واشنطن ـ ا.ف.ب: اتخذ الكونغرس الاميركي اجراء رمزيا الليلة قبل الماضية للرد على مشكلة الهجرة غير القانونية، في خضم الحملة الانتخابية، يتمثل ببناء جدار على اكثر من ثلث الحدود مع المكسيك. وانتهز مجلس الشيوخ الاميركي فرصة آخر جلسة عمل له قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل لاقرار مشروع بناء جدار يمتد على 1200 كيلومتر من اصل 3200 كلم من الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك. وقد يصادق الرئيس الاميركي جورج بوش في الايام المقبلة على هذا الاجراء الذي اقر بغالبية ساحقة بموافقة 80 عضوا ومعارضة 19، حتى يتمكن بعض المرشحين من استخدامها خلال الاجتماعات الانتخابية.
وجدار الفصل مع المكسيك الذي سيمول من ميزانية وزارة الامن الداخلي، يبقى احد العناصر الملموسة القليلة التي نتجت عن النقاش الواسع حول موضوع الهجرة الذي شغل الكونغرس على مدى اشهر مطلع العام الحالي وتسبب في الربيع في اضخم مظاهرات في تاريخ الولايات المتحدة المعاصر. وهذا الجدار اقل بكثير من الاهداف الطموحة للرئيس بوش الذي يصطدم بالجناح المحافظ جدا في حزبه لاقرار اصلاح واسع لقانون الهجرة يجمع بين قمع الهجرة غير القانونية ومنح 11 مليون مهاجر غير شرعي وضعا قانونيا في الولايات المتحدة فضلا عن خطة للاحاطة بتدفق المهاجرين غير المؤهلين من دول الجنوب.
وتعهد الرئيس الاميركي في 15 سبتمبر (ايلول) الماضي بمواصلة جهوده في هذا الاتجاه، وقال «ان الكونغرس يجب ان يقر خطة شاملة. ولاحلال الامن عند الحدود، على المدى الطويل، يجب اعتماد خطة عمل عقلانية». لكن قال انه لم يعد يملك جدولا زمنيا لتنفيذ هذا الاصلاح.
ويتضمن النص بناء الجدار على 1200 كيلومتر بحلول 31 ديسمبر (كانون الاول) 2008 في مناطق حساسة من الحدود مع المكسيك ولا سيما في صحراء اريزونا.