لولا يتجه للفوز بفترة رئاسية ثانية.. رغم فضائح الفساد

انتخابات رئاسية وتشريعية في البرازيل اليوم

TT

يتوجه البرازيليون الى صناديق الاقتراع اليوم، للمشاركة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وذلك بعد حملة انتخابية هيمنت عليها اتهامات بالفساد. ويبدو الرئيس المنتهية ولايته لويز ايناسيو لولا دا سيلفا الاوفر حظا للفوز بفترة رئاسية ثانية، إذ أفاد آخر استطلاع للرأي بأن لولا مرشح للفوز من الجولة الأولى بنحو 53% من الاصوات، على أن يحصل خصمه الرئيسي الاجتماعي الديمقراطي جيرالدو ألكمين الحاكم السابق لولاية ساو باولو على 35% من الاصوات تقريبا.

ويبقى ان ابرز المرشحين الآخرين الى الانتخابات الرئاسية هما المنشقان عن حزب العمال الذي ينتمي اليه لولا: هيلويزا هيلينا العضو الراديكالية في مجلس الشيوخ والتي اقصيت من حزب العمال عام 2003 وكريستوفام بواركي وزير التربية السابق في حكومة لولا. وفي آخر مهرجان انتخابي التقى لولا، أول من أمس، برفاقه السابقين، من عمال الفولاذ في ضواحي ساو باولو الصناعية. ووصل لولا الى بوابة مصنع سيارات مرسيدس في ساو برناردو دو كامبو، حيث بدأ العمل في سن الرابعة عشرة، وهي نفس المنطقة التي سيصوت فيها اليوم.

ويبقى الرئيس البرازيلي الأوفر حظا للفوز بولاية ثانية من اربع سنوات رغم الفضيحة التي ألقت بظلالها على حملته الانتخابية والمتمثلة في محاولة عناصر من حزب العمال شراء ملف للتشهير بالمعارضة. إلا ان النتيجة لن تكون محسومة في عملية الاقتراع التي دعي للمشاركة فيها نحو 126 مليون ناخب في حوالي 432 ألف صندوق اقتراع إلكتروني اقيمت في كل أنحاء البلاد. وفي حال عدم حصول أي من المرشحين على أغلبية مطلقة، فانه سيجري تنظيم جولة ثانية في 29 اكتوبر (تشرين الاول) الحالي. ولا يستبعد المراقبون السياسيون جولة ثانية لأن التقدم الذي يحظى به لولا يتقلص تدريجيا منذ الاعلان عن فضيحة الملف ضد المعارضة في الخامس عشر من سبتمبر (ايلول) الماضي. واعتقلت الشرطة الفيدرالية يومها شخصين مرتبطين بحزب العمال، كان بحوزتهما ما يعادل 800 الف دولار مخصصة لشراء معلومات لتوريط المعارضة. واضطر لولا الى التخلص من عدد من عناصر فريق حملته الانتخابية بدءا بمنسقه ريكاردو برزيوني رئيس حزب العمال. ورفعت المعارضة شكوى مطالبة بإلغاء ترشيحه أمام القضاء الانتخابي، في إجراء يهدد بإقالة لولا خلال ولايته إذا أعيد انتخابه.

ويعول الرئيس لانتخابه اعتبارا من اليوم على الدعم الشعبي الذي يحظى به لا سيما بين الاشخاص الأكثر فقرا. ويظهر استطلاع الرأي ان 70 في المائة من ناخبي منطقة شمال شرقي البلاد الفقير التي يتحدر منها لولا سيصوتون له. ويبقى السلاح الانتخابي الاساسي للرئيس هو مشروع «المنح للعائلات» الذي يشمل حاليا نحو 11 مليون عائلة، أي اكثر من أربعين مليون برازيلي استفادوا خلال السنة الجارية من حوالي أربعة مليارات دولار. كذلك انعكست الزيادة في الحد الأدنى للأجور وتراجع التضخم، زيادة في الموارد الأكثر فقرا. وندد معارضو لولا خصوصا بفضائح الفساد التي تخللت ولايته، في حين كان حزب العمال قد اتخذ من مكافحة الفساد أحد شعاراته السياسية لدى توليه السلطة.

وموازاة مع الانتخابات الرئاسية، سيقترع الناخبون أيضاً لاختيار 513 نائباً وثلث أعضاء مجلس الشيوخ. ويؤكد المحللون أن الأمر الأكيد هو أن البرلمان الجديد لن يخضع لهيمنة اي غالبية واضحة للرئيس الجديد مهما كانت هويته.