقر عملهم. وأمس (السبت) يوم عمل في افغانستان. وقال شاهد عيان إن الشرطة حاولت منع المهاجم قبل ان يفجر الشحنات الناسفة التي بحوزته. وقال شاب يدعى رامين «كان شخصا طويلا وبدينا. حاولت الشرطة منعه، لكنه أفلت منهم وجرى نحو المدخل وفجر نفسه بين الناس». ولحقت أضرار شديدة بعدة متاجر صغيرة عند مدخل وزارة الداخلية. وقالت وزارة الداخلية إن مدنيين وأفرادا من الشرطة بين القتلى والمصابين.

وأعلن قائد طالبان الملا حياة خان، الذي كان يتحدث هاتفيا من مكان مجهول، المسؤولية عن الهجوم. وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن عديد من الهجمات التي استهدفت موظفين حكوميين.

وكانت الهجمات الانتحارية نادرة في أفغانستان قبل العام الماضي، لكن منذ ذلك الحين وقعت عشرات الانفجارات ضد القوات الأجنبية والأهداف الحكومية. والغالبية بين عشرات الضحايا من المدنيين.

كما يبدي مقاتلو طالبان مقاومة عنيفة في المعارك مع قوات اجنبية وحكومية في مناطق ريفية خاصة في الجنوب. واعترف حلف شمال الاطلسي الذي سيتولى قريبا قيادة معظم القوات الاجنبية في انحاء افغانستان، بأنه استخف بحجم معارضة طالبان. وأدانت الامم المتحدة انفجار امس. وقال توم كوينجز ممثل الامم المتحدة الخاص في افغانستان في بيان «من المحزن على وجه الخصوص فقد أرواح كثيرة في هجوم بهذا العنف ضد أفغان أبرياء كانوا ببساطة في طريقهم الى العمل». وقال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الاسبوع الماضي إن العنف في افغانستان هو اكبر تهديد للمرحلة الانتقالية منذ عام 2001. وحث على بذل المزيد من الجهود العسكرية والدبلوماسية.

وأكد الرئيس الأميركي جورج بوش، اول من أمس، ان قوات التحالف تحرز تقدما في مواجهة طالبان. وقال بوش ان المحادثات التي أجراها نهاية الاسبوع مع رئيسي افغانستان وباكستان تمخضت عن روح تعاون. ويوجد خلاف بين الرئيس الافغاني حميد كرزاي والرئيس الباكستاني برويز مشرف بشأن الدعم الذي تحصل عليه طالبان عند الجانب الباكستاني من الحدود. ويقول الأفغان إن قادة طالبان يديرون عملياتهم من باكستان، وانه يتعين على إسلام آباد اتخاذ إجراء ضدهم. وتقول باكستان ان بعض المتشددين يمكنهم عبور الحدود التي يمكن النفاذ من بعض مناطقها، لكن قادة طالبان موجودون في افغانستان.

وتسبب الجدل المحتدم في توتر العلاقات بين الجارين، وكلاهما من حلفاء واشنطن المهمين في الحرب على الارهاب. وأسفر هجوم انتحاري بسيارة ملغومة قرب السفارة الأميركية في كابل في الثامن من سبتمبر (ايلول) الماضي عن مقتل 16 شخصا بينهم جنديان أميركيان.