الحكومة الصومالية: الجامعة العربية تتجاهل «الأعمال الشنيعة» للمحاكم الإسلامية

اتهمتها بالانحياز لها ودعتها لعدم إشعال نار الفتنة في البلاد

TT

شنت الحكومة الصومالية الانتقالية هجوما عنيفا على الأمانة العامة للجامعة العربية واتهمتها بالانحياز للمحاكم الإسلامية، وذلك ردا على تصريحات أدلى بها لـ«الشرق الأوسط» مسؤول ملف الصومال بالجامعة العربية السفير سمير حسني، ونشرت في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، وقال فيها ان الجامعة لا تعتبر سقوط مدينة كيسمايو الاستراتيجية في يد ميليشيات المحاكم الإسلامية انتهاكا لاتفاق الخرطوم الموقع بين الحكومة الصومالية والمحاكم، والذي ينص على عدم محاولة أي طرف التوسع عسكريا او سياسيا خارج المناطق الخاضعة لسيطرته.

وأصدر مجلس الوزراء الصومالي بيانا شديد اللهجة عقب اجتماع عقده في بيداوة امس تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، وجاء فيه «ليست هذه المرة الأولى التي تتجاهل فيها الأمانة العامة للجامعة العربية ما تقوم به المحاكم الإسلامية من أعمال شنيعة تمثل خرقا سافرا للتفاهمات المبرمة بينها وبين الحكومة الصومالية، وهذه التصريحات (تصريحات سمير حسني) هي تبرئة لساحة المحاكم بدل شجبها وإدانتها». وأضاف البيان «أن من المؤسف أن يصف السيد سمير حسني غزو المحاكم الإسلامية لكيسمايو بأنه (انقلاب أبيض)، وبأن قوات المحاكم لم تشن أي هجوم انطلاقا من قواعدها في مقديشو، مضيفا أن ما حدث في كيسمايو لا يعتبر انتهاكا لاتفاق الخرطوم الذي ينص على عدم محاولة أي طرف التوسع عسكريا أو سياسيا خارج المناطق الخاضعة لسيطرة كلا الطرفين» وتساءل بيان الحكومة الصومالية عما سماه «مغزى تصرف الجامعة العربية بالنسبة للأحداث في الصومال، وهي ترى أن مثل هذا التصرف بعيد عن النزاهة ويستشف منه انحياز كامل لسلوكيات المحاكم الإسلامية وتصرفاتها».

وطالب البيان الجامعة العربية «بالعودة الى مهمتها الحقيقية بدل مسايرة المحاكم الإسلامية على هذا الطريق المؤدي الى إشعال نار الفتنة في الصومال». وانتقد بيان مجلس الوزراء الصومالي «سكوت الجامعة العربية على ممارسات المحاكم الإسلامية في جلب الأسلحة الى الصومال بمساعدة جهات مشبوهة لا تريد الاستقرار للصومال».

وجاء موقف الحكومة الصومالية بعد يوم من اعلان الجامعة العربية عن عقد مؤتمر دولي حول الصومال في نيروبي بمشاركة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، لبحث الوضع في الصومال. ومن المقرر أن يزور وفد من الأمانة العامة للجامعة العربية الدول المجاورة للصومال، لبحث الوضع فيه في الوقت الذي تعهدت فيه الجامعة العربية بمضاعفة جهودها لإحلال السلام في الصومال.

إلى ذلك، نجا سائح نيوزيلندي من محاولة لاغتياله داخل فندق كان يقيم فيه في مدينة «هرقيسا» عاصمة إقليم أرض الصومال في شمال غربي البلاد، حيث دخل شاب مسلح بمسدس الفندق ثم غرفة السائح ويدعى انتوني وايتمان، وأطلق عليه النار عدة مرات ثم هرب المهاجم الى خارج الفندق بغية الاختفاء في الحي المجاور، لكن الشرطة تمكنت من القبض عليه، كما صرح بذلك وزير داخلية الإقليم عبد الله إسماعيل عرّو. وقد نجا السائح المستهدف من الهجوم الذي استهدف حياته، حيث لم يصب بأذى.

وقالت إدارة فندق «أورينتال» في وسط هرقيسا الذي وقع فيه الحادث، ان السائح النيوزيلندي الجنسية كان نزيلا في الفندق منذ ثلاثة أيام وأن الشاب المهاجم كان يتردد على السائح، مما يؤكد أنهما تعارفا في هرقيسا. ولم تكشف الشرطة المحلية عن تفاصيل حول دوافع الهجوم، واكتفت فقط بالقول إن التحقيقات جارية حيث تستجوب الشرطة المتهم. ويعد الحادث ثاني هجوم يستهدف الرعايا الأجانب في الصومال خلال أقل من شهر، حيث قتلت الراهبة الإيطالية (ليونيلا سغروباتي) في العاصمة مقديشو في السابع عشر من الشهر الماضي عندما كانت تهم بدخول مكتبها الكائن في قرية الأطفال التابعة لمنظمة «إس أو إس» العالمية. ولم تعرف دوافع ذلك الهجوم، لكن يعتقد على نطاق واسع في الشارع أن له علاقة بتصريحات بابا الفاتيكان الأخيرة حول الإسلام.